ضمن برنامج الأربعاء الثقافي في المعهد الدولي: الشاعر محمد ياسين يحي أمسيته الشعرية

بحضور جمهور نخبوي متميز في المعهد الدولي لتضامن النساء في جبل اللويبدة في عمّان بدأ الشاعر وعضو تجمع الكتاب والأدباء الفلسطينيين "محمد ياسين" الإنشاد الشعري في المعهد الدولي لتضامن النساء مساء يوم الأربعاء ضمن برنامج الأربعاء الثقافي في أفق شعري ارتبط بالمرأة، والأرض بصفتهما وجهان لعملة الحب الواحدة ذات المنبع الإنساني، وفي محاولة من الشاعر في تشكيل معادلة عادلة الأطراف من كتلة من الرموز الدلالية لإنجاب قصيدة موضوعية.

أولى القصائد التي قرأها صاحب ديوان (هي رغبة لكنما – الينابيع/ 2002) كانت (عاد لنرجسةٍ تقرأُ فتنتها) حيث كانت هذه القصيدة محاولة تجسيد الذات التي تململت (من بين الشوك الدموي) ومن (قعر الليل) ومن شتى مظاهر الغربة نحو جذورها الأولى من خلال تلك المرأة التي جعلت (ذاكرة الأشياء ترف حواليه) وهو ما شكل جسراً بينه وبين بداياته على غير صعيد، بما تمثله تلك البدايات من ألق، وبما تمثله من حافز لبدايته من جديد من ناحية أخرى:

أعادته لأول زاجلة أرسلها لبلاد الروح

لأغنية رجعت اللحن ربيعياً

حين أتاها يحمل في كفيه الحلم نديا

وقريبا من ذات الأجواء المتراوحة بين الأرض والمرأة وحملهما المشترك " الحب" جاءت بقية قصائد ياسين الأخرى ما بين (سرب من بروق) إلى قصيدته كذلك (حين يصير اللوز يباساً) والتي أطل منها على الموت الذي يجتاح الطرقات وهو يراقبنا عن كثب دون أن ننتبه له رغم أنه الحاضر الدائم الذي لا ينصرف وحيث يعلن الشاعر تحديه للموت بقوله: (أنا لا أخشاك)، وصولاً لقصيدته (لكَ ما تريد) التي مثل فيها رثاء الراهن والمعاش من خلال وقوفها على خراب اللحظة من جهة، ومن خلال حنينها إلى الماضي بما يختزله من مباهج وانتصارات، وبين الأمس واليوم. حيث الدلالات التي تفرض نفسها من خلال المزج العري بين المشاعر واللغة:

لكَ العمر

يهبط من منتهاه

ليلقى السلام عليكَ

ويهدك ما تستحق من أعذب الأغنيات

من الأغنيات

سلامٌ عليك

من التبر أنقى

ومن نفحات المُحبِّ أرقُ

هو العمر

يلقي بأيامه في قرابكَ

خذ ما تشاء

لكَ الحق أن تصفي ما تشاء

من البؤس

وفي النهاية أنهى البرنامج عزف على العود صاحبه غناء ملتزم للفنان رائد عبد الوهاب.