الخميس ٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم نمر سعدي

شمسُ يوشع

ستطلعُ شمسُ يوشعَ من جراحي
ومن لغتي ومن شغفي المُباحِ
 
ستطلعُ في المدى المسحورِ وجهاً
لمن أهوى حواريَّ الوشاحِ
 
وتنـزعُ عن دمي لهَفي وترفو
فمي بشفاهِ آسٍ.. قبلَ راحي
 
لشقوةِ عاشقٍ من غيرِ ذنبٍ
وزهوةِ كُلِّ خاليةٍ رَداحِ
 
كما لو كنتُ من ندَمي عليها
مضغتُ سَدى فؤادي أو سلاحي
 
وما قدَّمتُ عمَّا فاتَ إلاَّ
قرابينَ الخطيئةِ والأضاحي
 
أعانقُ سرَّ تموزٍ وأهفو
إلى عشتارَ مشبوبَ الجناحِ
 
وأشربُ حزنَ أنكيدو وصوتاً
يهبُّ صداهُ من أبدِ النواحِ
 
ولكن شهوةُ الأحلامِ دائي
وأفيوني المُعتَّقُ وارتياحي
 
وسمُّ الزهرةِ الأنثى.. عقارٌ
بهِ القلبُ انتشى قبلَ الصباحِ
 
ومن ذا ردَّ قلبي عن زهورٍ
مبهرجةٍ من الدنيا أقاحي
 
وما لهجتْ بنكبتيَ الثريَّا
وحدَّثَ طالعُ القمرِ الليَاحِ
 
****
وفائي في الهوى صيَّرتُ زلفى
لصدٍّ كلَّ ما في الأرضِ ماحي
 
وبي طربٌ يغالبني وشوقٌ
كريحٍ في غدوٍّ أو رواحِ
 
وقلبي شعلةٌ حمراءُ تبكي
كشلاَّلِ الطيورِ على النواحي
 
كأنَّ الليلَ يقتلني فيجري
دمي شفقاً بأطرافِ الصباحِ
 
وأسألُ كلمَّا فاضت شجوني
بشِعرٍ غيرَ منطلقِ السَراحِ
 
أمنفضٌ عن القلبِ اصطبارٌ
وجيشُ الهمِّ يؤذنُ باصطلاحِ
 
سأرضى بالرضى المغبونِ.. أرضى
وشَعرُكِ ظلمةٌ في كلِّ ساحِ
 
سأرضى بالرضى المغبونِ.. أرضى
وحبُّكِ ناشبٌ بي كالرماحِ
 
يُذكرُّ كلَّ غدَّارٍ وفائي
إلى أبدٍ.. لخائنةِ الملاحِ
 
وما كدليلةِ الشمشومِ خبثاً
وما هو من جنونِ الحبِّ صاحي
 
تدورُ على الشقيِّ سلافَ ضعفٍ
يسلُّ قواه راحاً بعدَ راحِ
 
نبا قبساً تغالبهُ الليالي
صبا نجدٍ لخافقةِ الجناحِ
 
****
وكم من خاطبٍ ودَّ الأماني
وإيَّاها يصيرُ إلى تلاحي
 
وما الناسُ الورى والدهرُ إلاَّ
خيالاتٍ سيمحيهنَّ ماحي
 
كبارٌ.. ؟ أم جبالٌ من ظلامٍ
وثلجٍ ؟! سوفَ يفنيها صباحي
 
وعمري كانَ فيكِ عليَّ نذراً
بأن لن أُخلِ قلبَكِ من بُراحِ
 
****
تقضُّ رؤاكِ من شِعري دماءٌ
وحقٌّ سيفهُ لا كالسلاحِ
 
ونورٌ رشَّ جبريلٌ عليهِ
ندى الفردوسِ من فوقَ الجناحِ
 
ووردٌ من شفاهٍ للضحايا
يرفُّ جمالها رفَّ الأقاحِ
 
ستأكلُ من ربيعِ خطاكِ ناري
وتنعفُ كبرياءكِ في رياحي
 
*****
أنا الكُسعيُّ.. لا أعلى وأشهى
على مرِّ القصائدِ من جراحي
 
أنا الكُسعيُّ.. خسراني غروري
بدنيا ألفِ أدهى من سجاحِ
 
تعانقني لتغدرَ بي وكانت
شذى رَوحي وريحاني وراحي
 
وترفعُ سمَّ سقراطٍ يداها
لثغري في اغتباقي واصطباحي
 
****
ألا من مُشعلٌ عنقاءَ حلمي
ومن لرمادِ قلبي في البطاحِ ؟
 
ومن لرفيفِ ألحاني ومهرٍ
من الرؤيا.. سماويِّ الجماحِ ؟
 
وهل شفةٌ تهدهدُ لي حنيني ؟
وأينَ يدٌ ترتِّبُ لي اندياحي ؟
 
وكيفَ نسائمُ النارنجِ تغفو
على ليلِ الهوى.. والقلبُ صاحي ؟
 
وكيفَ ظلامُ هذا الحبِّ يفنى
وتطلعُ شمسُ يوشعَ من جراحي ؟..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى