الأحد ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
الغليون المقدس أهم الأدوات التي تستخدم في الصلاة
بقلم عادل سالم

عادل سالم في معبد الهنود الحمر

خمسة ملايين من الهنود الحمر ماتوا بسبب الحروب والمجازر التي ارتكبت ضدهم وخمسة أخرى ماتوا من الأمراض التي نشرها البيض في صفوفهم

كنت سعيدا جدا عندما دعاني أحد الهنود الحمر، إلى معبدهم للمشاركة في أحد الطقوس الدينية التي يقيمونها تعبدا لخالقهم، الذي يعتبرونه خالق الكون كله. فقد كنت تواقا لمعرفة طريقة عبادتهم ذلك أنني لم أعرف الكثير عنهم رغم إنني أعيش في بلدهم منذ أكثر من ربع قرن وكل ما علق بأذهاننا عنهم بقايا مما أراد الرجل الأبيض كما يسمونه (المهاجرون الأوروبيون) أن يعلمنا إياه منذ كنا صغارا من خلال أفلام هوليوود التي رسخت في أذهان الكثير من المواطنين أن الهنود الحمر كانوا مجموعة من العصابات التي تهاجم الحجاج البيض المسالمين.

ذهبت لحضور الطقوس الدينية مع الذي دعاني فإذا بي بعد انتهائها أقرر أن أكتب بحثا قصيرا عن الهنود الحمر وطقوسهم ملقيا الضوء على بعض تاريخهم في الولايات المتحدة الأمريكية .

دعوني في البداية أنقل لكم الطقوس الدينية التي شاركت فيها لأنقلكم إلى جو جديد عليكم لم تسمعوا به من قبل لأعود بعده لتوضيح الكثير من الأشياء التي يجهلها القراء العرب عن الهنود الحمر.

أن تكون في ضيافة الهنود الحمر يعني أن تكون في ضيافة شعب بسيط ، هاديء ، محب للخير وللآخرين ، متسامح رغم الصورة البشعة التي علقت في أذهان الأطفال من الأفلام التي أنتجتها هوليوود عنهم والتي تبرزهم كأنهم مجرد عصابات ومجرمين وبرابرة . مع أن أساس معتقداتهم الدينية تقوم على أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك ، وهو لا يختلف عما تدعو له الديانات السماوية وخصوصا الدين الإسلامي.

كنت مدعوا لزيارة معبد الهنود الحمر أو مايسمونة بـSweat Lodge مع عربيين آخرين أحدهما فلسطيني والآخر عراقي.

تسمى الخيمة التي تستخدم لممارسة الطقوس الهندية (الصلاة) بلغة شعب لاكوتا [1] بـ (إينيبي). وبالانكليزية تسمى بسويت لادج أنظر النماذج الأربعة من رقم واحد لأربعة عن الانيبي.

وهي خيمة صغيرة الحجم طول قطرها حوالي 3 أمتار وارتفاعها عن الأرض في الوسط حوالي متر ونصف المتر وهي دائرية ولها مدخل واحد عبارة عن باب صغير لا يمكنك دخول الخيمة منه إلا زاحفا ولهذه دلالة تفيد تذلل الإنسان لخالقه أثناء دخوله للخيمة أو الإينيبي وعليه أن يدخلها من دون لباس ما عدا بنطلون قصير -شورت- أشبه بكلسون طويل كتعبير عن حالة من الخشوع للخالق عندهم .

أيينيبي جاهزة

خارج الخيمة يوجد في مدخل الباب دائرة ترابية موضوع عليها ما يحتاجونه خلال طقوسهم وهو ما يلي:


  القسم العلوي من رأس البافلو –سكالف- (انظر نموذج رقم خمسة) والبافلو حيوان مقدس لديهم (انظر نموذج رقم 6) ولكنه لا يعبد كما تتوقعون بل يقدسونه، فقد كانوا يعتمدون عليه في حياتهم حيث يأكلون لحمه ويستخدمون جلوده وعظامه وكان اعتمادهم عليه كبيرا جدا. وعلى أعلى رأس البافلو غليون طويل محشو بالميرمية الأمريكية ويوجد رزمة من الحشائش وقرون غزال وأشياء أخرى صغيرة. انظر نماذج من الغلايين المستخدمة والميرمية نماذج من 7 إلى 13.

رأس بافلو

بعيدا عن الخيمة بحوالي عدة أمتار يوجد نار يتم فيها تسخين الأحجار التي تستخدم في الطقوس وبجانبها يوجد نار عليها وعاء يتم تجهيز الأكل فيه حيث يتم تناول طعام الغذاء بعد ممارسة الطقوس بشكل جماعي وهو واجب وليس اختياريا.

كان أول سؤال تبادر إلى أذهاننا ووجهناه لمضيفينا : هل هذه الطقوس التي تمارسونها اليوم هي نفسها التي يمارسها كل من نسميهم الهنود الحمر في الولايات المتحدة ؟ وكان الجواب لا .
فهم يمارسون طقوسا تتشابه من حيث الإيمان بالخالق المطلق الذي يسمى بلغة لاكوتا ب واكان تنكا أي الروح العظيمة .

البافلو الذي كان الهنود الحمر يعتمدون عليه

بعضهم يتشابهون في طقوسهم وآخرون يختلفون بعض الشيئ لكن تبقى طقوس الخيمة أو السويت لادج أو الإينيبي هي الإطار الأكثر شهرة وانتشارا بينهم بغض النظر عن الاختلاف في الجزئيات الأخرى .

الدخول للخيمة يكون بشكل عراة ، عراة من ملابسهم ما عدا الشورت القصير، ويجلسون على الأرض كما هي بدون سجادة أو أي شيء آخر ، يريدون أن يكونوا أمام الخالق عراة كما خلقهم، يجلسون على التراب ـ الأرض ـ التي يعتبرونها أمهم ويجلسون بشكل دائري حسب الخيمة.

كنا 19 شخصا داخل الخيمة أو الإينيبي كما يسمونها نجلس بشكل متلاصق لبعضنا بعضا ولا يوجد فراغ سوى دائرة صغيرة تركناها في الوسط علمنا فيما بعد أنهم سيضعون فيها الحجارة الموضوعة بالنار .

نحن لا نعبد النار أو البافلو أو الغليون ـ قالوا لنا ـ نحن نعبد الخالق ويسمونه بالانكليزية Creator الذي أشرنا له سابقا واكان تنكا Wakan Tanka بلغة شعب لاكوتا أي الروح العظيمة Great Spirit .

بعد أن دخلنا جميعا وكنا شبه عراة مثلهم، بدأ الشخص الجالس في القسم الشرقي من الخيمة أي بجانب الباب بالتحدث، حيث بدء قوله:
إننا هنا للتعبد وللتكفير عن ذنوبنا ولنشكر الخالق على نعمه التي أنعمها علينا .ثم أكمل كلامه قائلا :
بعد قليل سوف نعيش جوا حارا جدا مؤلما، ألمنا يزرع فينا حب الخير للآخرين خارج الخيمة لنشعر معهم.

الخالق دعانا للتسامح وللمغفرة . عندما يصادف الواحد منكم شخصا آخر ليبتسم في وجهه ويلقي عليه التحية فقد تكون هذه التحية وهذه الابتسامة سببا في تخفيف معاناة ذلك الشخص وألمه .وتكون قد حققت تعاليم الخالق بيننا.
إن أساء لك أحدهم فلا تحقد عليه ، سامحه فقد غفر لنا الخالق الكثير من ذنوبنا .

بعد ذلك أتى الشخص الملكف بالخارج ببعض الميرمية ومررها علينا بدء من الشخص الجالس في الشرق لنشمها ثم نعيدها.

بعدها أعطاه الغليون الطويل المعبأ بالميرمية فاستلمه الشخص الجالس في الجهة الشمالية الذي بدأ يحدثنا عن الغليون بأنه من الرموز الدينية التي بها يمارسون طقوسهم تقربا من الخالق ـ سنشرح ذلك لاحقا ـ وبالنسبة لشعب لاكوتا يعتبر الغليون أهم رمز ديني أثناء ممارسة الصلاة. قال لنا المتحدث:
الغليون ليس مجرد رمز ديني ، إنه إحساس داخلي فنحن نحشوه بالميرمية التي هي أحد النباتات التي أنعم بها الخالق علينا وعندما ندخنها ونرسل الدخان للأعلى فنحن نرسل معه صلواتنا ودعواتنا .

أنواع النباتات التي يستخدمها الهنود الحمر في صلواتهم

لم يشعل الغليون في المرة الأولى لكنه كان يمرره من شخص لآخر كان كل منا يحمل الغليون من الرأس ويترك القصبة للجهة الأخرى وفي تلك الأثناء يدعو الواحد ما شاء من الدعوات للخالق ليستجيب له.

بعد أن انتهينا من الغليون أعاده الشخص الأخير بجانب باب الخيمة للشخص الواقف في الباب حيث وضعه فوق رأس البافلو الموجود في مدخل الخيمة ثم بدأ بمساعدة شخص آخر بإحضار الأحجار من النار وعددها أربعة حسب الاتجاهات الأربعة، كانت الحجارة أشبه بكرة نار حامية.

الشخص المكلف خارج الخيمة بنقل الأحجار لداخلها يضع الحجر في مدخل الخيمة ثم يقوم أحد الأشخاص المكلف بداخل الخيمة بحمل الحجر بقرني غزال ويضعه في وسط الخيمة قريبا من أرجلنا ولما سألنا لماذا قرون الغزال أجاب لا لشيئ لكنها غير ناقلة للحرارة.

قبل نقل أي حجر كان الشخص المكلف من داخل الخيمة يفرك قاعدة الغليون في الحجر ويمرر حزمة من الميرمية على الحجر لتنطلق رائحتها في الخيمة ثم ينقل الحجر للوسط وهكذا تم نقل الحجارة الأربعة وثم تم إدخال سطل من الماء ثم أغلقت الخيمة تماما بحيث أصبحت حالكة السواد من الداخل لا نستطيع أن نرى شيئا ولا حتى أصابع اليدين اللهم الا لون الأحجار الحمراء والتي تشبه كرة حمراء أو شمسا ساعة مغيب.

نوع من الغلايين المقدسة

عشنا نصف ساعة في جو درجة حرارته أكثر من 65 درجة مئوية(150 فهرنهايت)

بدأ أحد الأشخاص الرئيسيين في الحلقة بصب الماء على الحجارة وهو يتحدث بكلمات لا أفهمها تتعلق بتعبدهم، فبدأ البخار الحار يتصاعد ليزكم أنوفنا ويزيدنا حرارة وبعد فترة أصبحت الخيمة نارا حامية لم أستطع أن أتحملها خصوصا من جهة الوجه فوضعت بشكيرا على وجهي كانوا قد أحضروه لنا لعلمهم على ما يبدو أن بعضنا لن يستطع الصمود، ورغم ذلك كنت أشعر أنني سأفارق الحياة نهائيا فبدأت أدعو الله أن يخرجني سالما ولم أستطع أن أركز ما قالوا . تحدث أربعة منهم واحد من كل اتجاه شرق، غرب، شمال وجنوب . تحدثوا عن الايمان والتطهر وتحمل الألم للشعور مع الناس.

بعد ذلك بدأوا يغنون أغانيهم الدينية ويقرعون الطبل وهي من الطقوس المهمة في عبادتهم وسنتكلم عن الطبل في ديانات الهنود الحمر لاحقا. درجة حرارة الانيبي تجاوزت الخمسة وستين مئوية أي أكثر من 150 فهرنهايت وهو ما حذرونا منه مسبقا وطلبوا منا التوقيع على تعهد أننا نعرف ذلك حتى لا يذهب أحدنا إن تضرر ويرفع قضية عليهم.

مدة الصلاة أو الطقوس حوالي الساعتين تتوزع على أربعة مراحل حسب الاتجاهات الأربعة في الدنيا. بقينا في المرحلة الأولى في الخيمة حوالي نصف ساعة كدت خلالها أختنق فعلا ولا أدري كيف استطعت أن أصبر حتى نهايتها وعندما فتح باب الخيمة وبدأ الهواء يتسلل إلى أنوفنا شعرت بأنني ولدت من جديد وبدأت أنتظر لحظة الخروج لكن أحدا لم يخرج فسألت فقيل لي إنها المرحلة الأولى وسوف يتلوها ثلاثة مراحل مشابهة لكنهم قالوا لي وقد عرفوا ما أريد أن بإمكاني الخروج فخرجت زاحفا لا ألوي على شيئ .

أما صديقي العراقي فقد تحمل جولة أخرى ثم انسحب مثلي لكن صديقنا الفلسطيني الثالث فقد خرج بعد الجولة الثانية مع العراقي لكنه عاد في الجولة الرابعة والأخيرة ليقول لنا إنه تحمل أكثر منا جميعا، أما الهنود الحمر في الخيمة فقد صمدوا المراحل الأربعة فهل يعود ذلك لتعودهم؟
كلا قال أحدهم ولكن لإيمانهم، فالتحمل يتعلق بالدماغ وليس بالجسد وقدرة الإنسان على التحمل تعتمد على مدى إيمانه بما يقوم به واستعداده للتضحية في سبيله.

لا تختلف الجولات الأخرى عن الأولى سوى أن حجارة جديدة يتم إضافتها في كل مرة لتضيف للخيمة حرارة جديدة، وفي الجولة الرابعة يتم ادخال الغليون بعد أن يتم إشعال الميرمية فيه حيث يقوم المتحدث ببدء تدخين الغليون (شفطة واحدة لكل شخص) وينفخ الدخان في الهواء وهو يدعو الخالق له ولأولاده وأسرته الخ، فالدخان المتصاعد حسب قناعاتهم ينقل دعواتهم للأعلى للخالق وعندما جاء دور الفلسطيني قال:
أدعو الخالق أن يحمينا ويساعدنا ويساعد الشعب العراقي والفلسطيني في التغلب على الرجل الأبيض الذي قتل الهنود الحمر. فصفقوا له طويلا .

بعد انتهاء الطقوس الدينية يخرج الجميع زاحفين كما دخلوا ليرشوا عليهم الماء كأنهم تطهروا وعادوا للحياة من جديد. ثم يوزع الأكل على الجميع وبذلك تكون قد انتهت الصلاة.

لمحة تاريخية عن الهنود الحمر

يطلق هذا الاسم على سكان الأمريكيتين رغم أنهم ليسوا هنودا ولا حمرا كما يوحي الاسم. وقد أطلقه عليهم الأوروبيون الغزاة منذ اكتشاف كولمبوس للعالم الجديد. ويشير راسل مينز [2] أحد المدافعين عن حقوق الهنود الحمر في الولايات المتحدة في إحدى خطبه إن كولومبس عندما وصل جزر الكاريبي كان يدرك إنه لم يصل الهند ولهذا أطلقوا على تلك الجزر اسم هندوستان وسماها كولومبوس إندو وتكتب بالطليانية in dio وتعني in God أي من الله [3]

راسل مينز

وفي كلمته التي ألقاها في الاحتفال المليوني الذي عقد في واشنطن للسود (مليون آند مور مان مارش) في 15 أكتوبر عام 2005 قال راسل بأن شعوب القبائل (الهنود الأمريكيين) في الولايات المتحدة شكلوا في الماضي 15 مليون نسمة ولم يبق منهم اليوم سوى مليون ومعظمهم ليسوا من دم هندي نقي.

لسنا هنودا ولا حمرا

لا يختلف الهنود الحمر في الأمريكيتين في أنهم لا يحبون أن يطلق عليهم الهنود الحمر مع أن هذه التسمية مشهورة أكثر من أي تسمية جديدة أطلقت عليهم. ويجري حاليا دعوتهم رسميا ب سكان أمريكا الأصليين Native Americans وتعود تلك التسمية لما بعد ضم ألاسكا للولايات المتحدة بعد أن اشترتها من روسيا القيصرية قبل أكثر من مائة سنة.

فقد أطلقت نفس الاسم على سكان ألاسكا ـ الهنود الحمر ـ فاحتج السكان بأنهم ليسوا هنودا ولا بالحمر فاحتار الأمريكيون ماذا يسمونهم حتى اهتدوا إلى أن يسموهم بسكان ألاسكا الأصليين وعليه فقد رأوا أن تسمية سكان الولايات المتحدة بالهنود غير مناسبة أيضا فبدأوا يطلقون عليهم اسم سكان أمريكا الأصليين Native Americans رغم ذلك لا زال الكثير من سكان الولايات المتحدة يسمونهم بالهنود الحمر. وإذا كانت كلمة الحمر توحي بأن سكان أمريكا الأصليين هم حمر فالواقع غير ذلك تماما فالهنود الحمر لم يكونوا بلون واحد ولم يشكلوا كما يقول مؤرخوهم شعبا واحدا ولكن شعوبا أو قبائل متنوعة تتحدث لغات مختلفة بلهجات مختلفة تجاوزت المائة . أما الهنود الحمر أنفسهم فيحبون أن يطلق عليهم اسم قبائلهم فشعب لاكوتا يحب أن يقال عنهم أنهم من شعب لاكوتا وشعب الهوكان يحبون أن يسموا بشعب الهوكان الخ أما راسل مينز وحركته فيسمونهم بالهنود الأمريكيين [4]

لم يكن سكان الولايات المتحدة الأصليين أو الهنود الحمر كما عرفهم الناس يشكلون شعبا واحدا ويتكلمون لغة واحدة فقد تعددت لغاتهم ولهجاتهم وشكلوا قبائل وشعوبا وهو ما يعرف بالترايب Tribe ويشير كتاب تاريخ الهنود الحمر بأن سكان شمال ما يعرف اليوم بالمكسيك والولايات المتحدة وكندا تحدثوا حوالي مائة لغة وأكثر من 300 لهجة (dialects) [5] ومن اللغات الأساسية كما يقول البروفيسور الأمريكي الأصل روبرت بولس [6] هي:

  هوكان
  بنوتيان
  يوتوأزتكان
  لاكوتا
  الجنكوين
  أثابسكان ( كندا)
  يوكيان

لكن موقع http://www.native-languages.org
يشير الى أن سكان أمريكا الاصليين قد تجاوزت لغاتهم الثمانمائة لغة وإن معظمهم يسكنون في أمريكا الوسطى والجنوبية، وفقط حوالي نصف مليون من الأمريكيين الأصليين (الهنود الحمر) يحكون بلغتهم الأصلية في الولايات المتحدة وكندا. وتوجد لغات رئيسية تتفرع عنها لغات على شكل لهجات.

الهنود الحمر إذن شكلوا شعوبا مختلفة تعرضت للمجازر الجماعية من قبل المستوطنين البيض الأوروبيين سواء البريطانيين والفرنسيين ومن رافقهم ممن شكلوا اليوم الولايات المتحدة وكندا أو المستوطنين الاسبان الذين كانوا يسيطرون على القسم الغربي من الولايات المتحدة في منطقة كاليفورينا والولايات المجاورة التي كانت أصلا تابعة للمكسيك عند استقلال الولايات المتحدة [7] .

ولتوضيح مدى الظلم الذي وقع على الهنود الحمر نذكر مثالا ما حل في قبيلة الكاهويلا والتي عاشت في القرن الثامن عشر في منطقة جبلية وصحراوية في جبال برناردينو في ما يعرف الان في منطقة كاليفورنيا كان عددهم في القرن السابع عشر أي قبل 300 سنة عشرة آلاف بقي منهم في نهاية القرن الثامن عشر بعد هذه السنين الطويلة خمسة آلاف فقط وفي العام 1990 كان عددهم 1276 مواطنا ويعيشون في عشرة تجمعات تسمى رزرفيشن في جنوب كاليفورنيا [8]. أما قبيلة الشوماش فكان عددهم في القرن الثامن عشر يتراوح بين عشرة وثمانية عشر ألف وهم حسب إحصائيات عام 1990 213 شخص فقط [9]

أما البقية فهم إما اندمجوا مع الأوروبيين البيض أو ماتوا بسبب الأمراض التي فتكت بهم أو التي قتلوا بها وقد تكلم الشوماش لغة الهوكان. [10]

وفي العام 1542 تم أول اتصال مع المكتشفين الاسبان عن طريق جوان كابريلو وبارتلوم فيرللو لكن سرعان ما بدأ الاسبان في استعبادهم [11].

وفي حمى البحث عن الذهب فإن المستوطنين البيض في شمال كاليفورنيا الان قاموا بمذبحة ضد الهنود الأمريكيين من قبيلة اليورك وبعد أن هدأت الأمور أصبح من تبقى من شعب اليورك عمالا لدى المستوطنين الجدد ويتقاضون أدنى الأجور. [12].

الغليون المقدس

نوع آخر من الغلايين

الغليون الطويل يدعى كنوبا منح حسب ما يرويه الهنود الحمر للشعب من قبل الرب قبل آلاف السنوات ويقول أحد أعضاء شعب اللاكوتا بأن الغليون الأصلي الذي أرسله الخالق لهم لا زال موجودا في حوزتهم [13] ويروي الكاتب الأمريكي جوسف براون في كتابه عن الهنود الحمر الذي أسماه الغليون المقدس حكاية الغليون وسر تقديسه لدى الهنود الحمر. وكان جوسف براون قد استطاع في أربعينات القرن الماضي أن يقنع أحد القبائل بالسماح له بالعيش معهم لفترة من الزمن ليكتب عنهم ما يودون قوله دون تزييف وليشاركهم طقوسهم وحياتهم وقد نجح في ذلك وعاش في كنفهم عدة شهور عرف الكثير من أسرارهم ، لذلك يعتبر كتابه دقيقا وصادقا وينقل الصورة الحقيقية لحياتهم الداخلية . [14]

يقول أحد كبار المسؤولين لدى الهنود الحمر إنه في صباح يوم باكر قبل فصول شتاء كثيرة ـ عدة مئات من السنين ـ (كانوا يقيسون السنين بعدد فصول الشتاء) ، كان رجلان من اللاكوتا في رحلة صيد يحملون أقواسهم وسهامهم يقفان على قمة جبل وينظران للأسفل بحثا عن صيد ثمين. فجأة لمحا شيئا يتقدم نحوهما بطريقة غريبة وجذابة. وعندما اقترب ذلك الشيئ الغامض منهما فوجئا إنه كان امرأة جميلة ترتدي ملابس من جلد الباك Buckskin وكانت تحمل صرة على ظهرها، بدأ أحد الصيادين بالتفكير بشيء سيء تجاه المرأة وحدث صاحبه بها لكن صديقه طلب منه أن لا يفكر بهذه الطريقة لأن هذه المرأة لا بد وأن تكون مقدسة.

اقتربت المرأة منهما وطلبت من الرجل الاول صاحب الأفكار الشريرة أن يقترب منها وعندما امتثل أمامها لف الاثنان سحابة غيم كثيفة وبعد أن انكشفت الغيمة كانت المرأة تقف مكانها وعند قدميها كانت عظام الرجل الشرير والأفاعي الخطرة تأكل به [15].

اقتربت المرأة من الرجل الآخر وقالت له :

بغض النظر عما ترى اسمع ما سأقوله لك .
أنا هنا من أجل شعبكم، ارجع لقومك وقل للرئيس عندكم (هيه لوكيشا ناجين) أن يعمل على إعداد خيمة تيبي واسعة وعليه أن يجمع شعبه أوقبيلته استعدادا لاستقبالي أريد أن أبلغه شيئا هاما.

عاد الرجل إلى قومه وأخبر مسؤول القبيلة عما سمعه، وعلى الفور أمر الرئيس بهدم عدة خيم ومن جلودها صنع خيمة كبيرة ووجه الدعوة لكل أهل القبيلة للحضور بعد أن شرح لهم الخبر المفرح بأن امرأة مقدسة مرسلة من الروح العظيمة سوف تزورهم.

بعد انتهائهم من بناء الخيمة الجديدة –تيبي- بدأ شيئ غامض من بعيد يقترب منهم وفجأة دخلت المرأة الجميلة الخيمة ووقفت أمام الرئيس، أنزلت صرتها عن ظهرها وحملتها بيديها الاثنتين وقالت للرئيس وهي تقدمها له: امسك هذه الصرة وقدسها إنها مقدسة جدا (ليلا واكان)، لا يجوز لغير الطاهرين أن يروا ما بهذه الصرة. يوجد فيها غليون مقدس، ومن خلال هذا الغليون المقدس سيكون بإمكانكم أن ترسلوا أصواتكم إلى الروح العظيمة (الخالق) (واكان تنكا) أبوكم وجدكم.

أخرجت المرأة الغليون من الصرة وقالت له: بهذا الغليون المقدس ستمشون على الأرض (أمكم) و (جدتكم) المقدسة وفي كل خطوة تمشونها عليها ستكون بمثابة صلاة. ثم بدأت تشرح لهم طقوس استخدام الغليون لإرسال صلواتهم ودعواتهم للخالق وكان أهم ما قالته:

  إن فتحة الغليون السفلى مصنوعة من الحجر الأحمر وإن الأرض التي وهبها الخالق لكم حمراء وطريقكم حمراء ويومكم أحمر.

  عليكم أن لا تنسوا إن كل فجر جديد هو مقدس وكل يوم جديد يحمل معنى مقدسا وإن ضوء الخالق (الشمس) مقدسة وإن كل الناس الذين يعيشون فوق الأرض لهم حرمتهم المقدسة وعلى هذا الأساس يجب التعامل معهم.

بعد محاضرتها الطويلة بدأت المرأة تعد عدتها للرحيل لكنها قبل أن ترحل قالت للرئيس للمرة الأخيرة:

احتفظ بهذا الغليون المقدس وتذكر بأن فيّ أنا أربعة أجيال (أزمنة) ، سأغادر الآن وسوف أرعى شعبك كل زمن وفي النهاية سأعود.

بعدها غادرت الخيمة بعد أن مشت مسافة قصيرة، نظرت للناس خلفها ثم جلست بين النباتات المنتشرة هناك وعندما وقفت من جديد استغرب الناس بأنها تحولت إلى بافلو صغيرة حمراء وبنية اللون ، وبعد أن سارت مسافة أطول اختفت مرة أخرى بين النباتات ولما وقفت نظرت للناس من بعيد فإذا بها بافلو بيضاء ثم سارت قليلا وجلست وعندما نهضت صارت سوداء وبعد أن سارت مرة أخرى وقفت ثم أشارت للاتجاهات الأربعة واختفت من فوق الجبل .

يؤمن الهنود الحمر بأن البافلو في كل مرحلة أو زمن يكون في الجهة الغربية لمنع الماء من الفيضان وإنه كل سنة يخسر شعرة من جسده وفي كل مرحلة يخسر رجلا واحدة وعندما يخسر جميع رجليه تتدفق المياه لتحدث فيضانا وليبدأ مرحلة جديدة أو ما يسمى بنيو سايكل New Cycle وهم لا يختلفون بذلك كثيرا عن معتقدات الهندوس في دولة الهند . [16]

كيس خاص لحفظ الغليون المقدس

الطبل لدى الهنود الحمر

يعتبر شعب لاكوتا أن الطبل عندهم مقدسة ويهتمون بها كثيرا وهي جزء من طقوسهم وشعائرهم كما قال متحدث المعبد فهي تعني كل شيئ على الأرض ، الناس ، علاقاتنا مع بعض ، العشب ، الشجر ، الحيوانات ، الطيور والماء والهواء والنار والرياح وهي من كل هذا وذاك ولهذا لها صوت وطاقة .

للطبل أربعة مغنين عادة ما يكونون من أعمار مختلفة مهمتهم الغناء في الصلاة ، وإرسال اصواتنا إليه .

هم يؤمنون بأن الطبل يحب الحياة ، الروح ، الإحساس بالحياة ولمن يغنون معها. الطبل ضربات قلب الأمة ، إنها تمنحنا القوة ، بالطبل نغير حياة الناس .

غناؤنا ليس للطرب إنه أقرب للنشيد ، ندعو فيه الخالق ونشكره على نعمه وهم عادة لا يطلبون الكثير من الخالق لأنهم يشعرون أنه منحنهم أشياء كثيرة يستحق أن يشكروه عليها، فهم يؤمنون بأن هناك أربعة اتجاهات في العالم وإن روح الخالق تتوزع في هذه الاتجاهات يسمونهم الأجداد ولكل اتجاه رمز معين . هذه الاتجاهات تحمل صلواتنا للخالق [17]

البكاء من خلال الرؤيا
Crying for a vision

في لغة الهنود الحمر (هانب ليشيابي) Hanblecheyapi

البكاء خلال الصلاة أو إقامة الشعائر الدينية أو السمو الروحي من الطقوس التي مارسناها قديما حتى قبل أن يرسل الخالق لنا الغليون وكم بكينا نحن البشر خلال السنين الماضية القديمة.

كلنا نحن البشر بكينا تذللا، وكل من يريد البكاء تذللا عليه أن يسأل راهبا (رجل دين) مؤمنا يسمونه بلغتنا (ويشاشا واكان) ليدله على الطريق الصحيح حتى لا يذهب بكاؤه سدى، لإن الطقوس إذا لم تتم بالشكل الصحيح فقد يأتي نوع من الأفاعي وتلف نفسها حول الشخص الذي يبكي للرؤيا.

لدينا راهب أو قديس يدعي الحصان المجنون كان يبكي للرؤيا عدة مرات في السنة واستمد بذلك قوة كبيرة من الحصان والنسر والصخور.

أهم شيئ في التعبد هو التأمل بالكون والخالق وعادة يتم في الجبال وهي طقوس تمارس عند الحرب مثلا أو للطلب من الخالق أن يشفي مريضا وفي هذه الطقوس نصلي للروح العظيمة لتمنحنا المعرفة لأنها مصدرها وأهم شيئ فيها.

نساؤنا أيضا يمارسن التطهر في الإنيبي حيث يتم مساعدتهن من قبل نساء أخريات ولا تترك النساء يتعبدن فوق رؤوس الجبال بعيدا عن القبيلة لأنهن بحاجة لحماية.

عندما يقرر شخص ما إنه يريد التطهر، فأن عليه أن يأتي بالغليون المقدس ويذهب لأحد الرهبان في المخيم أو القبيلة يدخل عليه الخيمة وهو يحمل الغليون حيث يكون اتجاه جورة الغليون باتجاه الشخص وقصبته باتجاه الرجل الراهب أو العجوز ويكون الغليون معبأ بالميرمية. يجلس الشخص أمام الراهب يرفع الغليون بعد أن يرفع يديه للسماء ويقول له إنه يريد التطهر وإنه يطلب من الراهب أن يساعده ويقدم الغليون قربانا للروح العظيمة والتي يسمونها كما ذكرنا سابقا (واكان تنكا).

وتبدأ بعد ذلك الطقوس التعميد التي يطول شرحها وتنتهي بتعميد الشخص الجديد.

والطقوس المذكورة حسب معتقدات الهنود الحمر تساعد في إيصال الإنسان بالخالق من خلال ما يراه وهو في حالة خشوع وتذلل وبكاء وتأمل حيث يتصل به الخالق من خلال الرؤيا ويصبح ما يسمعه الشخص المتعبد بمثابة رسالة لقومه ويقولون أنه ليس كل شخص يصل لمرحلة الرؤيا.

فإن كان المتعبد يتعبد خالصا للرب بعقله وبقلبه وصافي النية سيصبح رجلا مقدسا. وعندما يتعبد لاحقا ترسل له الروح العظيمة أي الخالق بعض قوتها وتعصمه من الخطأ. وقد تأتيه رؤيا بعد ذلك لخدمة الأمة، فالروح العظيمة تساعد أولئك الذين يبكون لها تذللا بقلب خالص. [18]

ولعل أهم ما وصلنا رسميا عن مرحلة الرؤيا التالي:

في 15 حزيران ـ يونيو 1799 ـ كان واحد من زعماء الهنود الحمر يدعى شنيكا وترجمتها عن لغتهم (البحيرة الجذابة) مريضا وعلى وشك الموت، وقد أصيب بحالة إغماء متواصل كوما واعتقدوا أنه مات لكنه بعد ساعات عاد للحياة وقال لهم إنه تم زيارته من قبل ثلاثة من الأرواح المقدسة والذين أنذروه من شرب الخمور والشعوذة، وبدأ يطالب بوقف شرب الخمور وقد انتشرت رسالته آنذاك بين الأمريكيين البيض مما أدى إلى دعوته لزيارة الرئيس الأمريكي جيفرسون في البيت الأبيض الذي كتب عام 1802 لشعب الأيروكيس (شعب الراهب شيكا وهم أحد شعوب الهنود الحمر الرئيسيين) يطالبهم باتباع النبي الجديد وتعاليمه [19]

رقصة الشمس
ويوانياك واشيبي

من الرقصات الشهيرة لدى شعوب الهنود الحمر رقصة الشمس والتي تسمى بلغة لاكوتا ويوانياك واشيبي وقد وصلت لهم عن طريق شخص أصبح قديسا فيما بعد اسمه اسمه كبلايا وتعني Spread حيث كان في أحد المرات يرقص وحيدا بعيدا عن مجلس الرجال ويداه مرفوعتان للسماء والحبل الذي يلف وسطه ساحل إلى الأدنى، فاعتقد الرجال أن كبلايا أصبح مجنونا فأرسلوا له رجلا يستوضح الأمر لكنه التحق بكبلايا بالرقص فاستغرب الجميع وتحركوا يستوضحوا الأمر بأنفسهم فشرح لهم كبلايا بأن تلك الرقصة والتي سماها رقصة الشمس أوحيت له من خلال الرؤيا (زارته الروح العظيمة وهو في حالة خشوع) واكان تنكا وشرح لهم كيف يمارسونها وقال لهم في ختام الطقوس إن الفجر والشمس ونجوم الصباح وكل نجوم السماء أقارب لكم. [20]

تحضير البنت للمرحلة النسائية
إشتا تا أوي تشا لوان

عندما تأتي البنت الدورة الشهرية للمرة الأولى يصبح لزاما عليها في عرف الهنود الحمر المرور عبر طقوس معينة للتطهر ولتأهيلها للمرحلة النسوية. حيث سيكون بإمكانها بعد ذلك أن تلد رجالا طاهرين ويجب أن تحرص البنت أو أهلها على أن تمر بمراحل التطهر النفسي المقرة من قبل الروح المقدسة التي عرفناها من خلال الرؤيا.

في الماضي البعيد وقبل أن يبدأ الهنود بممارسة طقوس إعداد البنت للمرحلة النسوية كانت البنت عندما تأتيها العادة الشهرية تنقل إلى بيت منعزل عن المخيم أو القرية ويسمي الهنود بيوتهم عادة ب تيبي حيث تشرف عليها امرأة طاهرة ومقدسة وهي المسؤولة عنها وعن طعامها وملابسها ويمنع أحد من الاقتراب منها.

كيفية إعداد البنت

عند تشعر البنت بالعادة الشهرية وتبلغ أمها يذهب أبوها حاملا الغليون المقدس لأحد القديسين أو الرهبان إن جازت التسمية ويعلمه بالخبر ويطلب مساعدته، فيطلب منه الرجل المقدس أن يبني بيتا تيبي والمصنوع من جلد البافلو ويحضر معه أدوات الطقوس وهي:
 بافلو سكالف
 كاس من الخشب
 بعض الكرز
 ماء
 عشب حلو
 ميرمية
 غليون
 بعض التبغ
 حجارة ـ ستون هاتشت
 سكين
 دهان أزرق وأحمر
 وأشياء أخرى

يقوم الأب بتقديم بعض الحصن والهدايا للرجل المقدس وتقام بعد ذلك الاحتفالات الدينية في داخل التيبي بحضور البنت وبعض المقربين ويتم الصلاة لكل الاتجاهات والدعوة للروح المقدسة بعد أن تظهر في التيبي ـ الخيمة ـ البافلو البيضاء والتي لا يراها إلا الرجل المقدس وتعطي الإذن لهم للبدء بطقوسهم. وخلال المراسم يجري تعبئة الغليون بالميرمية والتبغ تدخينها في كل اتجاه وفي الختام تظهر البافلو البيضاء مرة أخرى لكن لا يراها إلا الأكثر قدسية وطهارة ثم يقوم الرجل المقدس المسمى سلو بافلو بالنشيد ثم ينفخ من فمه عدة نفخات كالشرار الأحمر في وجه الفتاة لمدة ست مرات بعد أن ينطق كلمة هاااه ممدودة ( كما تصدر عن البافلو)

بعد ذلك تنتهي الطقوس ويتم توزيع الكرز وإطعام قطعة لحم من البافلو للمرأة الجديد [21]

مقابلة مع أحد الهنود الحمر المشاركين في الطقوس

جي وولف جرافت من منسوتا J. Wolf Graffit

  ماذا تعني كلمة لاكوتا ؟؟
  هي واحدة من اللغات التي كان يتحدث بها من يطلق عليهم تسمية الهنود الحمر من سكان أمريكا الأصليين . هناك لغات تستخدم نفس الكلمات والألفاظ لكن معانيها تختلف من قبيلة لأخرى .
  كيف كان يتعامل الهنود الحمر مع بعضهم مع اختلاف اللغات ؟؟
  باللغة الصامتة وأحيانا بالإشارات والحركات وأحيانا كان ثمة من يجيد أكثر من لغة .
  هل يقيم الهنود صلواتهم مرة كل أسبوع مثلا ؟
  لا ليس لهم وقت محدد ، عادة تقام في المناسبات مثل زواج أو ولادة الخ فلم يوجد قديما لدى الهنود تقسيم للأسبوع والأيام .
  هل طقوس الهنود الدينية واحدة ؟
  لا طبعا ، ولكنها تصب كلها في نفس الهدف عبادة الخالق ولكن الطقوس وطرق الصلاة قد تختلف بين قبيلة وأخرى، حتى الديانات الأخرى هناك اجتهادات واختلافات في التطبيق في المسيحية مثلا والإسلام الخ . نحن نعتبر كل شيئ حولنا مقدس ، نحن أقارب وننتمي لكل ما هو حولنا من حيوانات ونباتات وتراب وحجارة وحتى الروح، كلهم أصدقاء. من خلال الاشياء يمكننا رؤية الخالق أو نسمعهم يقولون لنا ماذا يريد منا. فالماء والنار والحجارة مثلا مقدسة جدا يمكنهم خدمتنا مثل الإنسان لنقل صلواتنا للخالق.
  لماذا تقيمون طقوسكم في الخيمة ؟؟
  أولا لا نسميها خيمة وإن كانت شبيهة بها ، نحن نسميها إينيبي ومعناها لتحيا ، لتحيا مرة أخرى . في هذا المكان (الإينيبي) نكون مع أمنا الأرض في لحظات بطيئة روحية نخرج وندخل هذا العالم. الطقوس التي نمارسها ليست بدون معنى فكل ما نمارسه له معان عندنا . فالطبل والأغاني والصخور ، وما نضعه عليها ، وطريقة إدخال الصخور ، وطريقة بناء الإينيبي حتى كيفية إشعال النار في ذلك اليوم .
  كيف تشعرون وأنتم تتصلون بالخالق ؟
  نكون في حالة خشوع تام متطهرين وبسطاء .
  لماذا تستخدمون قرني الغزال في حمل الأحجار الساخنة أثناء الطقوس الدينية ؟
  لأن قرون الغزال كانت متوفرة لدينا بكثرة في الماضي ونستخدمها حتى لا نحرق أيدينا عندما نحمل شيئا ساخنا .
  هل يقيم الشباب من الجيل الجديد الطقوس الدينية كما كنتم بالسابق؟؟
  نعم ولكن قد يحدث لا مبالاة كما في الديانات الأخرى .
  ألديكم كتاب مقدس ؟
  لا فطقوسنا وعاداتنا تنتقل من جيل إلى جيل بالنقل الشفوي .
  ألديكم رهبان ورجال دين ؟
  نعم في كل قبيلة يوجد رهبان ورجال دين نسميهم ماديسين أو شامان ، Shaman , Madison .
  ألديكم سن معين للأطفال للبدء بممارسة هذه الطقوس ؟؟
  من العاشرة تقريبا .
  لماذا تستخدمون الميرمية في طقوسكم؟
  إنها تعني الكثير لنا فهي رمز من رموز الطبيعة التي كانت تنتشر في مناطقنا وهي نعمة من نعم الخالق .
  كيف كنتم تمارسون طقوس الزواج في الماضي ؟
  يقوم الرجل الذي يرغب في الزواج من الفتاة بإهداء عدة خيول لأبيها ويقول له أريد الزواج من ابنتك ، وعلى الأب أن يوافق أو يرفض وعادة لا ترد الخيول إذا رفض الأب .
  لماذا تضعون رأس البافلو خارج الخيمة أثناء ممارسة الطقوس الدينية في الخيمة ؟؟
  البافلو من أهم أسلحتنا فهو غذاؤنا الرئيسي وننتفع بجلوده وعظامه وقرونه.
  هل كنتم تؤمنون بالصداقة بين الرجل والمرأة كما هو الحال الآن ( جيرل فرند) ؟؟
  لا طبعا لكن الحياة الجديدة وانخراطنا في مجتمع آخر ترك بصماته على أجيالنا الجديدة وفقدنا الكثير من قيمنا وحضارتنا.
  هل هناك صخور معينة تستخدم للنار أم تستخدمون أية حجارة ممكنة ؟؟
  نعم يوجد حجارة من نوع لافا Lava Rocks
  هل تحاولون إقناع الناس بطقوسكم وبدينكم ؟
  لا فهي طقوس خاصة بنا فقط ولكنا ندعو أحيانا بعض الضيوف للاطلاع على طقوسنا ومشاركتنا دعواتنا . ودعوة الضيوف فقط مرة في الشهر أو في السنة ؟
  ماذا تغنون عندما تصلون ؟
  نشكر الخالق على نعمه ، كلها أناشيد شكر للنعم التي أنعم الخالق علينا بها .
  لماذا تستخدمون الطبل أو الطبلة ؟؟
  هذه تحتاج لشرح دعني أعطيك محاضرة عن الطبلة

نص اللقاء مع البروفيسور روبرت بولس من أصل هندي أحمر

  كم عدد السكان الاصليين للأمريكيتين (الهنود الحمر مجازا) قبل الاكتشاف الأوروبي ؟
  من الصعب تقدير عددهم ، لكن قبل حوالي 200 إلى 300 سنة كانوا حوالي مليونين ونصف وعددهم الآن في القارة الشمالية حوالي مليونان موزعون على عدد من المجموعات أو القبائل.
  كم قبيلة أو Tribe كان الهنود الحمر يشكلون ؟
  حوالي 1500 قبيلة .
  عدد اللغات التي كانوا يستخدمونها ؟
  يوجد ثمانية لغات أصلية وتفرع عنها حوالي مائة لغة متفرعة وكثير من اللهجات المختلفة .
  سمعنا في حلقة خاصة بالتلفزيون من متحدث هندي أحمر أن الأوروبيين قتلوا منكم خلال الصراع مع البيض 15 مليون مواطن .
  العدد غير دقيق ، حسب التقديرات الرسمية مات في الحروب خمسة ملايين نسمة ، لكن مات ملايين منهم ممكن نفس العدد من الأمراض التي حلت بهم ـ الجدري ـ Chicken box
  هل وجهت اتهامات للبيض بأنهم وراء نشر الأوبئة .
  نعم فقد وجدت بطانيات كان يتركها الجيش الأبيض واتضح فيما بعد إنها كانت مليئة بالجراثيم الناقلة للمرض . والأهم إننا لم نعرف هذه الأمراض قبل انتقال البيض من أوروبا لنا .
  هل يمكن اعتبار الهنود الحمر كلهم شعب واحد ؟
  لا أستطيع الجزم بذلك . من ناحية الشكل لا ليس كلهم متشابهون فمنهم من هو أبيض ومنهم من هو أقرب للأسمر ومنهم من هو أقرب للأحمر ومنهم قصار القامة ـ قبائل محددة ـ لذلك لا يوجد ما يوضح ذلك .
  هل كانوا جميعا يؤمنون بنفس المعتقدات ؟
  تقريبا في نفس الإطار العام ربما تختلف بعض الطقوس لكن يؤمنون في الإطار العام بالخالق المسمى Great Spirits ويقيمون الطقوس التي تقام في الخيمة ربما مع اختلاف بسيط ببعض الطقوس واستخدامها .
  ما هو نوع الريش الذي يستخدمه الهنود الحمر على رؤوسهم؟
  ريش النسر.
  ما هي نسبة الذين بقوا يمارسون طقوسهم؟
  من الصعب حصرها ذلك أن الإحصائيات الرسمية الأمريكية والكندية لا تسجل عدد الذين يتحولون منهم للمسيحية وعند الولادة لا يسجل دين المولود لكن معلوماتي تشير أن بعض المناطق تحولت غالبيتها للمسيحية خلال العقود الماضية .وفي مناطق أخرى بقي قسم كبير يمارس طقوس الهنود الحمر القديمة ، وهناك خليط يقول إنه مسيحي لكنه بين الفينة والأخرى يذهب لممارسة الطقوس الهندية الأمريكية الأصلية.
  وماذا عنك؟
  أنا من الذين اعتنقوا المسيحية وأنتمي لكنيسة الميثودست. نحن من القبائل التي رحلت في الماضي لتسكن مناطق وسكنسن بعد الاستقلال الأمريكي عن بريطانيا وقد تم افتتاح كنيسة كبيرة تبشيرية قريبا منا فأثر ذلك علينا لاحقا .
  خلال محاضرتك قلت إن بعض المستثمرين البيض في نيويورك بعد الاستقلال أجبروا الهنود الحمر على بيع أراضيهم والرحيل عن الولاية؟
  في كل مرة كان الهنود الحمر يتعرضون للترحيل القسري بحجة الإعمار وكان هدفهم إبعادنا عن الأماكن الهامة وإقصاءنا عن الأنهار ومصادر المياه .

نعم سكان نيويورك من أبناء شعبي عرض عليهم أن يبيعوا أراضيهم وعندما رفضوا أجبروهم على ذلك والرحيل من المنطقة، وقالوا لهم سندفع لكم ثمنها وننقلكم إلى مناطق جديدة . عرضوا علينا في البداية مناطق ولاية كانساس في الجنوب لكننا رفضنا بعدما زار وفد منا المنطقة واطلع عليها فعرضوا علينا مناطق في ولاية وسكنسن فهاجر شعبنا إلى هناك. لكن أثناء الرحيل انقسم الهنود الحمر الراحلون إلى قسمين قسم ذهب إلى وسكنسن وآخرون انتقلوا إلى ما يعرف اليوم بولاية إلينويس، وهم من عرفوا باسم شعب الموهاك، وكان ذلك عام 1820.

خمسة ملايين من الهنود الحمر ماتوا بسبب الحروب والمجازر التي ارتكبت ضدهم وخمسة أخرى ماتوا من الأمراض التي نشرها البيض في صفوفهم

مراجع الدراسة

1- الدكتور روبرت بولس Robert Powless متخصص في تاريخ (الهنود الحمر) أو شعوب القارة الأمريكية قبل الاكبشاف الأوروبي .

Robert Powless, professor of American Indian Studies
Professor Powless has completed over 40 years of work in the field of education—as a high school teacher and administrator, a counselor and coach, and a university professor. He served as head of the UMD Department of American Indian Studies, and received the UMD Student Association Outstanding Faculty Teaching Award in 1974, and the Jean C. Blehart Distinguished Teaching Award in 1995.

2- كتاب الكاتب الأمريكي جوسف براون وعنوانه

The Sacred Pipe
Joseph Epes Brown – 1953

3- مقابلة مع جي وولف جرافت من منسوتا J. Wolf Graffit

4- موسوعة الهنود الحمر الرسمية
Encyclopedia of Native American Tribes
Revised Edition
C.Waldman
Checkmark 1999

5- No American Indians – Kehoe
Second edition 1992

6- http://russellmeans.com/speech.html
موقع راسل مينز

7- http://www.native-languages.org

صالة العرض


[1شعب لاكوتا واحد من الشعوب التي ينتمي لها الهنود الحمر في الولايات المتحدة وقد عاشت في المنطقة التي تقام عليها الان ولاية سوث ونورث داكوتا.

[2ولد راسل مينز عام 1939 في مدينة أوجلالا في لاكوتا، وتقع اليوم في ولاية داكوتا. برز كناشط في سبيل حقوق الأمريكيين الأصليين أو المعروفين بالهنود الحمر أو من يسميهم هو بالهنود الأمريكيين.

في ستينات القرن الماضي عمل في حركة الهنود الأمريكيين وترأسها فيما بعد. سافر لدول كثيرة أثناء عمله في الأمم المتحدة لمدة 12 عاما وألقى مئات المحاضرات التاريخية حول حقوق شعوب القبائل التي ينتمي اليها وما تعرضوا له من مجازر، فقد حاضر في معظم الجامعات الأمريكية المعروفة وشارك في جامعات في إنجلترا وسويسرا وكوريا واسبانيا الخ.

راسل مينز مناضل من أجل حقوق الإنسان وكاتب وفنان أصدر ألبومين غنائيين وألف عدة كتب أشهرها

Where White menfear to tread

وقد صدر منه عدة طبعات وعمل في هوليوود لفترة من الزمن ومثل العديد من الأفلام فيها.

أشهر خطبه كانت عام 1980 بعنوان : " لكي تعيش أمريكا يجب أن تموت أوروبا"

[3انظر هذا الموقع الذي ينشر احدى خطبه.

[4نفس المصدر السابق

[5موسوعة الهنود الحمر الرسمية ص 120
Encyclopedia of Native American Tribes
Revised Edition
C.Waldman
Checkmark 1999

[6متخصص في تاريخ (الهنود الحمر) أو شعوب القارة الأمريكية قبل الاكبشاف الأوروبي

[7نفس المصدر السابق

[8المصدر الخامس ص 158

[9نفس المصدر السابق

[10نفس المصدر السابق

[11نفس المصدر السابق

[12نفس المصدر رقم 6

[13مقابلة مع جي وولف جرافت من منسوتا J. Wolf Graffit

[14كتاب الكاتب الأمريكي جوسف براون وعنوانه

The Sacred Pipe
Joseph Epes Brown – 1953

[15نفس المصدر السابق الفصل الأول

[16نفس المصدر السابق

[17نشرة رسمية من معبد للهنود الحمر وقد أكد الرواية البروفيسور روبرت في لقاء معه

[18نفس مصدر رقم 14

[19- No American Indians – Kehoe
Second edition 1992

[20المصدر 14 الفصل الخامس

[21- المصدر 14 صفحة 116


مشاركة منتدى

  • أخي العزيز الشاعر و الكاتب عادل سالم

    و نحن أيضا كنا سعداء بقراءة هذه الدراسة الشيقة المفيدة, حيث نقلتنا في هذه" المغامرة"
    إلى عوالم و طقوس و عادات و ديانات و تاريخ..سكان أمريكا الأصليين..
    الصور المرفقة مع المادة كانت أيضا مناسبة

    مع تحياتي و تقديري

    سليمان نزال

  • هل كنت في معبد الهنود الحمر؟ ام كنت في معبد القوة والإيمان؟ أعتقد أنك في معبد القوة والإيمان، سررت بهذه الجولة الثقافية والعلمية والدينية عن شعب كنت لا أعرف عنهم سوى ما أشاهده من أفلام عن حياتهم، ولكن ألا تعتقد أن في ظهور المرأة شيء من الخرافة أو الأسطورة الغريبة؟؟ أشكرك على هذه المقالة المليئة بشواهد وصور ، تعجبني المواضيع المختلفة عما ألفناه، تقديري لرحلتك وقلمك وإحساسك بالآخرين.

    سها جلال جودت

    عرض مباشر : تعليق على نص المقال

    • بسم الله الرحمن الرحيم
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اخي عادل سالم
      شكراً لهذا الموضوع القيم .
      وأقـــــــــــــــــــول
      *ان الأنسان الذي يغني لله والحب ويشكره على نعمائه هو الشعب الذي يريده الله ، وهو ما انزل من اجله الأنبياء والرسل والأوصياء
      * الشعب الذي يمنع عن الضغينة ويركب سفن التسامح والنجاة من الغل هو الشعب الجدير بالحرية
      * ان الشعب الذي اباده الأمريكان البض ، وكان الأولى بهم ألأخذ بيد هذا الشعب الى ابراج النور
      * ان الله الذي يحب عباده الشاكرين هو الذي يزكي الأنفس ، وليست ابادة اسمه الهنود المر اوشعب اسمه شعب هيروشيما او ناكازاكي او فلسطين ، او العراق
      * ان الذي نقل لنا هذا المقال وهذه الطقوس يدلل على مستوى عال من الشعور النبيل السامي، ليطلعنا على حقيقة شعب مسالم ظلموه لأنه اراد ان يعيش في وطنه
      * شكراً لك يا أخي عادل سالم على هذه الألتفاتة الرائعة ونتمنى لك السعادة والحياة الهانئة
      اخوك
      سالم شاهين
      قاص ومسرحي من العراق

  • لقد استمتعت بقراءة هذا البحث الجميل عن هذه الرحله التى أضافت إلى معلوماتى معلومات أخرى ذات قيمة ، ويرجع ذلك إلى أن الراوى كتبه بأسلوب بسيط ليس فيه صنعة ولاتكلف ولا استعراض عضلات ، وتيقنت أنه يقص علينا مشاهداته ، وأتصوره وهو جالس فى الخيمة والعرق ينضح منه فى تلك الحرارة الملتهبة ، ولكنى أتساءل .. ماذا سيكون حاله لو صمد وأكمل الجلسات .. ؟ وحكى لنا شعوره وما أحس به فى كل لحظة تمر عليه ..؟

    وإلى أن نلتقى فى كتاباتكم عن مشاهداتكم فى رحلاتكم التالية إن شاء الله
    وشكرا لكم
    على عبد اللطيف
    mahmoudelbadwey@hotmail.com

  • السلام عليكم
    تحياتي للأستاذ عادل المحترم الله يعطيك العافية على هالمقال مو بس حلو انما مفيد والانسان عدو ما يجهل ونحن حقيقة كنا نجهل حقيقة هؤلاء الهنود ومعتقداتهم لهيك كنا نشعر اننا بنكرههم وأنهم أناس دمويين وبرابرة وقتلة وهلق غيرت رأيي فيهم بل على العكس شعرت أني بحترمهم وبحترم عاداتهم ومعتقداتهم مع بعض التحفظات وأنا برأيي هي خطوة رائعة تثاب عليها ولك بها الفضل وجديدة في العنوان والمضمون
    لا يسعني الا أن أتمنى لك مزيداً من التفرد والنجاح وتحقيقات متميزة كهذه

  • السيد الفاضل عادل
    قرأت مقالك عن الهنود الحمر ، وقد أشعرني بأني أعيش معهم ، وإن كنت أتمنى أن تحدث لي تجربة كهذه .
    أنا من المهتمين بالحضارات الماضية وبأساطيرها ، هذا لا يعني أني أعتبر سكان أمريكا الأصليين حضارة ماضية لكني أخشى على ما تبقى منها
    لك شكري وتحياتي

  • الا ليتني كنت معكم فافوز فوزا عظيما بما تمتعتم به من صفاء للنفس بمجاورة الارض الام و الطبيعة في احضان الخالق

  • أخي الأستاذ الشاعر الأديب عادل سالم الحلو الرائع

    دخلت معك إلى معبد الهنود الحمر ونظرت في وجوههم فرأيت وجوها أراها في الفلسطينيين لقد اتى إلى امريكا كولمبوس واحد وأتانا الف كولمبوس ليُعمل فينا ما يُعمل وليُجرّد منا مايجرّد ... على كل حال أنا أسهر الآن مع تجربتك الرائعة ،وإنّ ما كتبته عن الهنود الحمر لم يكن بحثا فحسب بل قصيدة أيضاً وذلك بسب التأثير الذي يتركه في النفس بلغة أليفة رهيفة هفهافة شفافة عن دين في منتهى البساطة ، وأنا أعتقد أن المعابد والهياكل والطقوس كلما تواضعت كانت أقرب إلى النفس البشرية

    لقد كنت جميلاُ فيما كتبت وستظل جميلاً فيما ستكتب ، وكل عام وأنت بخيروصحة تامّة ولتسلم للمخلص :

  • الصديق الرائع عادل

    أشكرك كثيرا فبفضلك اكتشفت عالم الهنود الحمر أكثر وطقوسهم الدينية
    وكم أتمنى ان أزور مثل هذه العوالم وأقترب منها ؟

  • أخي عادل

    لقد أمضيت في رحلتي الجوية كل الوقت من دبي إلى عمّان في قراءة رحلتك الرائعة إلى ومع الهنود الجمر
    وأشكرك على هذه الرحلة وهذه الكتابة

  • في الحقيقة أكثر ما يمكن الاستفادة من هذه القصة، هو فطرة أولئك السكان نحو الله تعالى خالق السماوات و الأرض و ما أحوجهم إلى الإسلام. و يقول الله تبارك وتعالى: " و كذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيداً"، فهل أدينا واجبنا في تبليغ الرسالة؟!! اللهم وفقنا لما تحبه و ترضاه.

  • حسان صبح
    في هذا المقال برزت سمة الإلمام من لدن الكاتب واضح أنه مطلع والفائدة عمتنا الحقيقة حيث أبرزت لنا شيء عن ثقافة الغير وعاداته وهو شيء يفتقر غليه المجتمع العربي حيث هو منغلق

  • احب القول أن المسيح وشهداء المسيحية القدماء الذين ضحوا من اجل الرب امام الملوك الطاغين ابرياء ممن اضطهدوا الهنود الحمر.ان من اعطوا الخلاص والهدى للعالم ابرياء ممن اعطوهم الاوبئة بعدما اخفوها فى البطاطين .اود ان ابعث رسالة الى اى راهب او كاهن... ممن عاصر ايام اضطهاد الهنود الحمر او من المعاصرين ممن سمعوا بها.والى كل شيخ اسلامى.وكل حبر من احبار اليهودية.بل الى كل انسان فى العالم سمع بهذة الجرائم ووافق عليهاورضى بها ان ينسى ان له نصيبا فى الجنة او فى ملكوت السماوات فان قديسين الله واولياء الله لا يجتمعون فى مكان واحد مع المجرمين ..وليتربصوا عقاب الرب

  • اشكرك لمشاركتنا هذه التجربه.لكن من وجه نظري مراسمهم داخل الخيمه هي مراسم شعوذه واراها دائما بالمجتمعات التي تمارس السحر والشعوذه في افريقيا واي مجتمع بدائي وثني.لي تواصل مع اصدقاء بالفيس بوك من السكان اﻻصلين او المدعين ذالك .كنت مثلك في البدايه اظن
    ان المقصود بالخالق اﻻعظم بنظرهم هو الله عز وجل بالفطره.لكن مع التعمق بهم اكتشفت عكس ذلك.هم اشبه بالمدرسه الوجوديه.يعبدون الطبيعه بما فيها روح الطبيعه.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى