الاثنين ١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم موفق الماجد

صلاة الفجر

تترنّح الظلمات بين غياهبِ
لتكحِّل الأرجاء سود مصائبِ
 
والفجرِ والعشر الليالي قِصّةٌ
كُتِبت صحائفها بسمِّ عقاربِ
 
في خيمة سوداءَ ينسج حزنه
يغفو على وجعٍ ونوحٍ دائبِ
 
فإذا نظرت الأفق بانت خيمةٌ
قد أطبقت فوق الزمان الّلازبِ
 
وإذا مشيت فإنما يمشي الأسى
والظلُّ أسرى الضوء سَرْيَ معاتبِ
 
حين اعتلاء الأفقِ شمس حقيقةٍ
تتفيأُ الزرقا بحمرة خاضبِ
 
تلك السماء البكر تشعر بالجوى
تهدي إلى الباكي دموع كواكبِ
 
وإذا بصبح العشر منصهراً على
حرِّ الظهيرة مثل وجهٍ شاحبِ
 
صفراء من وجلٍ تحدِّق في القضا
تلك السماء بلون حيرة خائبِ
 
حمراء من خجلٍ تَمُدُّ خمارها
تلك السماء بلون خيبة آيبِ
 
سوداء من حَزَنٍ تمدُّ سدولها
تخفي قوافل سبيهم بحواجبِ
 
وتخيّرُ الأصحاب من بين الورى
وكأنهم خرَزٌ بسبحة راهبِ
 
درٌّ عقيقٌ لؤلؤٌ وزبرجدٌ
حجرٌ نفيسٌ دون أي شوائبِ
 
يضع الشواهد في مخطِّ سراطهم
بين اليمين وبين أيسر ضاربِ
 
ويرصهم بين الجوانب يبتغي
وضعَ الشواهدِ في الوغى ككتائبِ
 
وتناقص الأصحاب عنه كأنما
تتناقص الأوراد بين نوائب
 
لكنَّما أظما السرابُ طريقهم
وعلت صدى الإيمان صرخةُ صاخب
 
فاستبدلوا نسك الحجيج بكفرهم
ورموا قداسة كعبةٍ بقواضبِ
 
منعوا الوضوء عن الصلاة بمنعهم
ذخر النبوة من معينٍ ساربِ
 
نقضوا وضوء الفجر ثم صلاتها
بظما الحقيقة وارتواءٍ كاذبِ
 
وإذا بنافلة الحسين تقطّعت
سجَداتها وركوعها بتناوبِ
 
فتناثرت كلمات أغنية السما
بين الشّهيق وفيض دمعٍ ساكبِ
 
وبسهم حرملةَ اللئيمِ تلعثمت
تكبيرة الإحرام صرخة غاضبِ
 
قتلوا صلاة الفجرِ حين تجرّءوا
من خاتم الأسباطِ نسلَ أطايبِ
 
وبقت صلاة الفجر ملقاة على
حرِّ الصَّعيد محاطةً بلواهبِ
 
تلك الصلاة تناثرت أوصالها
ما بين خاصرةٍ وبين مناكبِ
 
وغدا التشهد والسلام كخنصرٍ
قد زان خاتمه بحسنِ تجاذبِ
 
قطعوا السلام من التشهد وانثنوا
نحو الفروضِ بقسوةٍ و تراتبِ
 
وبغصب خاتم خنصرٍ بقساوةٍ
بتروا السلام لبترِ آخر واجبِ
 
وعقارب الزمن العجولِ توقّفت
فلقد أصاب القلبَ سهمُ نواصبِ
 
أعقارب الساعات تلك سهامهم؟
ومصابها جرسٌ لسوء عواقب؟
 
سهمٌ بذي شعبٍ ثلاثٍ أوقفت
زمناً يُوَقَّت فجره بعقاربِ
 
سهمٌ بذي شعبٍ ثلاثٍ وقّتت
زمن انتصار الثأر في يد غالبِ
 
فتوسّد الدمعات وافترش الدما
لينام من فوق المدى المتثائِبِ
 
والصدر مضمارُ السِّباق لفوزهم
بوسامِ جائزةٍ لِأِلْأَمَ لاعبِ
 
رفعوا الرؤوس على الأسنة مثلما
قد حاربوا، رفعوا الهدى بمراتبِ
 
رفعوا الحقيقة حين أعلوا رأس من
أوداجه قُطِعت بسيف محاربِ
 
رأس تعلَّى في القناة لتعتلي
قِيَمٌ ترتِّلُ كهف كنز عجائبِ
 
رأس يرتّل جبرئيل بثغرهِ
لتردد الأفلاك لحن نوادبِ
 
فيدور حول الرأس كلُّ مقدّسٍ
وتطوفه الأفلاك طوف مواكبِ
 
رأس تَعَلّى في السماء مراقباً
بحر البلايا كالفنارِ مراقبِ
 
رأس تعَلّى والسياط تراقصت
لتراقص الأفعى عواء ثعالبِ
 
وتفاخر القيد المكبّل في يَدٍ
فلقد أحاطت جسمهم بقوالبِ
 
وتفاخرت في أنها رسمت على
جَسَدِ الهدى بسلاسلٍ ومخالبِ
 
وصدى القيود إذا تعاظمَ صوتها
أوحت تراتيل السماء لناحبِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى