الثلاثاء ٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم رشا السرميطي

صوت من فلسطين

لم يكن صوتي وحدي

لكنَّه الصدى يرتد إلى مسامع نفسي

يوقظ الروح والجسد

من إغفاءة الأمس الرّمادي

محملاً الفكر قضية وطنية

راجياً من الله سقوط الغيث منهمراً

أمام محكمةٍ من القرّاء

أرفع قلمي

لأبدأ الجلسة الديسمبرية

من حلم ربما صار حقيقة أزلية

أشتق العدم بلحظةٍ انهزامية

أبكي والهزلٌ يحاكي الجدلٌ

أمام قضيةٍ منسيةٍ

ومن هم أطراف الأمنية؟

وشوشةٌ لسؤالٍ يهمس في أذني: إلى متى؟

يداعب صباحي ومسائي بتوقفٍ

أفكر بالعمل والأمل معاً،

وكذا أفكر بالكلل والملل معاً

تناقضاتٌ عقليةٌ

أسأل الأشياء من حولي أن تتغيّر

وأسأل نفسي تغيُّراً

وما الله مغيراً ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم ..

يا معشر الأحبار

أيّها الصغار قبل الكبار

من مبدئ مفاجئة جذرية!

يا أبناء الحرية المأسورة

ويا شرف الحضارات وعزَّ الأمم

لا بدّ من مدحٍ قبل الذِّمم

وما نيل المراد بالقمع مدركاً

أيّها الفلسطينيون: أدباء الكلمة وأصحاب الهوية

إنَّ موكلة الغائبين الماثلة أمامكم الآن

ستروي لكم بؤساً محزناً

سامحوني إن كدرت البال عندكم

لكنني مؤَّمنةٌ على مشاعرهم

والأمانة في الحب صعبة وعليها الانسانُ ليٌسأل

لم يكن صوتي وحدي

لكنَّها الأصوات معظمها

وصوتي نائباً عنها،

حاضراً فيها،

غائباً فيكم،

قادماً إليكم ..

اسمعوا صرختنا جميعاً

كونوا بهدوء أصحاب الكراسي العربية

وقولوا حُكماً عادلاً ولو لمرةٍ واحدةٍ

قبل نشوب الثورةِ اللغويةِ

لا تقاطعوني وأنصتوا لما سأقول،

ربما جبّر أحدكم حرفي المكسور:

خالطتهم شعراءً وكتاباً وأدباءً

لا القاص منهم راضياً

ولا القلم سعيداً بحزن الورق

أرقٌ يعلو غرق

ومتاهاتٌ تضيعُّ الألق

فِلس زهيدٌ ونحن فلسطينو الهمم

نٌقسم تحت الطين والحياة نِعم

ماذا عن أحلامنا وآمالنا بالقمم؟

« حرية الوطن » « رفع العلم »

نصرة لدين المسلمين، أم حسر لعلل المشتكين

سفح الوجع وكبح الصدع الحائل دون بقائنا متحدين

آهاتٌ يُعليها العديد من روّاد الأدب الفلسطيني

سمعتهم يشيِّعون أشجانهم في جنازة أديبٍ راحل

هكذا تحرش الليل بسهادي سائلاً

لماذا لا يولد الابداع الفلسطينيّ إلا مغترباً عن أرض ميلاده؟

كثيرٌ منهم قالوا لي" عمالقةً كانوا أوصغاراً في اللغة " :

لا الوطن اكتشفني مبدعاً ..

ولا أبناء مدينتي عرفوني أولاً ..

لم ترعني وزارة الثقافة الفلسطينية

رددواجميعاً: لم ترعنا ..

والصوت توّحد لبضع ثوانٍ، ثم عادوا للصمت خائبين

حتى دور النشر الفلسطينية آثرت التعسير عليّ بدلاً من التيسير،

قال لي أحدهم منزعجاً،

أهكذا أصبحت فلسطين أماً متنكرة من أبنائها وفلذات أكبادها المبدعين؟

سألوني ولم أستطع أن أجيب:

لماذا نحن في الغربة نصبح لامعين أكثر؟

سكتُ وفي خاطري أتمتم: كيف نكون ..

وننشر رسائل الحرف عبر السطور الساكنة ..

في ظلِ واقعٌ مسموم ..

صوت من فلسطين

لم يكن صوتي وحدي

لكنه الحشرجة في حناجر الكثيرين

متأوِّهين ومشتاقين لغدٍ مختلف

نحتاج إليكم أيُّها القارئون

لا تمروا على كلماتناً محزونين

فمن ذا ينجيبنا من نحيب واقعنا؟

ومن للدرب السليم يأخذنا بيقين؟

أيّها الصامتون

العيب فينا .. أم نحن المخطئون؟

ربما هذا الزَّمان يعيب علينا أن نصير ما نريد؟

رسالة حملتها إليكم من فلسطين

صوتٌ لم يكن لي وحدي

لكنّه أصداء من أصوات الملايين

وهكذا أنهيت ولم أنتهي بعد،

محكمة!

رفعت الجلسة لحين السماح لحبر قلمي بإدلاء شهادة أخرى.

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى