الخميس ١٠ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم
شُغفْتُ بما تقولُ هوىً مُراقا
مهداة الى الشاعر الجميل سامي العامري معارضةً لقصيدته القافيَّة:
شُغفتُ بها فكانتْ لي وثاقا ولستُ بطالبٍ منهُ انعتاقا |
والمعارضة هنا بمعناها الشعري الفني لا بمعناها السياسي والعياذُ بالله!
شُغفْتُ بما تقولُ هوىً مُراقا | صبـابةَ عاشـقٍ غنّى وتـاقـا |
شُغِفتُ أنا القتيلَ بكلِّ حرفٍ | بجمرِ الشـعرِ يأتلقُ ائتلاقـا |
فما مثلُ القـوافي غانياتٌ | نشدُّ بدربـها عيناً وساقا |
تبـارزُنا التـوهُّـجَ والمعـاني | تقاسمُنا المواجعَ أنْ تُطاقا |
تفـكُّ أناملاً، وتسـوقُ ريشـاً | يخطُّ صدى القلوبِ دماً مُراقا |
تغـازلُنـا، فننظمُهـا حُليّـاً | تُطوِّقُ جيدَ محبوبٍ عِناقا |
تضمُّ مصارعَ العشاقِ تروي | مَلاعبَهـمْ لهيبـاً مُستذاقـا |
وهل مثـلُ القوافي أغنياتٌ | عزفْنَ شرائعَ الحبِّ اعتناقا؟ |
تُظللنـا بظـلٍّ مـن جناحٍ | رقيقِ الرَفِّ بالأرواحِ حاقا |
فهـذا عبقـرٌ، لـَمَّ الرفاقـا | بواديـهِ، وأطلقـهم رِقاقـا |
شياطينٌ تصبُّ لنا كؤوساً | لتروي ظامئاً عشقاً زُهاقا |
وتمـلأَ سـمعَ نادينـا رويـّاً | شجيّاً يعلقُ النفسَ اعتلاقا |
لذيذاً كم نذوقُ لكَ المَذاقا | بنارِ الشعرِ تُشعلُنا احتراقا |
فكلُّ قصيدة تُشـجيكَ لحناً | وحباً شدَّ في الصدرِ الوثاقا |
نزيفُكَ نزفُنا وصـداهُ صوتٌ | يدورُ بجَمعِنا كأساً دهاقا |
هـوانا، واحدٌ، فردٌ، نزيلٌ | بلُبِّ القلبِ يعصرُنا اشتياقا [1] |
وهلْ بعدَ العراقِ لنا خليلٌ | يضمُّ ضلوعَنا طوقـاً وطاقا؟ |
أبغـدادَ المغانـي والمراثـي، | لكِ الصَبَواتُ تُمتشَقُ امتشاقا |
شربْتُ بكفـكِ الماءَ الفراتا | عتقْتُ بروضـكِ الحلمَ انعتاقا |
وإذْ ضاقتْ بـيَ الآفاقُ أهلاً | وشدّوا حـولَ وادينا الخِناقا |
حملتُ مواجعي ورميْتُ حلمي | فعـاشـرْتُ المهاجـرَ، والفِراقـا |
ودُرْتُ مشارقاً وحللْتُ غرباً | بحاراً، أم سهولاً، أم زُقاقا |
فلمْ أشـهدْ لحضنكِ منْ مثيـلٍ | يُخفِّـفُ لاعجاً، ويُريـحُ سـاقـا |
أياخمرَ القوافي أنْ تُسـاقَى، | لذيـذَ الشـدوِ تسكبُها غُداقا |
طربْتُ، وقد سكرْتُ بفنِ قولٍ | نُعـِدُّ لهُ السَـوابقَ والنياقـا |
صريعَ النَظْمِ، ماجاشَتْ بصدري | أحاسيسي، رياءاً، أو نفـاقـا |
ولكنْ هزَّهـا قـولٌ بليـغٌ | جمالاً واصطياداً واختراقا |