الأربعاء ١٢ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم عمر حمَّش

سراج

أول ما أمست أسنده جدار القبر، واسترخى يرقب ليل العمر الهاجم،
الليل بئر، ومخيم لاجئين واطئ، ونجوم في سماء الله هالكة، والدنيا منسّدة على قعر، صار كلّ شيء فيه يهوي، وفي القعر انتظمت وحوش، جأرت مكفنة، رافعة أذرعها، وزواحف أيضا فحّت، وصارت تصفق أجنحة من غير طيران، ثمّ أضاء الكلّ عيونا بسعة الأرض!

وجاء نور ضائع في سراج أمّه المطلّ عليه من النافذة المجاورة، ومدّ العنق، ليدقّ الأرض بقبضة كفه، فهيج الوحوش، واحتدّ التصفيق، فارتوى كمعتاد، وبرد فنعس!

سمع زحفا على الرمل، فكان خلق، وفانوس، ونعش تقدم، ورجل صرخ (قتيل!) فتوقف الجمع، أمّا النعش فتأرجح، وحار الفتى، حتى اختنق، ولعن سوء التوقيت، وطال الأمر، وصار الجمع أوتادا، فدفن الرأس في الرمل!
وزحف شيخ بعكازته، ليلكزه!

ولمّا همس الفتى: ماذا تريد؟؟

تحشرج الشيخ مرتعبا، فقام الفتى على مراحل، لم ينفض ترابه، وانحرف منحدرا، باتجاه البيت المشروخ، وسراج أمّه الباهت أسفل مقبرة المخيم!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى