الثلاثاء ٨ آذار (مارس) ٢٠١٦
بقلم فيصل سليم التلاوي

شمس الأصيل

يُؤَرقُني كلُّ هذا الرحيلْ
وليلي الطويل
وولولةُ الريح إن دَمدَمتْ بالعويل
تسوقُ السوافى وتوصِدُ كلَّ سبيل
خيام ٌمدى العينِ قد طوَّحتها
ومن وهج الرمل يعلو رغاءٌ
وتشتدُ حمحمةٌ وصهيلْ
ألملمُ بعض كيانى
وأحمل سيفى الصقيل
وأمضى أفتش عن كلأٍ مستحيل
وأحلم بالماء وسط اليبابِ
وأهفو لظلٍ ظليل
لنار القِرى
لدماء القبائل فوارة فى عُروقي
ويطرب أذنى سماعُ الصليل
أحن ليوم حليمةَ، يوم البسوسِ
وثارات جدى القديم
وبيتٍ به الريح تخفقُ
تصحبنى حين أرحلُ قافلةٌ من حريمٍ سَبايا
صبايا بنى العم من مُضرٍ أو بكيلْ
وأحفظ عن ظهر قلبيَ كل بحور الخليل
وغنيت من بعدها ( ميجنا وعتابا )
( وجفرا وياهالربع )
ولكنه الربعُ خالٍ يبابْ
بحار من الرمل، مصيدةٌ من سرابْ
و واصلتُ سيري
أغذُّ خطاي أدقُّ على كل بابْ
وأرهفُ سمعي وما من جوابْ
أناموا؟ أم ارتحلوا؟ أم طواهم كتاب؟
ألا من دليلٍ يخبّرني عنهُمُ
ويأخذ عمري ولو كان في رَيَعان الشبابْ
يذكرني طول هذا المسير
وبؤس المصير
بعَبرة أمي
التي ودعتني بها منذ خمسين عاماً
وقد أومأت لي بغير كلامْ
تذكرني:- أنت ياولدي من مواليد عامِ الرحيل
قبيل الغروبِ، ونحن نودعُ شمس الأصيل.

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى