الثلاثاء ٣ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم أحمد مظهر سعدو

على أبواب رمضان المبارك

يقبل علينا بعد أيام قليلة شهر رمضان، شهر الصوم والغفران، وينعم العرب والمسلمين بنعيمه، رحمته، ومغفرته، ومن ثم العتق من النار، والحقيقة فإن بركات شهر الصوم لا تتحدد بكلمات، ولا توصف بعبارات، بل أشمل من كل الكلمات، وأبقى من كل الصياغات.. فالناس يعيشون خلال هذا الشهر درجات عليا من الروحانيات والعطاءات الربانية.. وهو يتساوق مع أجواء جمة من العلاقات الاجتماعية والطقوس، التي لا تتواجد بين ظهراني المجتمع إلا في هذا الشهر المبارك.. لكن أهل الجشع، وأصحاب السلع الاستهلاكية الرمضانية، عادة ما يستغلون هذا الإقبال من الناس على الشراء تهيئة للصوم، وتلبية لحاجات الأسرة، يستغلون كل ذلك لاحتكار بعض هذه السلع الاستهلاكية الضرورية، فيرفعون أسعارها بشكل جنوني، ويترصدون المستهلك أيما ترصد، وتنفتح جيوبهم لاقتناص الفرص، كي يخرجوا من رمضان وقد زادت رساميلهم، وتطاول بنيانهم، وعلا مستوى المال بين أيديهم.. لكنهم أيضاً ينسون جداً، أن الله جل في علاه، لا يقبل أبداً أي استغلال، وأن الشهر الفضيل، شهر الرحمة، ولأن أس أساس الرحمة، العلاقة مع الناس الغلابة، الناس المقهورين اقتصادياً، الذين يصومون والهم يطحنهم، فهم لا يعرفون كيف يؤدون أسرهم حاجاتهم الأساسية، التي باتت فوق طاقة أي ذي دخل محدود، في وقت تتعدى فيه نسبة أصحاب الدخل المحدود ال 60 %من المجتمع السوري.. وهم جميعاً أي أصحاب هذا الدخل،لا يقدرون على تحمل نفقات شهر الصوم التي تفوق كل حد.. حيث يأتي رمضان وقد انتهت مرتبات العاملين، فلا يوجد ذي دخل محدود – مهما كان متقشفاً – يستطيع أن يحتفظ بمرتبه لما بعد العاشر من الشهر الجديد..

ونحن هنا ننادي الوزارات المسؤولة لمتابعة واجباتها، والحد من استغلال الناس والضرب بيد من حديد، على آليات عمل كل مستغل، أو محتكر.. فقوت الناس وتأمين هذا القوت الرمضاني أهم من كل المستغلين أو المحتكرين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى