الأربعاء ١٨ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم عزيز العرباوي

شيء اسمه الوجود

في البدء كان الموتُ الأسودُ
محمولا على سيوف من ذهبْ.
وحظنا العاثرُ التهمَ القدرَ،
وحوافرَ الخيولِ وهب لاستقبال
النصيبْ.
حملته هاماتُ العربِ وأفئدةُ الفرسانِ
فرحةَ عقودٍ خوالي على أنقاضِ النحيبْ.
فمتى..متى ثورة يحكي عنها أهل الصليبْ ؟
منابرنا صامت شهورا من أولها إلى آخرها
فتمخضت وولدت جنيناً كاملاً
وما احتاجت إلى يدِ الطبيبْ.
يا ظلمةَ اليومِ البعيدِ
أخرجْ سوأةَ الحربِ حين يشرق صبحُ
العشقِ القريبْ.
فالنورُ هلٌ اليومَ
وانتشر القمرُ ينير الأرضَ العصماءَ
واحتمل الجليدَ والريحَ
فلو مرت الأيام على خيرٍ سأسقيك كرمَ
الحليبْ.
شربةً من الماءِ الندي
ورشفةً من ماء الحياةِ الأبدي
وقبلةً من غنجِ الحبيبْ.
قرصُ شمسكَ يا طويلَ النفسِ مالَ على
الجدرانِ والأسوارِ العتيقةِ
ظلاً كأوراق الخريفِ تساقط دون رقيبْ.
+ + +
قلبنا تعلق بالسلامْ.
أحب بدايةَ التطبيعِ وسالتْ لعاباتنا
امتزجتْ بالنفطِ
فرحاً وصرنا من فرطِ السرورِ
نروي ونسقي دونمات أرضنا ببول الأنعامْ.
وننير بالقنديلِ
القابعِ المسحورِ ينتظرُ
ويسمع في اتساقٍ
إبداعَ المزاعمِ والكلامْ.
سوف نسقط فراشة العدو التي تطير
والتي تلهو فوق أراضينا
وسوف ننجب ثورةَ الحمامْ.
فهل من مساندٍ ؟
وهل من جيشٍ كالسحبِ
كالغمامْ ؟
يلملم الشتاتَ ويقلع الأدرانَ عن أجسادنا
البدينةِ
وينطق الرخامْ.
لننسى سخف أيامنا الماضي
لنبقى على الدوامْ.
+ + +
تفاحُكَ الطازجُ يا وطني مطلوبٌ
وإلى شهيتهمْ مرغوبٌ مثل النساءْ.
جُملُ الغربِ تغذيها العباراتُ إذا حلت
على أرضِ الأنبياءْ.
تزينها السياساتُ الهجينةُ
تغنيها شفاهُ الظباءْ.
تستقبلها البقراتُ بالخوارِ الجديدِ
والملحنِ والمصبرِ والمعصرِ والمعطرِ
والمصبرِ في علبِ الطلاءْ.
يقلق الكلامُ عندنا ويموت الحديثُ
كلما راجتْ في أرضنا الحريهْ.
واخضرت ينابيعُ الهويهْ.
يقلق الكلامُ عندنا ويموت الحديثُ
عندما يأتي من الأعلى
عويلٌ وبكاءْ.
ويبدو في الواجهة الأسوَدُ والألوانُ
القبيحةُ
كالعماماتِ السوداءِ في المدنِ البيضاءْ.
+ + +
تبدو الأيامُ عندنا
كأطلالِ الرومانِ القديمهْ.
كمسارحِ اليونانِ العتيقهْ.
فالأسوارُ التي عدت على طول الوطنِ
نخرتها الحشراتُ الدقيقةُ،
هدت أسلاكها الفولاذية وتصدعت
في الأوقاتِ السعيدهْ.
كل ما نملكه اليوم أننا نغني كثيراً
ونلحن البرازَ كثيرًا
نحن في مؤخرة الطابور الخامس...سوادٌ وحقارهْ.
وشيءٌ اسمه الوجودُ تزينهُ...
لوحاتٌ زيتيةٌ رخيصهْ..
وبذلاتٌ حريريةٌ ثمينهْ..
وسلاحٌ وذخيرهْ...
هَـــا...هَـــا..هَـــا هَـــا...هَـــا هَـــا...!!
ضحكةٌ مثيرهْ...!!!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى