الاثنين ٢٢ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم نوري الوائلي

سيد الشهداء

حييت أرضك سيدي لأطول
ان كنت أقوى من علاك تلولا
يا ابن الأسود وما عرفنا لبوة
تلدُ الثعالب او تضمّ نحولا
لم تعرف الصّحراء غيرك واثباً
عند الغسوق وما رأتك مقيلا
أسد تطاردُ في الفلاة وحوشها
وتصيدُ من أمّ الأسود سليلا
يا عم أحمد والبطين وجعفر
وأخ الذي حمل الرسول كفيلا
يا ابن الذي نادى العزيز وقد أروا
جيشا لمكة كالجراد وفيلا
فإذا بآيات السماء تزخّهم
فوق الرؤس حجارة سجّيلا
ووثبت عند البيت تحمي ثلة
خرجت تنادي للسماء رسولا
وبرزت في بدر كأن رقابهم
ثمر البراري أينعت محصولا
فتساقطت وتناثرت أغصانها
لمّا دنوت لتقطف المحمولا
شهدت انوفهمو برغم ضغائن
ما كان سيفك للنحور جهولا
قد نال منهم والسهام امامه
تهوى عليه كما الشتاء هطولا
وأناخ في أحد شيوخ ثعالب
فإذا بهم يتسابقون فلولا
قد كنت درعاً للحبيب محمد
وأخاً يذود عن التقاة جفيلا
كالنخلة المعطاء تعلو قامة
في أرض عشب تستدير سهولا
الخيل ما عرفت مغيرا مثله
فجرت به فوق الردى ليصولا
قاتلت بالسيفين تحصد حشدهم
كمناجل بيد الجياع مثولا
يا سيد البطحاء ما كانت لهم
قدم أمامك أو يرون سبيلا
غدرا أرادوا أن يطيحوا كوكبا
لم يغد يوما آفلا ونزيلا
حتى لغدرك لم يكن في قلبهم
نبض ليرموك الحراب قبيلا
فتوسموا عبدا ليغدر دونهم
عاش المهانة عندها وذليلا
فإذا به كالشاة تتبع خلسة
ذئبا يطارد في الشروق فصيلا
فرمى برعشة خائف رمح الردى
وأصاب غدرا للحبيب خليلا
ورأى بعين الجافلين صوامعا
تنهار ثمّ لترتقي تهليلا
فيفرّ من ساح الوغى متلعثما
ويصيح مرحى قد شفيتِ غليلا
فسعت الى جثمان من كانت له
تحبو الرقاب مهابة ونزولا
يا سيد الشهداء كبدك لم يلن
في فكها, او أن تذوق فتيلا
لو نال منك جوفها كيف اللضى
تحويك حين تضمها تنكيلا
هذا مزاج الظالمين بخصمهم
جعلو القتيل ولحمه مأكولا
والسبط يبكي ملّة لا تكتفي
لا تراه ظامئاً وقتيلا
ويلملمون لدفنك الأحشاء وال
أوصال والأمعاء والتهليلا
فتحيروا , كيف اللئام تناهشت
جسداً يفيض مهابة وفحولا
أحدٌ وفيك النائبات مواجع
والغدر فيك يجاوز المعقولا
قلبي تقطع كيف جسمك في الثرى
قد مُزقت أحشاءه تمثيلا
ما حال أحمد حين جسمك حوله
الشرك ينفش في الرفاة سجولا
صلّى عليه في الحشود محمد
سبعين لم يقصر بها الترتيلا
وبكى وأجهش عنده في غصّة
فغدت للوعته الجفون ذبولا
رغم الرحيل فأنت نور منارة
تهوى ويبقى جذرها قنديلا
ليس الرحيل لمثل نجمك مخفتا
أو مسدلا حول الضياء سدولا
لم يكف دمعي ان يعزي احمدا
وهو الذي ابكى الزمان طويلا
كم دمعة واستك سيّد آدم
من أمة تعلو بها تفضيلا
ما لي أراها لا تقيم لحمزة
ذكراً لمقتله ولا تبجيلا
عجبي لم الشعراء شل لسانهم
عن ذكره, أو قائلون قليلا
هامت حناجرهم لتذكرغيره
ورأت بذيل الأرذلين زبيلا
وكذا المنابر لم تقل في ذكره
ما يستحق من الثناء جزيلا
يا سيد الشهداء فزت بجنة
يحففك فيها من هداك قبولا
يخفي الزمان من الحناجر فخرها
وتظل فخرا للزمان أصيلا
ووقفت أنظرهالة من قبره
تعلو من الكبد الجريح صليلا
تعلو, لتسمع أمة قد أينعت
فيها المواجع ذلة وخمولا
وشممت مسكا نابعا بمقامه
عبقاً, فأندى في الأنوف ذهولا
أسد العزيز فما علوك بعزة
هل عز فأر حين نال خميلا
هل يفخرون بغدر مثلك سيدي
أو يطفئون بقتلك التنزيلا
كلا فدربك سيد الشهداء لا
يعلو مآذنه الدجى تضليلا
ستظل يا أسد الرسول وترتقي
فوق الزمان منارة ودليلا
وستعجزُ الأقلامُ عم محمد
عن وصف ما تحوي علا وجميلا
وتظل ذكراك الشموس لهدينا
فتنير جيلا للحياة فجيلا
لأبي عمارة قد ملئت محابري
شوقا لأبحر في الاباء قليلا
ما كان في أملي بلوغك سيدي
هل يبلغ الطفل الرضيع كهولا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى