الاثنين ٣ شباط (فبراير) ٢٠٢٠

سفر

حسين الفتلاوي

كان كحلاً فوق رمشي
كان تاجاً فوق رأسي
قلت خلّاً قال نفيأ
ليتني في شقِ رمسي
قال امشِ امشِ امشِ
دون صوتٍ دون حسِّ
كان حلمٌ أنّ نفسي
عاشقٌ في وسْطِ عرسي
لهف نفسي عن صباها
ليس فيه غير نحسِ
زدت هماً فوق همي
صار يومي مثل امسي
جلت في ربعٍ وحيداً
صاحباً خمري وكأسي
لستُ ادري اين امضي
سائراً في درب شمسي
قال شيخٌ هاك حلاً
تترك الدنيا وتنسي
قد وجدت الشهدَ مرّاً
قد وجدت المرّ دبسِ
عازفاً صرتُ المغنّي
قادني شوقي بحدسي
من شرابي رحت احسي
درتُ حولي طار حسي
قد رأيت الناس لكن
ليس فيهم غير نجسِ
لو تريد المحو غنّي
واستمع في صوت جرسي
تقرأ القرآن حقّاً
والصلاة فوق خمسِ
احفِ رجلاً من نعالٍ
خذ رغيفاً كلْ بعسِ
فقرنا لا تزدريهِ
إنّ جوعا خيرُ ترسِ
قف وشاهد حرب قومٍ
حاربوا ارهاب حمسِ
تعترينا ازماتٌ
صوّبت في قلبِ شأسِ
لم يدمْ صخرٌ طويلا
اذ قسى جوٌّ بطقسِ
كيف والانسان حيٌّ
يعتري كلّ المآسي
لا تلمني لن عزالي
لا مقرّاً غير حبسي
قد ركبت البحر سعياً
خلف عيشٍ بعد تعسي
في عباب الموجِ ادعي
يا إلهي كن بحرسي
لا تكله تغتراقي
لا تدعني أَكْلَ شرسِ
سرتُ بعد البحر ليلاً
في وغى غابٍ بقوسي
صدتُ فيها رأس سبعٍ
رمتُ فيه بنتُ قيسِ
قيل لي يسعى اباها
ان يكون المهر رأسي
مالكٌ هذا ابوها
ألف عِيرٍ مال بخسِ
عبلةٌ ظنَّ ولكن
يا حبيبي لست عبسي
جبت امري بين عربٍ
راحلا من ارضِ فرسِ
اسكن البرَّ المعرّى
ليس حتّى قرب غرسِ
انتظرتُ الصبح يأتي
حلكةً قد تجلِ شمسي
تهمدُ الاصوات ليلاً
مضمضت عيني بنعسِ
انبعثتُ الفجر عيّاً
لا يكاد الرأسُ يرسي
كالسكارى صرت ألوي
قد رأيتُ الفرد خمسِ
هكذا قد مرَّ دهري
عشر اعوامٍ بطمسي
قلت في نفسي لماذا
ديدن الاقدار يقسِ
جلتُ وحدي في طريقي
آملاً في رُشْدِ قسِّ
قال يهديني كمالاً
أن تكون بْنٌّ لدرسي
بعد ان امضى سنينا
في بناءٍ يعل نفسي
عدت للبيت القديما
كلُّ شيء بات منسي
رحب الاحبابُ مرحا
جئتنا يا خير أُنسِ
قد مُلئنا فيك شوقاً
يا شذا زهرٍ وياسِ
الحياة اليوم صارت
في سعادٍ للحواسِ
إنّ للاوطان توقٌ
لحتضانٍ ولتماسِ
يا فتى ما من بهيجٍ
في رياضٍ دون ناسِ

حسين الفتلاوي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى