السبت ٣١ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم محمد محمد علي جنيدي

طربٌ مفتول العضلات

لقد كنا قديما نشاهد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وسائر مطربي العرب قديما وهم على خشبة المسرح ينشدون أغانيهم الخالدة غاية من الاحترام .. الأمر الذي جعلهم يخلدون في ضمائر الأمة ومحبيهم حتى الآن وإلى ما شاء الله تعالى.

أما ما نشاهده من غناء وسلوك مطربي هذه الأيام فهو الأمر الأغرب والمضحك في ذات الوقت، فبدلا من أن تكون الغاية من الغناء الرقي بالمشاعر وتهذيبها والتعبير عن كل ما يجيش بالقلوب ويجول بمشاعر الفتيان والفتيات وحتى كبار السن أصبحت الغاية شيء آخر وانحرفت عن مقاصدها الصالحة والنبيلة إلى ما هو أدنى وأسوأ حتى إنك تستحي فعلا من مشاهدة الكثير ممن يغنون في هذا الزمان من الجنسين - علما - بأن منهم الذين ما يزالون يتأسون بأساتذتهم ويحاولون أن يضيفوا لمكتبة التاريخ شيئا نافعا من إبداعاتهم الجيدة والرائعة.

ولكن - ما هي العلاقة بين كلمات الأغنية وموسيقاها وبين أداء المطربة على خشبة المسرح على النحو الذي نشاهده الآن من حركات مثيرة للغرائز وكأنها دعوة للتحرش الجنسي!.

ودعوني أتساءل، حينما أجد المطرب حريصاً غاية الحرص أن يخرج إلى الناس مفتول العضلات، مبديا قوته وعنفوانه وكأنه أتى إلى حلبة مصارعة وليس معتليا خشبة مسرح أعدت للغناء تعبيرا عن أحاسيسنا ومخاطبة لمشاعر العاشقين من بني البشر، تلك الأحاسيس التي تصهر صاحبها كنارٍ أوقدت فتيل الشمع ولا تجعله بالطبع وحشا مخيفا كاسرا. الرياضة كلها تخرج تماما عن غايتها والهدف منها حينما يراد بها المفاخرة والإثارة والعبث بغرائز الفتيات وإلا فكيف لنا أن نفسر خروج بعض المشاهير من المطربين في الإعلانات يؤدون استعراضاً رياضيا وكأن الواحد منهم بطلا لكمال الأجسام فبدلا من أن يبدي رقة شعوره وإحساسه يبرز سطوة قوته وعنفوانه - أمر عجيب - ما هذا الخلط وما المراد منه!!.

أقول لهؤلاء جميعا اتقوا الله ولا تخرجوا الغناء عن غاياته التي نعرفها جميعا - ثم - أرجوكم لا ترتدوا غير ملابسكم فيختلط على الناس وجوهكم وأشخاصكم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى