الأحد ٢٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٣
بقلم علي بدوان

شذرات من التجربة ... «نص مختصر ومقتطع من السيرة الذاتية»

أبدأ القول: لا أكتب سيرة زمني، لأدينه، إنما أُشير ومن مخاضات التجربة التي لم تتوقف، الى حياةٍ مأهولةٍ بكل شيء ... بالعمل الإيجابي المنتج... بالفرح ... بالآلم ... بالرزايا، وأشير إلى النقصان بوصفه أحد أمراض المسعى الإنساني الى الكمال. أحاول أ أدون بعضاً من وقائع ذاكرتي، وذاكرة أصدقاء عاشوا، حلموا، ارتحلو، انتبهوا ثم… ماتوا.

الإجابات قد تكون طويلة، ولكن هي الحياة في فلسفة كل انسان يختلف عن الأخر برؤيته وفكره وقناعاته، فالهموم التي تراكمت عندي وفي دواخلي، فوق بعضها البعض، كان لها علاقة بالعمل الوطني، واسرتي وأهلي، وبناتي... خاصة بعد محنتنا في مخيم اليرموك، ودمار بنايتنا عن بكرة أبيها، فكانت اولى المباني التي جرى تدميرها في المخيم في شباط/فبراير 2014.

إن للأحاديث الجميلة والكلمة الطيبة افعال سحرية في دواخلنا. فالإنسان كائن هش، وكلمة طيبة قادرة أن ترفعه عالياً وتُحلق به، وكلمة جارحة قادرة على طرحهِ أرضاً، بل وتدميره...

على كل حال، الحياة في حقيقة الأمر جميلة بالرغم من الشوائب اليومية التي تعتريها في مسار الناس وخاصة فئة الشباب، وبالرغم من حاول حرمان الغالبية الساحقة من حقه بها.

ومع ادراكي أن هناك سوء تفاهم من فهم الحياة على حقيقتها...وكيف يُمكن للقادة من كبار السن، الذين يشكون من عدة أمراض (لاعضوية وعضوية) أن يتفاهموا مع الأجيال الجديدة؟

ما هي الروابط؟ ما هي نقاط التلاقي؟ ما هي القواسم المشتركة في الهموم والمطامح بين الشباب، وهم للمناسبة الأكثرية الساحقة، والقلة القليلة المحتكرة؟!

نحن نكافح في الحياة، من أجل أن نجد بيتاً يأوينا، بيتاً قد يُطِلُ على البحر، او على مانريد من صورة رسمناها في مخيلتنا... بينما اخرين نحترمهم، يمتدحون الصخور والجبال والوديان...كل فرد منها له منطق وتفكير مختلف عن الآخر...

سعيت، ومازالت أسعى في حياتي، وسأسعى حتى الرمق الأخير، كي أجد على ضفاف الحياة "صديقٍ صدوق صادق". يُشكّلُ سَكينة ونسيج من العلاقات الطيبة مع من حولي إن وجد الى جواري، أو كَتَبَ لي.
وإذا جاء البرد أشعر وكأنه معطفي...فيه أحس وإن كتب حرفاً بأني في الوطن الجميل وأنني بخير... فالحياة حقول هنا محروثة تنمو فيها أروع المحاصيل وعاشت مع أجيال كثيرة..

وأيضا، في الحياة هناك حقول مرتعشة واحياناً مشتعلة ببقايا أعشاب برية لأن صاحبها لم يكافح من أجل أن تبدأ الحكاية الجميلة على هذه القطعة من الأرض...

هناك سنبلة، وشتلات خضراء، إلى جانب الطريق وأنت تمر بها ... فلماذا لانلاحظها.....اليوم نعيش الألم ... وغدا تأتينا موجات من السعادة، لأبنائنا واحفادنا على الأقل إن لم يكن لنا نصيب ولو يسير منها...ولا بد لهذه السنبلة، وتلك الشتلات أن تخرج الى حيز الوجود ...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى