الثلاثاء ٢٩ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم نوري الوائلي

عصاة ٌ في يوم ِ الفصل ِ

يا عاصيَ الرحمن ِ مالك َ تحفرُ
خلفَ السراب ِ وفي الرذائل ِ تـُبحرُ
 
أنسيْتَ ربّكَ في الضلال ِ مُكابرا ً
فالموتُ يُوقظ ُ والمنايا تغدرُ
 
الموتُ يأخذ ُ منك كلّ عزيزة ٍ
وتـُساقُ وحدُك بعد موت ٍ يُقهرُ
 
من بعد مُوتك فالمقابرُ برزخ ٌ
بعد الممات الى القيامة تـُسعرُ
 
الجسمُ فيها للصراصر ِ مأدبا ً
والروح ُجمرٌ بالصواعق تـُمطرُ
 
القبرُ موتٌ للجسوم وروحها
تحيا بنار ٍ أو جنان ٍ تـُبهرُ
 
بالكفر ِتعمى بالعيون غشاوة ٌ
لكن َّ بعد الموت قلبُك يبصرُ
 
هل هذا سحرٌ ام حقيقة ُما ترى
والله ِ صدق ٌ ما ترى أو تشعرُ
 
تـُعطى كتابُك بالشمال وبعدها
تفدي وليدَك بالعذاب وتنحرُ
 
عضـّتْ أصابعكَ القواطع ُحسرة ً
وأمِلت بالتربان ِ جسمُك يُنكرُ
 
ودعوتَ ربُّك أن يُعيدك تارة ً
أخرى لعلـّكَ بالهداية ِ تـُطهرُ
 
هيهاتَ بعد الموت من مُسترجع ٍ
فالدربُ لا يحوي الرجوع َ فتنفرُ
 
اليومُ لن تقبلْ شفاعة َ شافع ٍ
أو فدية ً تـُهدى لحالك تنصر ُ
 
أن كان في الدنيا أمامُك عاصيا ً
أو كان شيطانا ً لكرهك يضمرُ
 
يومُ القيامة سوف تـُحشرُ نادما ً
خلفَ الأمام ِ وجمعكم لا يظفرُ
 
وسلاسلٌ للجسم ِ مثـّل قلائد ٍ
حول المعاصم ِ والرقاب ِ تـُنشـرُ
 
إنْ لامستْ صخرا ً عتيدا ً لحظة ً
لتحولَ الصخرُ لجمر ٍ يزفرُ
 
وتـُساقُ بالضرب ِالمُذل بزمرة ٍ
تـُرمى كحصب ٍللهيبِ وتـُنهرُ
 
النارُ مأواك َ السوادُ ضياؤها
ولباسها شررٌ بجسمك يثمرُ
 
في النار رفقتـُك الشرارٌ وغيّهم
سوءُ الرفاق لسوء ِ نفسك تـُجهرُ
 
من فوق رأسك فالحميمُ منزل ٌ
بالرأس يُبحر كالمثاقب يحفرُ
 
فوق العذاب فقد خسرت منازلا ً
جناتُ عدن ٍ لا تـُحدُّ وتـُقصرُ
 
صبرا ًعلى نار الحريق ِ وأهلها
لا صبرَ ينفع ُ في حميم ٍ يهمرُ
 
أن كنت تصبرُ أو بدركك جازعا ً
فالنارُ مثواك التي لا تـُشبرُ
 
أصرخْ بصوتك ثم ناد ِ مُؤمِلا ً
كشفَ العذاب ِ لساعة ٍ وتـُحرّرُ
 
تأتي الأجابة ُ خاسأ تبقى بها
فهوَ العذابُ لا يقل ُّ ويصغرُ
 
رغمَ الحريق فأنَّ فيها عُصبةً
عشقتْ عذابك , بالعذاب تجبّرُ
 
فخسرتَ أهلكَ والجنانَ ورفعة ً
* وعظيم ُ خُسران ٍ إلاهك تخسرُ
 
ما شدة ُالألام في جلد ٍ إذا
بالنار ينضجُ ثم أخرى يُزهرُ
 
ستذوقُ ألوانَ العذاب ِ بقعرها
ويُضاعفُ العالي العذابَ ويمكرُ
 
النارُ من غضب ِ العظيم ِ تعلمتْ
سُبلَ التفنن في العذاب وتقدرُ
 
تدعو لمن أغواكَ شرَ عذابها
والكلُّ فيها بالعذاب يُحقـّرُ
 
ترجو بجهل ِ في الرياض مُنعم ٌ
أن توهب الماءَ الزلالَ فتظفرُ
 
كالمُهل ماءا ً للوجوه فتشتوي
وَجَناتـُك السودُ القباحُ فتجأرُ
 
أن كنت تخفي كلَّ ذنب ٍ آمنا ً
من لومة ِ الدنيا وشرع ٍ ينهرُ
 
فاعلمْ بأنـّك للخلائق فـُرجة ً
يومَ الحساب وبالذنوب تـُشهّرُ
 
أحذرْ لنيران ٍ أتتك بزجرة ٍ
أنت الوقودُ مع الحجارة تـُسجرُ
 
فيها مقامعُ من حديد ٍ لاهب ٍ
قد ضّمَ جسمك حيث عظمك يُصهرُ
 
النفسُ فيها كالعليل ِ بواجع ٍ
لم تشفَ منه أو تموت فـُتقبرُ
 
الشربُ فيها من صديد ٍ آسن ٍ
والبطنُ من زقومها تتفطـّرُ
 
فيها تـُغاثُ إذا ضمئتَ بحرها
ماءا ً يفورُ وفي الحشى يتبخـّرُ
 
البابُ وسعُ الجسم أو أطرافه
سوداءُ تزفرُ بالحمى تتكوّرُ
 
حرسٌ عليها كالجبال قساوة ً
لله لم يعصوا ولم يتذمّروا
 
من شكلهم تعلو النفوسَ نوازع ٌ
فكأن ّ نفسك من شواهق َ تحدرُ
 
فيها طوابقُ للعُصاة وشرهم
أهلُ النفاق وبالحضيض سجّروا
 
البطنُ تـُملى من ضريع ِ طعامها
والعين ُ آنية ٌ بها تتفوّرٌ
 
الأكلُ حين تجوعُ من زقـّومها
في البطن يغلي والحشى تتفطـّرُ
 
أن كنت تـُنكرُ ما فعلت مخافة ً
من سؤء فعل ٍ فالصحيفة ُ تـُظهرُ
 
أن كنت تـُنكرُ ما عملت مراوغا ً
فالجلدُ ينطقُ والجوارحُ تـُخبرُ
 
نار ٌ تسجّرُ من أله ٍغاضب ٍ
خـُلقت لمن ملك الحياة ويكفرُ
 
هلع ٌ وكبت ٌ والنفوس ُ حوائر ٌ
خـُلدٌ بكرب ِ واللظى تتفجّر ُ
 
وتفرُ من أهل ٍ لقش ٍ طالبا ً
العذرُ مردودٌ وكيدك يُهدرُ
 
أنت الذليلُ أمام ربّك كالح
صفرُ اليدين فلا مُعينَ يُكفـّرُ
 
بل أنّ ظـُلمُك للعباد ورزقهم
يعلو بذنبك والعذابُ يُعسّرُ
 
القلبُ يرجفُ واجفا ًمن غشية
حين الحميمُ لمن يرى تتصدّرُ
 
يا أيّها الناسُ العصاة ُ ألا لكمْ
من وقفة ً , وعقولكم تتدبّرُ
 
ان كنت تـُأمنُ , بالاله وموقن
وبأن ّ يومَ الفصل ِ لا يتأخـّّرُ
 
النفسُ حاسبها أخيْرا ً أدخرت
أم أنـّها مُلئت بشر ٍ يُنذرُ
 
يا قارئ الأبيات ِ تملك فـُرصة ً
فيها الخلاصُ وكلّ ذنب ٍ يُغفرُ
 
أحذرْ طريقا ً لا عتاب َ لكافر ٍ
فيه ولا عاص ٍ يتوبُ فيُعذرُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى