سيدتي تعالي

تتهادى دوما في دلع ٍ وتداعب شعرها بدلالِ ِ

تسترق النظر بعينيها وشفاهها بحر الأهوالِ ِ

وتحرك كل مفاتنـها فتحل قيودي وأقفالـي

ما هذا السحر المتأنق بلباس زيد بأشــكال ِ

وقميص حلوٍ شفافٍ فكأنه نسج لــظلال ِ

تتناثر ورداَ ، رمانا كالثمر الناضج بسـلال

ويزين وجهها سيدتي شعر يتدلى كشــلال ِ

والأنف دقيق ورقيقٌ والرمش يعلق بحـبال ِ

اسأل هل فيك يداويني ما يمسح جرحي بليالي

تبحث في نفسك نظراتي عن خيط جوابٍ لسؤال ِ

إن شئت الحب فناديني فالحرف يضج بأثـقال ِ

والشعر يسابق محبرتي والقلم يطارد أقــوالي

وأظن بأنني من وجع ٍ لا افـهم قصد الأعمال ِ

ان كنت عشقتك في صمتٍ فسكوتي يجسد ترحالي

عيناك سـفينة أحـلام ٍ وشـفاهك ورد ودوالي

وخدودك حمر كخدودي ونهودك رمز لـجمال ِ

ويداك نواعم ، كسرير والخـصر كنهر مـيال ِ

كوني من شئت فان يدي تستلهم كل الـــموال ِ

من ثغر يشبه ذاكـرتي ونهود يعشــقها خيالي

وأعود أحدق في جسد كحلاوة نهر في العـالي

شفتاك كراحة حـلقوم ٍ الشهد ، العسل المـتوالي

و الحسن يضم بعينيك ســر لولادة أجــيال ِ

قولي ما شئت فمبسمك يحوي ما يدهشني ، لآلي

بيض كغيوم في صيفٍ تمطر من عـطر بليـال ِ

فيصير الليل إذا جئت كالصبح بقمر وهــلال ِ

يتجمع فيهـما كل سنا فتذوب عيونـي بـإقبال ِ

لوحات الفن تعانقك امواج الذوق المتوالي

يحتار المرء اذا دخل لا يخرج الا كمغتال

أختارُ الوردَ فآخذه من بين خدودك والخال

بسماء سريري أعلقه أثـــراً من عشقٍ قتّالِ

وأراك كشمسٍ مشرقةٍ تسكرني في الليلِ ليالِ

وهواك كجمرٍ ، محرقةٌ انت في الصدر وفي البال

ويطوف الحب على نغمٍ تبعثه عيونيَ للغالي

يتلاقى بنغم ترسلهُ عيناكِ سلامُ الاقوالِ

وغيابك لا يُسكت حبي فالعشق تكَلَلَ بجمالِ

في القلب يدغدغ أوردتي ويعيش بصدقِ الاعمالِ

في بعدك موتي فتعالي وكفاك دلالا وتعال

يكفيني هروباً فطريقي تمتدٌ اليكِ كسلسال

في يدك الخاتم يمسكني ويزيد شقائي باثقالِ

ما ذنب الحب اصارعه وأطوق نفسي باغلالِ

في عمق الليل سارسله حراً كالطيف المُختالِ

فيقبل ثغركِ بسكونٍ يدخل في الثوب المتلالي

فينام بقربك في ليلٍ يأتيني بعطرك في التالي

وشفاهي سترشف من وردٍ ما يمطر من طيف خيالي

أسكبه شعراً في ورقٍ يغشاهُ جنوني وإعقالي

إن شئت تواري فجنوني لا يملك حفظـا لجلا لي

أو شئت تعالي سيدتي كي أقطف عنبا بـحلال ِ