الأحد ٣٠ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم أحلام منصور الحميّد

طُهْر العراق

فتح عينيه بعد غارة صليبية كافرة على أرض العراق..فتش عن أمه التي كان ينام في حضنها..لكن صدى صوته..أجابه..بأنها قد رحلت إلى الجنان..فقال يخاطبها شعرا:

عودي إليّ..ودثّريني..

زوّديني بالحنان..

خوفٌ..ورعبٌ..يحتويني..

أشعريني بالأمان..

ما عدتُ أحيا في الحياةِ..

فأين أنتِ يا حياتي..

يا عيونَ الكونِ..يا قمرَ الزمان..

.. ... .. ..

ما زلتُ أبحثُ عنكِ يا أمّاهُ..

في ذاك الحطام..

وأسيرُ وحديَ..

كي أسائلَ ذا المكانَ..وذا المكانَ..

عودي إليّ..وأخبريني..

هل رحلتِ اليومَ عني؟!..

هل تركتيني لوحدي؟!..

في دياجيرِ الظلام..

.. .. .. ..

إني أناديكِ فعودي..

أنقذي الطفلَ الصغير..

أنقذي من كان يشعر بالسعادة حينما..

يغفو بحضنكَ ساعةً..

يَشْتَمُّ عطركِ..والعبير..

ينسى العذاب..

ينسى القنابلَ..والمدافعَ..

والمآسيَ..والصعاب..

عودي إلى ذاك الحزين..

الخائفُ..المسكينُ..قَتّلهُ الحنين..

أم أن غاراتِ الصليب..

قتلتكِ..واحرّاهُ.. في الزمنِ العصيب..

.. .. .. ..

لم يعرفوا من أنتِ يا أماهُ..يا طهرَ الزمان..

يا من حملتِ الذكرَ..والقرآنَ..

خاشعةَ الجنان..

يا من قضيتِ الليلَ في التسبيحِ..والتكبيرِ..

رافعةَ البنان..

لم يعرفوا..أن الدمَ المهراقَ جمرٌ حارقٌ..

سيثيرُ بركانَ اللظى..

سيعيدُ للإسلامِ أمجادَ الورى..

لم يعرفوا..أن الشجاعَ الحرّ..لن يرضى الهوان..

لم يعرفوا..أن الشجاع الحرّ..لن يرضى الهوان..

.. .. .. ..

وادمعتي..والوعتي..

أماه لو تدرين كم أحببتك..

لما رحلتِ..

بقيت أندبُ حسرتي..

في وحدتي..

لكن لقيانا..هنالكَ في الجنان العاليات..

.. .. .. ..

فالوداع..الوداع..

يا شموخَ العمرِ..

يا طهرَ العراق..

.. .. .. ..

تنهيدة

بغدادُ..يا أرضي الحبيبة..يا ترانيم الفؤاد..

يا قلعةً في داخلي..

حزني عليكِ..إلى متى؟!..

ما عدتُ أعرفُ فيكِ..لذّات الرقاد..

ألأنّ أيدي الكفرِ..قد بطشت بكِ..

وتدنّست بكِ..يا جميلةُ..كل آياتِ الطهارةِ..

واستحلّت فيكِ..أقدام الفساد..

بغدادُ يا أرض العلا..

عُودي إلى كريمةً..

ربّاه..لا أقوى..على وجعِ البعاد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى