
صدور كتاب «الشخصية في روايات صبحي فحماوي»

صدر كتاب جديد يوم أمس للدكتور أمين دراوشة – من رام الله- فلسطين- بعنوان(الشخصية في روايات صبحي فحماوي) عن دار جليس الزمان- عمّان- وتضمن الكتاب ذو المائة وستة وستون صفحة من القطع الكبير موضوعات هامة توضح مفهوم الشخصية، ودورها في العمل الروائي.
وحسب د. أمين دراوشة، جاءت هذه الدراسة حول الفن الروائي للأديب صبحي فحماوي؛ لتضيء على أحد أهم عناصر هذا الفن ألا وهو عنصر الشّخصية الروائية بنوعيها الشخصية الرئيسة والشخصية الثانوية المساندة.
والشخصية لدى فحماوي نجدها واقعية من لحم ودم، فهي تعيش في واقعها الإنساني المأزوم، وتحاول أنْ تصنع لنفسها مستقبلاً زاهراً متخطية العقبات والصعاب، وهموم الحياة التي لا تنتهي، وهي شخصياته ليست محض خيال، وإنْ حاول واجتهد أَنْ يتخلص من سطوتها ليتركها تعيش حياتها في سرده، كي يستطيع تصوير الحياة بحيادية. وظهرت شخصياته الرئيسة كمرصد يرصد تعقيدات الحياة، وما تحتويه من ظلم وقهر واحتلال، وهي تبدو في البداية تائهة وضائعة في بحثها الدؤوب عن ذاتها، قبل أن تجد طريقها.
وبينت دراسات الكتاب الملامح المميّزة لشخصيات رواية "صديقتي اليهودية" والصراع بينها، وإبراز مواصفات شخصيات أوروبية ثانوية من وجهة نظر الشخصية العربية الرئيسة، مثل شخصيات يهودية تمثل الجشع والاستغلال والرذيلة، وبعكسها شخصية يائيل...المرأة اليهودية الملتبسة والمُضَلَّلة..بما يقابلها من صفات الشخصية العربية الإيجابية، ممثلة ب جمال قاسم، والإيمان الذي لا يتزعزع بفلسطين كما يتضح في رواية فحماوي الموسومة بعنوان "صديقتي اليهودية".
كما أوضح د. أمين دراوشة الشخصيات وبناءها في رواية "سروال بلقيس" المرأة الفلسطينية المهجّرة مع زوجها وأولادها، بصفتها رمز التحدّي والجرأة والمغامرة، وكونها الشخصية المحورية التي تدور معها وحولها الأحداث، هي وجارتها في كومة المخيم، صالحة السمراء التي وردت بعنوان: " صالحة السمراء والأحلام المسروقة" وثالثتهن حمدة المحمودية
تحت عنوان" شخصيات برقية أضاءت أحداث المخيم."..إضافة إلى الجدة الكبيرة أم صالحة التي أوضح دراوشة دورها بعنوان" جذوة التمرد التي لا تنطفئ."... وأبو رزق، الرجل المناضل لتحصيل لقمة العيش من بين شظايا الصخور المُكسّرة.. الرجل المتهكم، إذ تجده يقود الأحداث بشخصية محورية.. والشخصية الطفولية رزق: الحلم النابت وسط الخراب.
وأما عن أحلام الشخصيات في رواية "حرمتان ومحرم" فلقد صور الشخصيات في الرواية...إذ رسم ماجدة بشخصية الفتاة الواقعية الصلبة...و تغريد الحالمة بحياة مستقرة... وجهاد المقاوم الشرس... وأبو مهيوب الرجل الذي ضحكت له الحياة بعد عذابات شتى..إذ كان يعمل ويعمل لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتلع الأشجار ويبيد الخضرة..
وفي عنوان آخر في الكتاب النقدي المميز لدراوشة، نقرأ العلاقة المتناقضة المتكاملة بين الرجل والمرأة في رواية "الأرملة السوداء" ..ونشاهد شخصية شهرزاد المرأة القادرة على تغيير شخصية الرجل، وعلى تحوِيل "جمعية حماية الرجل " إلى "جمعية حماية الإنسان."
وفي رواية "عذبة" لصبحي فحماوي رسم الشّخصيّات وتنوّعها، ومنها؛ الشخصيات الرئيسة، حيث "عماد" والرجوع إلى حضن الحبيبة (الوطن) و"عنان" والأحلام المبتورة... وعنوان آخر يقول: "ناجي السبع" والأحلام المتهاوية"..
ورسم دراوشة الشخصيات الثانوية ودورها في البناء الروائي، حيث ركّز على الشخصيات الثانوية السلبية، مثل: (الشاويش والعريف ومخفر الشرطة) وعلى شخصيات قبيحة من المعسكر..وأوضح الشخصيات الإيجابية مثل (الشهيد الحاج حسن) والأب "منذر" الحذر من المستقبل المخيف، و"العم أبو الخناجر" بصفته عاشق صوت البارود، كرمز للمقاومة..وقمة المقاومة لدى الرجار العجائز مثل موقف استشهاد "الحاج عبد القادر".
وأوضح الكتاب رعب "مجزرة دير ياسين" وعذابات المهجّرين خارج ديارهم مثل عذابات المغامر "عثمان الحليم".... ونجد في هذا الكتاب النقدي أنموذج من شخصية المرأة في الرواية... "عذبة"... الحلم الذي يقترب.. ونماذج نسائية مختارة..
ولا ينسى مؤلف الكتاب النقدي تصوير الضغط الاحتلالي الإسرائيلي وانفجار الانتفاضة الفلسطينية المقاومة.
وأما في رواية "قاع البلد" لفحماوي، فلقد أوضح كتاب د. أمين دراوشة بناء الشخصية الرئيسة وقدرتها على النمو الحر لشخصية الشاب الهربيد الذي كان يعمل لدى جعفر الحداد صاحب مصنع (أجبان يافا). قبل التهجير في بيت لحم، ولكنه صار مُدَمّراً بخراب بيته وممتلكاته وأهل بيته، بفعل التهجير عام 1967 حيث وصل الهربيد لينام عند عجوز نائم في مغارة عند سيل عمّان... هذا الهربيد يستفيق أخيراً، ويقرر المقاومة بكل قوة غير متوقعة... ونجد الأم المجرورة إلى الحضيض في خضم خرائب هزيمة حرب الأيام الستة... ونتعرف في هذه الرواية على شخصية السارد. الدكتور سامي الناظر.
وتعتبر هذه الدراسات المنشورة نقدياً، هي أول كتاب نقدي يصدر من فلسطين- رام الله، حول روايات صبحي فحماوي، رغم أنه صدر له وعنه خمسة وأربعون كتاباً بين الرواية والقصة والمسرح والنقد، وكلها منشورة في كبريات دور النشر العربية وبعضها في الغرب.
ولقد صدر له حتى الآن أربع عشرة رواية هي:
1- رواية(عذبة) "،2- رواية (الحب في زمن العولمة) ،"ترجمت إلى الإسبانية"،3-رواية (حرمتان ومحرم) ،4-رواية(قصة عشق كنعانية) ، 5-رواية(الإسكندرية 2050) طبعة ثانية "ترجمت إلى الإنجليزية" 2009، 6-رواية(الأرملة السوداء) ،7-رواية(على باب الهوى) ،8- رواية(سروال بلقيس) ،9 -رواية(صديقتي اليهودية) ،10- رواية "قاع البلد" 11- رواية(اخناتون ونيفرتيتي الكنعانية) ، 12- رواية (حدائق شائكة) ، 13- رواية (هاني بعل الكنعاني) ورواية14- خنجر سليمان- 2023