الاثنين ٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٦
بقلم فيصل سليم التلاوي

عام جديد

سيلُ التهاني والأماني الخاوياتِ
يجيءُ يَهدرُ من بعيد
عَرِمًا كعادتهِ يُطيحُ بسدِّ مأربَ
أطلقت من روعهِ سبأٌ عقيرتها
وأُنسِيَ ذِكرهُ اليمنُ السعيد
ويقولُ لي: عامٌ جديد
ويظلُ يُمطرني بباقاتِ الورود
ومهرجان العيدِ حتى الفجرِ مُنتشيًا
وألحان النشيد
ويبثني ما شاق من جَمر القصيد
وأنا أُعيد:
من ألف عامٍ ليس عنديَ من جديد
فلذا أعيدُ:
" بأيِّ حالٍ عدتَ أو وافيتنا يا يومَ عيد"
أوَ جئت بغداد الرشيد؟!
أرأيتَ دجلةَ ناحلآً
ظمآن معروق الجبينِ
وخانَهُ حبلُ الوريد
يا عيدُ أيُّ جَوًى تريد؟
أمررت بالبلد العتيد؟
بدمشقَ أمِّ الصابرينَ وقبلةِ المجدِ التليد
صبَّحتها من قاسيونَ ورحتَ تُبدِئُ أو تُعيد
كي لا تقول نسيتُ في جنباتها
حجرًا ولا شجرًا ولا بشرًا
فما قبلّتَ جبهتهُ ولا مَنَيتَهُ العمرَ المديد
عامٌ جديد
وترى فلسطين التي أُنسيتَها رغمًا
وكانت دائما بيت القصيد
تتزاحم الأشجانُ وا أسفي
وكانت قبلها الشَجَنَ الوحيد
تتجددُ الأعوامُ والأقوامُ في الدنيا
تغُذُّ السيرَ يملؤها الحُبورُ يشُدُها أملٌ وليد
بينا نظلُ ندورُ والطاحون والثور القعيد
تتقافزُ الدنيا إلى آمالها
ترنو إلى غاياتها قُدُمًا
ونبقى وحدنا والليل والخطو البليد
لا شيء في وطن العبيد
غير السبايا والصبايا النادبات
تصارخت، والموت يفغر فاه ينتظر المزيد
وتقول لي عام جديد
دعني فإني ههنا من ألف عامٍ أو يزيد
أنا قاطعُ الطرقاتِ، ذئب الليلِ
تألفني الضباعُ، تَخِفُّ نحويَ من بعيد
أنا مثلها طبعي، تعاهدني، تَحِنُّ إليَّ
تعرف أنني الخِلُّ الفريد
في السطوِ أو في الغزوِ إن ناديتني بصري حديد
لكنني في غير ذلك أعشق الخطو الوئيد
وأظل أجثو عند باب الغار
أبسطها ذراعايَ المهيضةَ
حالمًا بالتمر يسقط دون جهدٍ في فمي
أبدًا ويغمرني الثريد
أنا بانتظارك حيث تعهدني
قعيدًا أو شريدًا أو طريد
أحيا على الذكرى
فلا تنسَ المرور عليَّ في العام الجديد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى