الاثنين ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم سها نيازي أبو رمضان

ضحكات حول القبر

وقفت فوق قبره ألقي نظرة وداعية حزينة على جثته الغالية ...ترامت لي ملامحه الحنونة الصادقة و ضحكته ذات الخطوة الرشيقة ثم فجأة أدرت ببصرى يميناً و شمالاً فوجدت وجوه المشيعين تفوح منها رائحة الحزن.. و حينما انتهت مراسم الدفن وخلال رجوعي من طريق المقابر إقترب مني أحد الأصدقاء هامساً في أذني: ما رأيك أن تأتي عندي فى البيت لترتاح قليلاً من وجع اليوم؟؟

ذهبت معه جلسنا سوياً فى الشرفة كانت الساعة قد قربت على الساعة الثانية ظهراً...
نعم لم أستطع الذهاب إلى عزاء صديقي الشهيد هكذا ردد محمد في نفسه....

جاء صديقه و معه كوبان من القهوة السادة اقترب منه قائلاً : هون على نفسك يا محمد هذا قدر الله.

محمد: لا أستطيع أن أحتمل فكرة رحيل صديقي ..لا أحتمل أن يمر يومي دون أن أراه و أقضي معظم يومي معه نذهب و نروح مع بعضنا البعض كلانا روحين في جسد واحد....أنا ...أنا...

و انهمر ببكاء مرير منتحب ذبحني استشهاده من الوريد هذا صديق عمري رباه صبرني .
و أخذ كوب القهوة بيد مرتجفة و مدامع الحزن تلألأت في عينيه.. رشف رشفة خفيفة يتنهد بين الحين و الأخر ... محاولاً ابتلاع الصدمة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى