السبت ٣٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم نوري الوائلي

عاشق العشرة

أسفي وحزني قد أهاجَ مواجعي
والقلبُ في صدري يضيقُ تحسرا
 
دمعي يفحُّ على جروحي بالحمى
ما أكثر الآهات تعصرُ خاطرا
 
عجزتْ خطوطي ثم شعري قاصرا ً
عن وصف هم ٍ قد تجمّعَ قاهرا
 
هذي مشاعرُ لا يدوّن قدرُها
حرفا ً ولا قلما ً يوضّحُ معسرا
 
هذا ليومٌ قد تخلف راحلي
لحضورِ مكة َ والمدينةِ نافرا
 
أحببتُ قبرَك يا حبيبَ قلوبنا
يا رحمة ً للناس تشفع ُ حائرا
 
في روضك الزهراءُ ترقد روحُها
والكونُ يسطعُ منكما متنوّرا
 
في ذاكري تبقى قبابُك سيدي
طيفا ً أمامي يستفيضُ مشاعرا
 
سعدتْ بقبرك أرضُنا ونفوسُنا
وانسابَ عشقُ هيامِنا به انهرا
 
من بعد قبرك والبقيع ِ وجعفر ٍ
ورياض جناتٍ ببيتك للورى
 
مالتْ عيوني نحو واقعة ٍ بها
غدر ٌ بحمزة َ ,صدرُهُ قد اُنحرا
 
بعد المدينة قد حزمتُ حوائجي
وغسلتُ جسمي طاهرا متأزّرا
 
ونويتُ أن أمضي إلى خير القرى
أرض بها بيتٌ يطافُ شعائرا
 
بيتٌ له أشتاقُ حتى تكتوي
روحي بنار الحب تحرقُ ساجرا
 
ما أن نظرت لبيتِ ربك, تستقيـ
م بك الرؤى , تروي حياتك ناظرا
 
بيتٌ له تأتي على ولع ٍ بها
بشرٌ كأفواج الجراد تواترا
 
الكعبة ُ السوداءُ حول جدارها
زمر ٌ تطوفُ تواليا ودوائرا
 
بنيتْ بأسم إلهنا رمزا له
حرم ٌ عظيم ٌ ضمّ يوما ً حيدرا
 
تصبو له شوقا ً رجال ٌ امنتْ
فرضا ً عليها أن تطوف وتنحرا
 
لبيك ربّي قلتها متتاليا
لبّيتها ألفا ً وألفا ً غافرا
 
حمدا ً وشكرا ً قلت عند ندائنا
لبّت جوارحُنا فلبّت قاهرا
 
غُلقت بيوتُ الناس, بيتك ٌ دائما
أسوارُه للكون تحفظُ زائرا
 
وجلستُ أنظرُ في عيون ٍ لا ترى
إلا جمالا ً قد تنوّرَ مبهرا
 
بللتُ من دمعي ومعدن ِ مقلتي
الكعبة َ الغراءَ أجهشُ حاسرا
 
صلّيتُ فيك صلاة َ عبدٍ تائب ٍ
وقرأتُ آيات الكتاب تبحرا
 
وقف الخليلُ وأبنهُ تشاورا ً
في رفع صخرات الجدار منائرا
 
يا قبلة َ الإسلام يا أرضَ الهدى
تتلألأ ُ الأنوارُ منك نوافرا
 
من حولك الرحمن أنزل شارعا ً
فغدت قبابك للزمان منابرا
 
وعلى يمينك هاجرٌ قد هرولتْ
بين الصّفا (والمروه) تطلبُ ناصرا
 
ورميتُ من فجر ٍ حجارة َ جمرة ٍ
وفديتُ قربانا ً , نحرتُ مناحرا
 
وحلقتُ رأسي ثم سرتُُ بواديا
البيتُ قصدي ساعيا ً متبشرا
 
بعد الطواف نظرتُ للبيت الذي
رمزٌ الهيّ ٌ حوى متكبّرا
 
فسألتُ صاحبه عطاءً مكرما
عمرا ً وعافية ً أعودُ مكبّرا
 
يا ساقيا ً من بئر زمزمَ أسقني
ماءً على جسمي يزيلُ توترا
 
أهلا بأيام ٍ عظيم ٌ قدرُها
عشرٌ بها , تعلو الشعائر مأثرا
 
جمْع ٌ بها من كل فوج ٍ قد أتى
ترك الديارَ وجاءَ يأملُ قادرا
 
اليوم قد ذهبَ الحجيجُ الى منى
للذكر , والدعوات تعشقُ غافرا
 
عرفات يا يومَ الحجيج معظما ً
في أرضك الرحمن يسعدُ حائرا
 
فدعوتُ ربي عند رؤيةِ شهره
أن يقبل الصلوات , يقبل سائرا
 
مرحىً لذاك اليوم نأملُ لقيه
والقلبُ يحدوه اللقاءُ ليبحرا
 
تبا ً لدهر ٍ لم يساعدْ راحلي
فعجزتُ عن سفر ٍ, وصرتُ محيّرا
 
لو كان عندي ما يسدّ حوائجي
لحزمتُ أمري للمدينة طائرا
 
ما لي سوى أدعوكَ دعوة َ مؤمن ٍ
يحبو لبيتك ساجدا ً متفاخرا
 
أكتب حظوظي فائزا ً مستبشرا ً
عند انفضاض حجيج بيتك ظافرا
 
ورجعتُ أدعو والسرورُ يزفني
أملي عظيمٌ أن أعودَ وأطهرا
 
يا عشرة ً أنت المنى أنت الرجى
فيها يجاب دعاؤنا , لن يصغرا
 
تحوي زيارة مشعر والمصطفى
تحوي مشاعر جمّة وتحاورا
 
العشرة ُ البيضاءُ جلُّ خلاصِنا
من كل ذنبٍ يستظلُ مقابرا
 
يا ذاهبا ً للبيت ابدء ْ ذاكرا ً
بالخير رحمكَ والمعارفَ صابرا
 
سفرٌ بدون سماحةٍ وتعاطف ٍ
لن يبتغي حجّا ً , سيصبحُ عاقرا
 
أن كنتَ ترجو من إلهك مكسبا ً
ارجعْ حقوق الناس تكسب وافرا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى