السبت ٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم سامي العامري

على صهوةِ دَيناصور

أستعذِبُ وهمي
في غاباتٍ حُبلى بالعُقمِ
أُصغي
كالناي لِما يُنْدي الأمطارْ
وأُلَمِّعُ ظلْمائي خواتمَ
والحزنَ سِوارْ
لا أحدٌ ينقُذني مِني
إلاّ حرفي المُتناثرْ
واللُّؤْلؤُ ذو الحظِّ العاثِرْ !
 
نهرٌ من خفْقِ البانْ
بضفافٍ تَتَعرّى كالجانْ
وهو بِبالي ألآنْ
يتَشفَّون بِأنْ صار يُقاطِعُ أضواءَهْ
لا أرثيهِ ولا آلاءَهْ
بل أتشفّى بالمُتَشَفّينِ ,
بِشِعري أخلقُ عَنْقاءَهْ !
 
ستُصفِّقُ أوراقُ الشَجَر
على مَقربةٍ من أذنِ الرملِ ؟
شراعٌ
حطَّ على صهوةِ دَيناصورٍ !
أمطارٌ , ريحٌ
فرحٌ آخرُ ,
سُنبلةٌ
كم تحتاجُ اليها المَدَنيّاتُ !
كحلمٍ لا كطعامْ
سنبلةٌ تكتبُ
للحُبِّ
وبين أصابعها عشرةُ أقلامْ !
 
أتَجَدَّد حيناً كالأشجارْ
أغصاني أذرعُ نُسّاكٍ
وسكوني دُوارٌ بدوارْ
وأراني كذلك مسحوراً
مسحوراً بوميضٍ دافقْ
بشعورٍ يرحلُ أنساماً
ومساءاً يرتَدُّ حرائقْ .
 
*****
أنا يا زيدُ ويا عَمْرُ
إبتكرتْني الخمرُ
لكنْ لو يُجْدِي أمرُ
فيُعزِّيني ويُلهمُني
أنْ لا أحدَ بتاتاً يُشبهني
لا أحدَ ولا شيءَ
وذاكَ رِهاني مع الزَمنِ !
 
ليتَ الموعدَ أُغْرِقَ في لُجَجِ الماءْ
ليتَ الكُلَّ فَناءْ !
سأُحاصرُ ذكراهُ بِمِحْبَرَتي ,
بِدُخاني ,
بِرَحيقِ سِجارتيَ الحمراءْ
لا بل السوداءْ !
 
أُمّي
ها هو إبنُكِ يسألُ
مَن ولّى ومَن عادْ
مَن يحملُ خبراً عن نَجداد*!؟
 
نجداد : كلمة منحوتة من نجف وبغداد .
 
*****
أعلِنُ باسم إلاهِ العُتْمهْ
ما من نجمهْ
إلاّ كأسُ نبيذٍ أحمرَ
تترَجْرَجُ في كفِّ مَلاكْ .
فودعاً لي ولكم ولها
ذبتم عجباً
وهي دلالاً
وانا وَلَها !
 
*****
يا سِفْرَ قصائدَ
قَفّاها الزهوُ ونَغَّمَها كِبْرُ الذاتْ
لنْ أتمادى فأُسمّي شِعراً
ما أكتُبُ في هذي اللّحظاتْ
يا جُرحاً يستَعمِرُ قلبا
أنَصيبي في الدنيا أنْ لا تبقى في كفي
إلاّ نارٌ تسقي حَطَبا ؟
 
*****
ها هي أيامي المحدودةُ تمضي واثقةً
أغربُ ما فيها إحساسي بأني لن ارجعَ
كالسابق أبدا
إحساسَ الخارج من صرحٍ
طوّحهُ الزلزالُ وما أبقى إلاّ عُمَدا .
 
*****
أحياناً تغمرني الغبطةُ ولَهاً بالمجهولْ
أهو الأوحدُ مِن بين المعقولات المعقولْ ؟
 
*****
أعترفُ بأني كثيراً ما أذنبتُ ,
لوثةُ انسانٍ
يسبح كالموجة في صحراءَ بلا حَدٍّ
يرثي الأحياءَ هو الميْتُ
أشهدُ أني عَصيتُ
وما كانَ الشيطانُ سوى نُطفةِ نارٍ
فاذا بالعالم يَنْفَتُّ .
 
*****
الغايةُ أنْ تصمتَ
والقلبُ كذلك يزداد نقاءْ !
أنْ تتوقَّفَ انتَ للحظاتٍ
وتُشيحَ بأوجهها عنك الأشياءْ
أنْ تتحدّثَ عنكَ الوديانْ
فاذا ما كنتَ الغافلَ عنهُ
يفاجئك بطرفٍ ولسانْ
ما هذا شأنُ العاجز
لكنَّ المعنى حتى في حضن الديمومة مسدولٌ ككيانْ
 
*****
ما دُمْتَ صديقاً لتفاصيلَ صغيرهْ
وهمومٍ في الرُوحِ أثيرهْ
فستُضْطَرُّ لئن تَقْبلَ ما تعرضُهُ الأيامُ عليكَ
بدونِ مُجادلةٍ : اليأسُ القاتلْ
ذاكَ جديدُ بضاعتِها
وهو عتيقٌ ياابنَ الناسِ فَفيمَ تُجادلْ !؟
 
*****
لازمتُ المَعبدَ كمواويلِ البَوّابِ
وآثارُ خُطاي أهترأتْ عندَ العَتَبهْ
ما كنتُ لأعلمَ أني أَمورُ بهذا الإستعدادِ المازوكيِّ
وبهذي الطاقةِ غيرِ المحسوبةِ أبداً ,
أسفارٌ كانتْ عني مُحتَجَبهْ
 
*****
من جهةٍ سيلُ كوابيس الحربِ
ومن جهةٍ أجلافُ العَرَبِ
ومن جهةٍ حُمّى الذنبِ
ومن جهةٍ كاسات الخمرالملآى أسراراً
فكأني هنا
ودمي نجمٌ منفيٌّ في القطبِ .
 
*****
يَجنحُ للخَمرةِ أحياناً
نوعٌ من أنواع بني الإنسانْ
حتى يتسامى كالحيوانْ !
فوق فضائحهِ ,
فوق لوائحهِ ,
فوق الكفر وفوق الإيمانْ .
 
*****
لا أوصل أفكاراً
لكنْ أُلقي بمفاتيحْ
أمّا ما خلفَ الأبواب
فليس سوى أفقٍ تدفعهُ الريحْ .
 
*****
أصفارٌ , أرقامٌ
وغداً أمضي
صوبَ شموسٍ خُضرٍ
زهراً ذابلْ
وعزائي أشعاري الباقيةُ
وإنْ غَضِبَتْ بابلْ !

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى