الخميس ٧ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم عبد المجيد التباع

ضربة جزاء

الطفل متأبطا كرته: ما هذا يا جدتي؟

الجدة: إسمه (المنسج)، يا بني.

الطفل: وماذا تعملين به؟

الجدة: سأحيك لك جلبابا رائعا وزربية صغيرة وجميلة تزين بها فراش غرفتك حين تعود إلى المدينة، هدية مني لحفيدي الوسيم. ثم لثمت يديه في سرور.

الطفل: يبدو كمرمى صغير، يبتعد قليلا ويردف: لو تتقدمين أمامه وتضعين قفازين من الصوف، ستبدين كالحارس (كاسياس)، جدتي.

الجدة ضاحكة ملئ فيها:ومن هو هذا ال(ساكاس) ذو القفازين؟

الطفل: أعظم حارس في العالم، يتراجع قليلا إلى الوراء، ويضع الكرة على الأرض متأهبا..
الجدة: لا تقذف بها إلى هنا، بني، ستفسد كل...

الطفل: قذفة..العارضة والهدف، وااااو...

ترتج لأعمدة ارتجاجا وتنفك عن بعضها، وتنقطع خيوط المسد ثم يتهاوى (المنسج) أشلاءًا على الجدة فتستقر ممددة فوق لكرة..تلتقط المثقب وتنهال به على الكرة ضربا،
هالجلباب..هالزربية..ها ساكاس..هالكرة...

يمتلأ المكان بصفير الكرة والإحتجاج الصاخب للطفل...

عقوبة حانقة

كانت عينا التلميذ مركزة على صلعة الأستاذ الكبيرة وهو يشرح الدرس جيئة وذهابا...
حين توجه له الأستاذ بسؤال عن مضمون الدرس لم يتمكن من نبس كلمة...

تقدم الأستاذ إلى جانبه وبدأ يمرر يديه على شعره الكثيف الناعم، المنسدل أسيلا كالحرير على صدغه وأذنيه، ثم قال:
 هكذا كان شعري في سن الخامسة عشر.. وهكذا أصبح في سن الثامنة عشر، ممررا يده على صلعة رأسه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى