الثلاثاء ٢١ آب (أغسطس) ٢٠١٢
بقلم ياسمين محمد عزيز مغيب

شموخ أنثى

عندما يطاردني حنين الذكريات، ويلح علي طيفه يهاجمني بكل عناد ليثبت أنه الحاضر بكل زمان ومكان،عندما تصر أبجديات حرفه على حصاري أينما يممت وجهي، ونظراته التي تأبى المكوث إلا بين ضلوعي، فبقايا أنفاسه تثير رهبتي من السقوط بين راحتيه، وأفكاره تنشب الخلافات وتوهج العناد بمخيلتي، أما مواقفه الرجولية التي تؤكد لي أن زمن الفرسان قد عاد بعد أن سئمت الخيول طول الانتظار.

طفقتُ أبحث بين أناملي عنه لأشتم عطره، وأفتش في معطفي عن بقاياه لأرتمي بأحضان خيالي، أستحضر صوته بسرية تامة حتى لا يسمعه أحد سواي، أغفو على ذراع الشوق، وأستيقظ على لهفة اللقاء.

تتزاحم برأسي الأفكار فتلقيني في دوامة من فوضى المشاعر، تُساءلني نفسي، كيف استطاع فك عقال حبي؟ ومن أنساه عذرية لقائي؟

يخبرني عقلي بأنه ربما خطني بقلم من رصاص على صفحات قلبه، فسهُل عليه محوي، فبعثر حروف مشاعري، وقضى على مخزون عشقه الذي كنت أقتاته وقت الجفاف.

أيها الرجل المبهم ظننت أن ما أحببته فيك أوصلني حد فك شفرات هذا الغموض، وأجلسني على سحابة أفكارك المثقلة بندى السنين.

أعرف أنني أربكت إحساسك المرتب على أرفف الرتابة، واقتحمت مدينتك غير المؤهولة بالسكنى، بل وقمت بإعادة رصف شوراعها، أوقن أنني أسكن كل زواياك، وأطل عليك من غيمة شرودك، وأشاطرك أحلام وسادتك، أدرك كل هذا، بل ومتيقنة أنني أكثر من هذا بكثير.
لكنك في حرم الحب عليك أن تتنازل عن كل أسلحتك الهزيلة، وتتوقف عن عبث المساومة حتى لا أمتطي صهوة كبريائي، وأنزع فتيلة حبك ليدوي انفجار مغفرتي، فأفقد ذاكرتي وأترك لك الأيام لتحمل حقائق تاهت على أعتاب حساباتك، وقتها فقط ستدرك جيداً كيف ترسم لوحة لشموخ أنثى...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى