الأحد ٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم عـلـي الـخيـل

سيرة الجاوي تحلق في سماء صنعاء

أستعرض أدباء ومثقفين ومختصين يمنيين يومي الأحد والاثنين ببيت الثقافة بالعاصمة اليمنية (صنعاء) إسهامات ومناقب المناضل والمفكر والصحفي والشاعر عمر عبد الله الجاوي في ندوة ثقافية بعنوان الجاوي " الشاعر، والمناضل، والإنسان " نظمتها وزارة الثقافة بمناسبة مرور الذكرى العاشرة على رحيله.

وفي افتتاح الندوة التي حضرها المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح ونخبة من الأدباء والمثقفين ومحبي وأصدقاء الفقيد المناضل الجاوي أشاد وزير الثقافة اليمني الدكتور محمد ألمفلحي بدور وعطاءات المناضل الراحل عُمر الجاوي، التي أثرى بها الساحة الثقافية والسياسية، وكذا دوره البارز في العمل الوطني الوحدوي وتكريسه جُلّ حياته وفكره من أجل الوحدة اليمنية وتحقيقها، حيثُ كانت من أبرز هُمومه وقضاياه التي ناضل في سبيلها مُنذُ مُنتصف القرن الماضي.. مشيراً إلى أن الجاوي كان عَلَمَاً من أعلام الفكر والثقافة والنضال الوطني، وجسَّد في كُلِّ مراحل حياته مَثَلاً للمُثقَّف العُضوي داخل المشهد السياسي والعام، وأخلص طوال حياته لقضية الوطن وقضايا الناس، وكان له الريادة في رفع
راية الوحدة اليمنية مُبكِّراً وفي ظلِّ سُلطتي الإمامة والاستعمار.

كما ألقى وكيل وزارة الثقافة هشام علي بن علي كلمة باسم اللَّجنة التحضيرية للندوة، أشار فيها إلى ما تمثله الاحتفائية بالذكرى العاشرة لرحيل عُمر الجاوي..مؤكداً أن الشاعر الجاوي كان الحاضر أبداً معنا في عيد انتصار الوحدة على كُلِّ مُحاولات الردَّة والانفصال وعلى كُلِّ هُواة تشطير الأوطان وإشعال الفتن والحُروب.. مشيراً إلى انه
ورغم مرور عشر سنوات على رحيله إلا أن حضوره في وجدان وعقل أصدقائه وتلاميذه ومحبيه ظل قائماً وسيظل، ذلك لان حضور الرجل الفكري والسياسي
أكبر من أن تسدل عليه الأيام والسنوات ستار النسيان أو أن تحيل ذكراه إلى عدم.

كما تم في حل الافتتاح تدشين إطلاق موقع "الجاوي " الإلكتروني على شبكة الإنترنت، الذي قامت بإنشائه وزارة الثقافة، ويحتوي على سيرة حياته ومحطَّاتٍ من مسيرته الحافلة بالعطاء وكتاباته ومُؤلَّفاته وما كُتب عنه.

كما قدم كل من " الدكتور احمد سالم القاضي نائب وزير الثقافة, وزيد مطيع دماج , نعمان قايد سيف, عمر محمد عمر.. شهادات تاريخية عن حياة الراحل وعلاقتهم به إسهاماته وإبداعاته وعطاء ته في مختلف الجوانب , وجوانب من نضاله الوطني وشذرات من حياته الاجتماعية التي عرفوها من خلالها، وأثريت الجلسات ومحاور الندوة بالمداخلات والنقاشات حول مسار وحياة المناضل الوحدوي الراحل " عمر الجاوي "

وقد ركزت أعمال الندوة في جلسات الندوة على ورقتي عمل تناولت الأولى
بعنوان " تطور الفكر السياسي في شعر الجاوي" للدكتور عبد الله عوبل..
مستعرضاَ البعد السياسي البارز في شعر الجاوي وما يمثله من خصوصية في
التعبير عن قناعات الجاوي وتطلعاته إزاء مختلف قضايا الشأن السياسي،
وكذا الوطن في عقل الجاوي" للأديب قادي حيدر على مفهوم الوطن وحدوده ومكانته عند الجاوي وكيف استطاع أن يجعل من الوطن قيمة أولى يجب أن يسعى لمجدها الجميع، وخرج المشاركون في الندوة بنتائج وتوصيات منها أهمية إنشاء مركز دراسات الوحدة اليمنية يحمل اسم عمر الجاوي، وأكدوا على أهمية الاهتمام بثقافة الوحدة والدفاع عنها والاهتمام برموز الوحدة اليمنية من الأدباء والمثقفين ونشر كتاباتهم وأوصوا وزارة الثقافة بطباعة أعمال الجاوي الكاملة وتشكيل لجنة لجمع تراثه وأعماله التي لم تنشر.

السيرة الذاتية للشاعر والصحفي والمناضل اليمني الراحل " عمر الجاوي " لقد ولد عمر عبد الله الجاوي في قرية الوهط- محافظة لحج في عام 1938م وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط (الإعدادي) في مدينة "الحوطة" عاصمة سلطنة العبدلي آنذاك، وبعد إنهاء المدرسة المتوسطة عمل مدرساً في مدرسة الوهط لمدة ثلاث سنوات ثم سافر إلى مصر لإكمال الدراسة الثانوية والجامعية.

ورحل عن دنيانا في الثالث والعشرين من ديسمبر عام 1997م رحل عن لم يساوم قط على المبادئ والقيم التي آمن بها، حتى في أحلك الظروف التي شهدتها البلاد، لقد كان الجاوي قامة وطنية شامخة، وصوتاً متفرداً ومتميزاً بالصدق والجرأة والشجاعة في قول كلمة الحق ولو على نفسه.

أسهم في القاهرة إسهاما كبيراً وفاعلاً في تأسيس اتحاد الطلبة اليمنيين عام 1956م وانتخب في هيئته الإدارية في العام 1958م طرد من مصر مع (22) طالباً آخرين بتهمة الشيوعية، فعاد إلى تعز وأخذ في الكتابة في صحيفة (الطليعة) التي كان المرحوم عبدالله باذيب يصدرها وفي عام 1959م سافر الى الاتحاد السوفيتي في بعثة دراسية، والتحق بكلية الصحافة في جامعة موسكو، ثم اتجه نشاطه في موسكو في اتجاه تأسيس اتحاد لطلاب اليمن، واستطاع مع عدد من زملائه تأسيسه في عام 1966م تحت مسمى (رابطة طلاب اليمن) وانتخب الجاوي رئيساً له.

تخرج من جامعة موسكو أواخر عام 1966م حاصلاً على درجة الماجستير في
الصحافة عاد الى اليمن مطلع عام 1967م وعمل لفترة قصيرة مدرساً في
المركز الحربي بتعز, وبعد انقلاب 5 نوفمبر 1967م في الشطر الشمالي من
اليمن، عين الجاوي رئيساً لتحرير صحيفة الثورة، وفي ذات الفترة أسس
وكالة الأنباء اليمنية وتولى رئاسة تحريرها.

عند تعرض العاصمة صنعاء للحصار من قبل القوى الملكية كان له دور فعال
في تأسيس حركة المقاومة الشعبية أواخر 1967م، وبرز كقائد سياسي وميداني
في الحركة التي كان لها الفضل في فك الحصار عن مدينة صنعاء..

1969م شارك في تأسيس حزب العمال والفلاحين، وفي نفس العام عاد إلى
الاتحاد السوفيتي للدراسات العليا غير إن انشغالاته بالهم الوطني حالت
دون إكمال دراسته لنيل الدكتوراه.

عاد إلى عدن في عام 1970م وتولى منصب مدير عام إذاعة وتلفزيون عدن
1971م شارك في تأسيس حزب العمل، وفي عام 1971م ايضاً كان له دور فاعل
ومؤثر في تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كأول منظمة وحدوية رغم
واقع التشطير السياسي الذي كان عليه الوطن، في ابريل 1972م اصدر من
عدن مجلة (الحكمة) لسان حال اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وتولى
رئاسة تحريرها منذ العدد الأول حتى العدد (177) حيث تخلى عن رئاسة
التحرير في نوفمبر 1990م.

شارك في الحوار الوحدوي بين شطري اليمن على اثر الحرب التي اندلعت بين
الشطرين عام 1972م، حيث اختير في اللجنة الدستورية التي وضعت مشروع
دستور دولة الوحدة، والذي أنجز بصيغته النهائية في عام 1981م.في المؤتمر الأول لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين (1974م) انتخب الجاوي عضواً في أمانته العامة، وتولى مهمة سكرتير النشر والإعلام.

انتخب في المؤتمر الثاني (1980م) أميناً عاماً لاتحاد الأدباء، وأعيد انتخابه لهذا المنصب في المؤتمرين الثالث والرابع، غير انه رفض إعادة انتخابه لذات المنصب في المؤتمر الخامس والذي عقد في عدن عام 1990م.

وفي نوفمبر 1989م أسس المجلس اليمني للمنظمات المهنية والإبداعية وتولى
رئاسته، فقد كان الجاوي يرى ان البداية في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية
تكمن في توحيد المنظمات المهنية والإبداعية، وقد أسهم المجلس في الضغط
على السلطتين السياسيتين في شطري الوطن لاتخاذ إجراءات تعجل بتحقيق
الوحدة - بعد اتفاق نوفمبر 1989م بين الشطرين لتحقيق الوحدة اصدر
الجاوي مشروع (ميثاق الشرف) والذي وضع من خلاله (15) بنداً حددت أسس
تحقيق الوحدة وحرية العمل السياسي والتعددية السياسية.

في 3 يناير 1990م أعلن الجاوي عن تأسيس حزب (التجمع الوحدوي اليمني)
وكان من مهامه أثناء مرحلة التأسيس المطالبة بتحقيق الوحدة والضغط على
السلطات في الشطرين لعرض دستور دولة الوحدة على المجلسين التشريعيين
لإقراره، والبدء في دمج المؤسسات، وإقرار الديمقراطية والتعددية
السياسية وضمان حقوق الإنسان وحرياته، وانتخب في المؤتمر الأول لحزب
التجمع الوحدوي أمينا عاما له وظل كذلك حتى وفاته واصدر صحيفة التجمع
1990 وترأس تحريرها.

وفي عام 1993م شارك بفعالية في لجنة الحوار الوطني، وفي صياغة (وثيقة
العهد والاتفاق)، في محاولة لرأب الصدع بين الفرقاء في دولة الوحدة،
وتصدى لكافة المحاولات الهادفة إلى جر البلاد إلى حرب أهلية، وعند اندلاع الحرب صيف 1994م كان من ابرز المناهضين لها، وتصدى لفكرة إرجاع البلاد إلى حالة التشطير والتجزئة،خلال السنوات الأخيرة من حياته عانى من مرض عضال في الدماغ توفي على اثره في 23/12/1997م، ودفن في مسقط
رأسه (الوهط).

وكان للجاوي عدد من المؤلفات الصحفية والسياسية والأدبية من أهمها
حصار صنعاء.. ريبورتاج صحفي – 1975عن مطابع صوت العمال عدن
الزبيري شاعر الوطنية- 1972م- مطبعة الجمهورية عدن
افتتاحية الحكمة – 1985م اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عدن
صمت الأصابع (شعر) اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين صنعاء
الصحافة النقابية في عدن في 1976م مؤسسة 14 أكتوبر
كما ترجم عن اللغة الروسية كتاب (سياسة الاستعمار البريطاني في
عدن) للباحثة فالكوفا.. وله العديد من المقالات الصحفية والكتابات
الأدبية منشورة في عدد من الصحف والمجلات اليمنية، وكذا العديد من
الحوارات التي أجريت معه وجميعها لم تجمع في كتاب حتى اليوم..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى