الخميس ١٦ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم فتاحي حسناء

شرط كينونتي

عجز أمامي
عجز من ورائي
و على يميني عجز
منذ أن مس العطب جسدي
والعجز يشع مني
و لا أفتأ أتقمصه.
أصوب وجهي نحو السماء
ألفاها عاجزة عن تحرير
قطرات طالما ترقبناها
أتفحص الأرض
فـأستنتج أنها عاجزة
عن التبرع بقسط من خيراتها
لإطعام الأطفال و المسنين
أما الكهول
فقدرتهم على التحمل أكبر
قريبا يستنفدونها
فيكسو الهرم وجوههم
قبل الأوان.
أصادف عند خروجي من
البيت القطة الدون مأوى
ترتكن إلى زاوية مدخل الزقاق
عاجزة عن إلتقاط طعامها
من القمامات.
و في طريقي تصطدم عيناي
بعمود كهربائي مائل تماما
و عاجز عن السقوط أرضا.
حارس السيارات عاجز
عن اللحاق بزبون انطلق
مسرعا بسيارته
دون التفكير في أداء
ثمن الموقف.
هذا العجز يسكنني
و عجز آخر يقيم فيّ
كسائح اعتاد المكان
لستُ كالآخرين لأقول:
جار الزمن عليّ.
كنت عاجزا
حتى في عز قوتي
لم أتسلق الأسوار يوما
عجزي مني يتفرع
و أنا أسقيه و أطعمه.
ذات يوم قاومته
و أقبرته حيا
فطلع عليّ
وسيماه أكثر بشاعة
و شرسة كانت قبضته.
ليس اعتباطيا وهَنك هذا
و لا مصادفة
أَخْبَرَني
كل شيء معدّ لكَ و مهيّأٌ
لكَ ولأمثالك
لا تغضب
لست وحدك،
و ليس مجانيا
التصاقي بأطرافك.
لن تستطيع الطيران
و لا حتى التحليق
نعرف، ولدت نِسرا
بقامتك الفارعة ونظرتك
المتعالية
لكنك لن تكون
إلا ما أردنا لك أن تكون
فكن ما شئنا نحن
لا تعاند
و لا تتحسر.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى