الاثنين ٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم
سادن الوجع الجليل
عاتَبْتُ - لو سمعَ القريبُ عتابي . .وكتبتُ - لو قرأ البعيـدُ كتابي !وسألتُ - لو أنَّ الذين مَحَضْتُهُموِدّي أضـاؤوا حيرتي بجوابِ !وَعَصَرْتُ ماءَ العينِ لو أنَّ الأسىأبقى بحقلِ العمرِ عُشْبَ شبابِوَأنَبْتُ عني لو يُنابُ أخو الهوىبسخينِ أحداقٍ ونزفِ إهـابِ [1]وَتَرَنَّمتْ لــو لم تكن مشلـولةًشفتي ... ومصلوبَ اللحونِ ربابيكيف الغناءُ؟ حدائقي مذبــوحةٌأزهــــارُها ... ويبيسةٌ أعنابيشجري بلا ظِلٍّ .. وكلُّ فصولـهِقيظٌ .. وظمــآنُ الغيومِ سحابيطَرَقَ الهوى قلبي .. وحين فَتَحْتُهُألقى به عصـــفاً وعودَ ثقابِحتى إذا كشَفَ الضحى عن شمسهِألفيتُني ميتـــاً بنبضِ ثيــابِيتقاتل الضِـــدّان بين أضالعي :عَزْمُ اليقــــينِ وحيرةُ المرتابِصُبْحي بلا شمــسِ .. وأما أنجميفَبَريقُ بارودٍ وومــــضُ حرابِروحي تمصُّ لظى الهجــيرِ وَتَسْتَقيشفتاي من دمـــعٍ ووهجِ سرابِأرفو بخيطِ الذكرياتِ حشـــاشةًخَرَمَتْ ملاءَتَها نِصــــالُ غيابِالدارُ بالأحبابِ .. ما أفياؤُهـــاإنْ أَقْفَرَتْ داري من الأحبــاب؟عابوا على قلبي قنــــاعةَ نَبْضِهِأنَّ الردى في العشــقِ ليس بِعابِأنا سادنُ الوَجَـــعِ الجليلِ خَبَرْتُهُطفــلاً .. وها قـارَبْتُ يومَ ذهابيصـــوفيَّةَ النـــيرانِ لا تترفَّقيبيْ لو أتيتُكِ حامـــــلاً أحطابيقـد جئتُ أستجدي لظاكِ .. لتحرقيما أَبْقَتِ الأيـــــامُ من أعشابيأنا طِفْلُكِ الشيـخُ ... ابتدأتُ كهولتيمن قبــلِ بـــدءِ طفولتي وشبابيلَعِبَتْ بيَ الأيـــــامُ حتى أَدْمَنَتْوَجَعي .. وَخَـــرَّزَتِ العثارُ شِعابييحدو بقافلتي الضَـــــياعُ كأننيللـحـزنِ راحٌ والهمـــومِ خوابي [2]إنْ تفتحي بــابَ العتـــابِ فإننيأَغْلَقْتُ في وجـــــهِ الملامةِ بابيأهواكِ ؟ لا أدري .. أَضَعـْتُ بداهتيوأَضــاعني في ليــــلهِ تِغْرابيكلُّ الــذي أدريـــهِ أني بَذْرَةٌأَمّا هــواكِ فجـــدولي وتُرابينَزَقي عفيفٌ كالطـــفولةِ فاهدئيأنا طفلكِ المفـــطومُ .. لا ترتابيالشيبُ ؟ ذا زَبَــدُ السنين رمى بهموجُ الحيــــاةِ على فتىً متصابي"ستٌ وخمسون" انتهين وليــس منفرحٍ أُخيــــطُ به فتوقَ عذابي !الدغل والزُقّــــومُ فوق موائديوالقيـــــحُ والغِسلينُ [3]في أكوابيأحبيبةَ الوجــــعِ الجليل ِ مصيبتيأن العــــراقَ اليومَ غابُ ذئابِلو كـــــان يفتح للمشرّدِ بابَهُلأتيتُهُ زحــفــــاً على أهدابيوطويتُ خيمةَ غربتي لو أنهــــاعَرَفَتْ أمانــاً في العراق روابـيأوقفتُ ناعـوري على بستانِـــهِوعلى دجــــاهُ المستريب ِ شهابيعانَقْتُها فتوضَّأتْ بزفيرِهـــــاروحي..وعطَّـــرني شميمُ خضابِكادت تَفرُّ إلى زنابقِ خصرهـــاشفتي فـــــرارَ ظميئةٍ لشرابِسكرتْ يدي لمّــا مَرَرْتُ براحتيما بينَ موجِ جــــدائلٍ وقِبابِوحقولِ نعناعٍ تَفَتَّحَ وردهــــاوسهول ِ ريحان ٍ وطل ّ [4]حباب ِلُذْنا بثوبِ الليلِ نَسْترُ شوقنـــامن عين مُلتصٍّ [5]ومن مرتــــابِفشربتُ أعـــذبَ ما تمنّى ظامئٌ :شهدٌ غَسَلتُ بهِ مُضاغَ الصّــابِ [6]يا أيها المجنونُ – صاحَتْ- دَعْكَ منتُفـــــاحِ بُستاني وَزِقٍّ رضابيجَرَّحْتَ فستــاني فكيف بزنبقي ؟فَأَعِــــدْ عليَّ عباءتي وحِجابيحتى إذا نَهَضَ المُكِّبرُّ .....والدجىفَرَكَ العيونَ ولاحَ خيـطُ شِهابِوتثاءَبَ القنديلُ ... وابتدأ السنـاعريانَ مُلْتَفّــاً بثــوبِ ضَبابِصَلَّتْ وصلَّيتُ النوافلَ مثلَهــاوبسطتُ صَحْنَ الروحِ للوهّـابِخوفي عليَّ – وقد تَلَبَّسَني الهـوى-مني ...ومنكِ عليكِ يومَ حسـابِإنْ كنتِ جاحـدةً هوايَ فهاتِـنيقلبي وتِبْرَ عواطـفي وصــوابينَمْ يا طريدَ الجَّنتينِ معـــانقـاًخالاًً يشعُّ سناهُ بين هضـــابِعَرَفَتْكَ مخبولاً تُقايضُ بالنـــدىجمراً وكهفَ فجيعــةٍ برحـابِاصحــابَنا في دار دجلةَ عذرَكمْإنْ غَرَّبَتْ قدمـــاي يا أصحابيجَفَّتْ ينابيعُ الوئــامِ وأّصْحَرَتْبدءَ الربيعِ حـدائق اللبــلابِأحبابَنـا ...واسْتَوْحَشَتْ أجفانَهامُقَلي وشاكسَني طريقُ إيابــيأحبابَنا عَزَّ اللقــــاءُ وآذَنَتْشمسي قُبيـلَ شروقِهـا بغيـابِأحبابَنا في الدجـــلتين تَعَطَّلَتْأعيــادُنا من بعــدكم أحبابيندعو ونجهل أَنَّ جُلَّ دُعائِنـــامنذ احترفنـا الحقـدَ غيرُ مُجابِنَخَرَ الوباءُ الطائفيُّ عظامنـــاواسْتَفْحلَ الطاعونُ بالأربــابِعشنا بديجورٍ فلمــا أَشْمَسَتْكشفَ الضحى عن قاتلٍ ومرابيومُسَبِّحينَ تكــاد حين دخولهمتشكو الإلهَ حجارةُ المحــرابِومُخَنَّثين يرون دكَّ مــــآذنٍمجداً ... وأنَّ النصرَ حزُّ رقـابِواللاعقين يد َ الدخيل ِ تضرّعا ًلنعيم كرسي ٍ بدار ِ خراب ِ ...جيف ٌ ـ وإنْ عافتْ عفونة لحمِهاأضراسُ ذئبان ٍ وناب ُ كلاب ِ...وطنَ الفجيعة ِ والشقاء ألا كفىصبراً على الدُخــلاءِ والأذنابِ