الاثنين ١٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم ثروت الخرباوي

ضنوا علينا بالغضب

ضنـوا علينا
يــا صديقى بالغضبْ
ضنـوا علينـا
والمجـازر ترتكـبْ
ضنـوا علينا
والصغار بــلا سببْ
قـد ذبّحـوهـمْ
فـى أتونٍ
من لهبْ
حتـى المشاعر بلّـَدوها
والدمـوع
المستغـيثةَ حجّـروها
مـن حقـبْ
بيـروت تبكـى
والخرابُ يـلفهـا
وبقانهـا[1]
سالت دمـاءٌ مـن ذهـبْ
سالت دماءٌ والإمـاء الحـاكمــون
الحاملـون
لسيفهـمْ ذاك الخـربْ
لا يعرفون سوى الجهالة
والعمـالة مـن قـديمٍ
والسفـاهـة
والخطـبْ
سوقٌ خسيـسٌ
والذئابُ تقاطـرتْ
من عجزنا
من كـل صـوبٍ
وحـدبْ
جاءوا إلـى بيروتَ
قالـوا أينعـتْ
حـان القـطافُ
وحان وقـتٌ مرتقبْ
يا جالسون على العروشِ
ألـم تروْ
أن العروبـةَ
مــن يهـودٍ
تُغتصـبْ
لبنـان عِرضٌ
للعـروبـة تُستبـى
لا تلعـنى صهيـون
أو مـن قد وثبْ
بـل فالعنى
مـن ذلَّ مـن حكـامنا
وشيـوخنا
أهـل الفتـاوى
والكـذبْ
ماذا تبقى كـى تثوروا
فـى الأُلـى &
شـر الـورى
أصـل الخديعةِ
والريبْ
لله درُّك يا "بـن أوس"[2]
المُـجتبـى
أنبـأتنا
أن الفضيلـة فـى الغـضبْ
ومـدحت معتصمَ
الخـلافة قلت إنّ
(السيف أصدق فى الحديث من الكتبْ)
دار الزمانُ
ولسنا ندرى نصــرةً
بغـدادُ أرضٌ
للمنـايا والعـــطبْ
هذى الكلابُ
تفاسدتْ
فـى قدسـنا
ورجـالنا
مثـل الصبــايا
تنتحـبْ
أوَ بيت مقدس
قدغدوتَ مُدنســاً
مــن روْثِ كلـبٍ
للصهاينة الجربْ
كفكفْ دموعكَ
لا تُرعك جموعهـمْ
فـدموعهـمْ
تنسـاب خوف المرتقبْ
أشجارُ غرقد[3]
لـن تكـون ظليلـةً
للسامـرىَّ[4]
ومـن تصهينّ
وانتسـبْ
يا ويح قوميّ لسـتُ أدرى ملــةً
لا تستبـاح بلادهــا
إلا العـــربْ
قـد كنـا نغضب للعـروبة كلمـا
جــال الأعـادى
مـن بعيدٍ
أو كثبْ
ما عاد يجدينا
التغـضب واجتماعات
الرئاسـة
والخطابة والحَرَبْ[5]
الحـر يصفـو
للجـهاد ويمتـطى
والعبـد يغفـو
فـى الديارِ
ويحتلـبْ
هذا ابن عمّى
فى البقـاع مجاهداً
مـا عـاش مـن
لا يفتديه
ولم يَطِبْ
إن الـذى
قـدْ قـدّ منه
بطــولةً
ورجـولةً
لا تستكيـن
إلـى النُّـوَبْ
سـواه غيـر
الحاكـمين مُـبرءاً
ومطـهراً
مـن رجـسِ
سلمٍ لا يجبْ
متفـرداً فـى غـزوةٍ
ومقــاتلاً فـى عـزةٍ .
فلتشهدوا نصـراً غلبْ
وبرغـم أنف
البربرى
"الأبرهـى"[6]
الهـر "بـوش"
العنصرى
"أبـى لهبْ"
يا نصـرُ
ليـس النصر يأتـى
للبليدوللقـعـيد
وللـعـقـيد وذا الـذنب[7]
إن كان
ضرب الغاصبين "مغامراتٍ "
لسـت أدرى
كنـه فـعـل المغتصبْ!
يا ليت شعـرى
لا تبالـى بالعـبيدِ
وباليهـودِ
وكــن جـديراً باللـقبْ
لا تأسَ مـن قـومٍ
تمـادوا بيـننا
فـالحـق آتٍ
لا يغـيب ولم يغــبْ
واحطم ضباع "القَينقاع"[8]
ومن تحالفَ
بئس حلفٌ
من خِشاشٍ[9]
أو حطبْ
نحن الشعوبُ
من المحيطِ إلى الخليجِ
سـئِِمنا وغداً
يستجير بمن نهبْ
يبقى اللصوص عصابةً
لا ترعـوى&
هيهـات ينـسى
طـبعه مـن يستلبْ
فلتغضبوا
ولتذهبـوا
ما بعـدَ بعـدَ الغضبـةِ
ولتقـصفـوا
حتى النَقَبْ[10]
أرغمتَ
أنف "عمير برتس"[11]
و انتصرت مـجدداً
وبـدون لأىٍ
للـعــربْ
(الله أكبــر فـوق كيـد المعـتدى)
كــبرْ وقـل
يا ربُ
واصبرْ واحتسبْ

الهوامش

[1]- بقانها : مذبحة قانا

[2]- ابن أوس : هو حبيب بن أوس الطائى الشهير بأبى تمام وهو من الشعراء الكبار فى العصر العباسي كتب قصيدة شهيرة عن فتح عمورية على يد الخليفة المعتصم الذى ثار وغضب عندما إنتهك عرض إمرأة مسلمة من بعض الروم فهتفت "وامعتصماه" فكان الفتح الكبير وكتب أبو تمام قائلاً:

السيف أصدق أنباءاً من الكتب ***** فى حده الحد بين الجد واللعب

[3]- شجرة الغرقد: هى شجرة من أشجار بنى يهود ورد ذكرها فى الحديث النبوى يحتمى وراءها اليهود فى حربهم ضد المسلمين

[4] - السامرى: من كفار اليهود صنع فى زمن موسى عليه السلام عجلاً جسداً له خوار وطلب من اليهود عبادته.

[5] - الحرب: شدة الغضب.

[6] - الأبرهى: نسبة إلى أبرهة الأشرم الذى حاول هدم الكعبة قبل الإسلام فأرسل الله عليه طير الأبابيل

[7] - ذا الذنب : صاحب الذيل وأترك لنباهة القارئ وفطنته معرفة من هو البليد ومن هو القعيد ومن هو العقيد ومن هو صاحب الذنب

[8] - ضباع القينقاع: نسبة إلى يهود بنى القينقاع الذين كانوا فى المدينة وقت هجرة الرسول إليها

[9] - خشاش: حشرات الأرض وهوامها

[10] - النقب : صحراء النقب وبها مفاعل ديمونة الإسرائيلى

[11] - عمير برتس: وزير الدفاع الإسرائيلى


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى