الأحد ٢٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم حسام لطيف البطاط

صلاة أمام تمثال السياب

لقد أفـــــــلوا وقد عـــزَّ المرادُ
تلاشـــى ما تريدُ ومـــا أرادوا
 
لقد تركوك تزرعــــهم دموعا ً
لعلّ الدمـــــع يوما ً يســــتعادُ
 
وتحصدُ من مناجلــهم ضياعاً
بيــــادرهُ همـــــــومٌ لا تـــذادُ
 
أبا غيلان كم عانـــقتَ جرحاً
لينزفَ من أنامــــلكَ المـــدادُ
 
تصـــــــاحبهُ كأنّ به مـــلاذا ً
تلوذ بهِ فيخـــــطفكَ الســـهادُ
 
لقد دفنتــــــكَ أحرفهم فمـاتوا
وواروا صمـــتهم حياً وعادوا
 
وكم جارت حروفُ الموتِ حتى
بكى من فرطِ ما وخز َ القتادُ
 
أبا غيـــلان والشكــــوى حياءٌ
يجشمــــــني ولحنٌ يستـــــزادُ
 
اذا ألقيتُ عن نفســـــي جواها
تقمصتِ المنـــــى كربٌ شدادُ
 
ألم ترني أكابدُ وهــــجَ جرحي
لذا أخنــــــى بمفرقيَ الســــوادُ
 
وتحملنــــــــي الاماني فارغات
لفردوسي فتـــــنكرني البـــــلادُ
 
كأني لســــــــت أحملـــها بكفي
حياةً كان من دمـــــها العـــــتادُ
 
كأن مدينتي أضـــــحتْ سـراباً
وبعـــــض مدامعي كان العهادُ
 
مللتُ الحزنَ ينشـــرني شراعا
على جنبيه ينســـــــكبُ الفؤادُ
 
لقد شـــــــــيدتُ مملكتي ولكن
تلاطـــــمَ بين نهريها الوهـــادُ
 
وكم من جـــنةٍ نشـــــــأت فلما
أفاقتْ راح يحرســـــها الجرادُ
 
وكم من عاذلٍ أعـــــياهُ حرفي
فجــــانبَ ما ينظرهُ الرشـــــادُ
 
وقد ساروا على درب الخطايا
فما اسطاعوا النجاة ولا أجادوا
 
سوى رأي ٍ تردده الأمــــــاني
بلا وعي ٍ ويفضــــــحه العنادُ
 
فما وجدوا لمنطـــــــقهم دليلا ً
ولم يــــحفلْ بمنطــــقهم سدادُ
 
ويا مولاي من أعطاك علما
بأنا سوف يهــــجرنـــا الودادُ
 
وأنّ الأرض تلتـــهم الضحايا
وأن الموت يحكـــــمه المزادُ
 
وما أدراك أن الشمــس جرمٌ
فلا هـــندٌ تطــــلّ ولا ســعادُ
 
ظلامٌ في بلادك كان أحــــلى
وصبــــحٌ دون رؤيتــها حدادُ
 
فمــــا أدراك أن اللــــــيل آتٍ
وأن الصــــــبح يخنقه الرمادُ
 
وأن الحبّ تمرضـــه الرزايا
فلا حــــــبٌ اذا فني العبــــادُ
 
ليحملك الرقادُ الى ضفــــافٍ
من الذكرى يطـــــوقها البعادُ
 
أبا غـــــيلان والذكرى بحـارٌ
تطـــــاردني وأمواج صـــلادُ
 
وألحانٌ تهاجـــرُ في خيــــالي
وتشـــــقيهِ فينقذه النــــــــــفادُ !
 
وحبٌ مــــــفقأ ُ العينــــين فيه
بقايا من أساطــــــــيرٍ تشـــادُ
 
فان أشكــو اليك فلا تـــــلمني
فقد يشكو من الألــــــم الجمادُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى