الأحد ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٩
المعبر بقلم: مكرم رشيد الطالباني
بقلم مكرم رشيد الطالباني

شعر

المعبر

المعبر

مكرم رشيد الطالباني

سنوات وأنا مسافرٌ
لم يغمض لي جفنٌ
في المرآة المشروخة
للتاريخ المرير
ولن يغمض لي جفنٌ
في أعماق فؤادي
ودواخلي
غابة من الآمال والأحلام!!
قافلةٌ أنا..
رأسي المتعب يملأه القلق
لمئات الطرقِ معبراً!
جسدي الواهن
في ثنايا معجم العدم
وفؤادي الطري
جذعٌ مهتريء
لغابة محترقة بلا رؤى
وعنواني البارز
في سطور الأخبار
بلا موقع ولا مكان
بلا طريق ولا مجال!
سنوات وصرختي
في أحضان الكلمات المتوهجة
في أحضان معاني تعابير الأعماق
مدوية..!
بجمل الدم
أملأ المدينة صوتاً مدوياً
فلن يخرج لإستقبال ندائي
أي مسافر
أي ريبع
أية ضفة!!
لن يتعرف الأفق على سيمائي
ولن ترفرف الظلال بأجنحة الراحة لي
والمياسم
تغلق الطرق في وجهي
والاسوار لن تعلق صورتي
في بوابة ذكرى واحدة!
سنوات وفتاة الحظ، ملاك الأمل
تقول سآتي حالاً
وأنا في الإنتظار
دون أن تأتي!!
وإنتظاري نهرٌ
شلالاته متجهة نحو البحر
والبحر ساكنٌ عميق
بلا هسيس ولا ضجيج
لا حدود لعمقه!!
سنوات
وأنا احلم في سهوب الأحاسيس المحروقة
ولم يغمض لي جفنٌ
على أجنحة تاريخ الحسرات
ولن يغمض لي جفنُ
في غابات الفكر الثرة!!
وأنا انتظر
قافلة انا.. رائحاً غادياً
نهرٌ واثقٌ أنا، أفيض واثباً
وقد خطوتُ بخطى آمالي
لكن شمس حظوظي
لن تجيء!!
***
سنوات
وأسارير الأسئلة تتفتح
لكنها تغلق بمسامير شتى
وخطوات الإنتظار تكلّ
ولن يمرّ النور
ولا ملاك الحلم
يخرج من ظلمة القلقِ ابداً!!

20-1-1986

المعبر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى