الثلاثاء ١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٣
بقلم سليمان نزال

عناوين النهضة و الشموخ تتعرض للقصف و العدوان

من جرح نزيفنا المستمر في أرض الرباط و التحدي بفلسطين المحتلة إلى جرحنا الكبير الأبي في أرض الصمود في عراق البواسل..توجد علاقات و أواصر و تاريخ تضحيات جسام..بينها يبني الجموحُ النضالي أصلب جسور التواصل و المشاركة و التضامن. و قد إهتدى الظلام الوحشي الإمبريالي بكل مكوناته و مصالحه المتوحشة و أطماعه التوسعية..إلى الروابط التي تضع شعبي العراق و فلسطين في طريق مشترك مناهض للذل و الإستعمار و العولمة و التبعية و الإحتلال...فأراد أن يخمد الإنتفاضة المباركة, إنتفاضة الإستقلال و العودة و المقدسات بنار تجلبها ماكينة و أدوات ضغائنه من مياه دجلة و الفرات و شط العرب. لكن مياه الرافدين..تتسلح بكامل غضبها, إذ تتحول قطراتها إلى نار إضافية تصد الغزاة الأمبرياليين..فينهزمون أمام قلاع بغداد و الناصرية و بصرة و النجف و الموصل و الزبير و الإنبار..و كل العراق. هنا توأمة الإرادات..توأمة المصير الواحد, قبل أن يدور الحديث عن توأمة المدن الباسلة, من بغداد إلى دمشق.. إلى القدس و غزة إلى بيروت و القاهرة, وكل عاصمة و مدينة عربية تقول للغزاة: لن تمروا..و ليست هنالك حرية تزعمونها تؤسس و تشيد على جماجم أطفالنا.. وعلى حطام و أشلاء أجساد و بيوت المدنيين في العراق الصامد..بفلسطين الصابرة. فإرحلوا مع بدايات هزيمتكم قبل أن تصبح هزيمة جيوشكم و حشودكم و أتباعكم كاملة..يتبعها خزي لكم..بين شعوبكم التي تتعرض للقمع و الإعتقال بسبب مناهضتها للحرب على العراق. أتركوا العراق الحبيب..وفروا دماء جنودكم فلهم امهات تبكي عليهم مثلما تبكي على شهدائنا الأبرار أمهاتنا الفلسطينيات و العراقيات قبل أن تتفاقم أكثر خيباتكم السياسية. و أزماتكم الإقتصادية و الإجتماعية..حربكم ليست عادلة.. ترفضها غالبية شعوب هذه المعمورة..فهل تقتضي ضرورات الهيمنة و الإخضاع و البطش و العدوان و غطرسة القوة اليانكية, طرح خريطة الطريق للفلسطينيين في صراعهم مع إسرائيل الإرهابية, بالتلازم بين مسارين, مسار تدمير خريطة العراق و تقسيمه و بذر الفتن بين مواطنيه من شيعة و سنة و أكراد و مسيحيين و تركمان و غيرهم و التفرغ لنهب ثرواته النفطية..و مسار إنهاء الإنتفاضة على محفة الإنقلابات "البيضاء" و التعامي عن المجازر و الإغتيالات و الإعتقالات التي يرتكبها أعوانكم الصهاينة مستغلين إنشغال الدنيا بالحرب العدوانية الأنجلو أمريكية على العراق؟

إن الخيبات و الإنتكاسات المؤكدة تفتح لكم...لجيوشكم...لفرقكم, أيها الغزاة أحضان العار, وأنتم ذاهبون إليها, و قد عميت أبصاركم, بخطى متطورة تكنولوجيا و جبانة إنسانيا..و ليس أدل و اوضح على هذا المصير البائس سوى الفبركات و التلفيقات التي تختلقها قياداتكم و هيئات أركانكم و ابواقكم الدعائية. و لعل اشهرها أكاذيب النيران المعادية. فكأنكم تعترفون بتخبطكم..ببؤس خططكم...بضعف تحكمكم بحركة أحقادكم و صواريخكم و قطعكم.. فتفضلون الإقرار بفقدان أعصابكم و خوفكم في الميدان الحقيقي للمواجهة, فتعلقون نقص الشجاعة و التلعثم التكنولوجي.. لدى جنودكم على مشجب أخطاء النيران الصديقة.. و كم حصدت تلك النيران من جنود وكم أوقعت طائرات لكم..لكن بسالة العراقيين في هذه الكريهة هي من أوقعت و ستوقع بكم الخسائر الفادحة. من دعاكم إلى غزو العراق سوى أطماعكم.. و جشع شركاتكم الإحتكارية.. و التأثير الصارخ للصهيونية العالمية على قراراتكم و توجهاتكم العدوانية..لم تحصلوا على تفويض من الأمم المتحدة..صديقكم قبل عدوكم يقول عن هذه الحرب أنها غير مبررة .. و غير شرعية..فكيف كان ضوع العطر في طلقات و رشقات و صليات أشاوس العراق و شعبه المقدام بكل فئاته و قطاعاته و مناطق تواجده..كيف كانت أشكال و انواع "الورود" في حدائق بابل و أشور و صلاح الدين الأيوبي؟ كيف إستقبلتكم جموع الشعب و جنود الرافدين الأبطال في الناصرية و أم قصر و النجف و البصرة؟

الشعب العراقي مثله مثل الشعب الفلسطيني و اللبناني و السوري وكل الشعوب العربية و الإسلامية لا يستقبل المحتلين بالارز و الزهور, بل يلقاهم في ساحات المجد بنيران الرفض و المقاومة و الصمود. تعالوا مسالمين كبشر متحضرين لا كغزاة و توقعوا الردود الوردية!
و كم هي بليغة و صحيحة تلك الشعارات التي رفعتها الجماهير الغاضبة في المظاهرات و الهبّات الشعبية الحاشدة التي سارت و إنطلقت في مختلف المدن العربية..و التي ركلت بأقدام الجرأة و السخط, ذل و عجز حكامها و قالت: الإعتداء على العراق هو إعتداء على كل الدول العربية. و هو أيضا بمثابة أعتداء على المنطق و احكامه..إعتداء على العدالة و على حق الأمم في تقرير مصيرها بنفسها دون تدخل أجنبي..أمريكي و بريطاني أو سواه.. العدوان على العراق هو عدوان على كل إنسان يرفض الإنصياع لشروط و إملاءات العولمة المتوحشة.

كما إستحقت صدور فلسطين و البواسل من الفلسطينين و إنتفاضتهم المباركة, أوسمة و نياشين الشرف و الفخر..يسنحق صدرك يا عراق الأبطال و الصمود ملايين الأوسمة المماثلة. أما صدور الأنذال الذين يتعاونون مع الإستعمار الإمبريالي الجديد و يقدمون له التسهيلات و يفتحون له الطرق العدوانية و الممرات, فتستحق ان تتحول إلى ملاعب كرة قدم. على أن تكون أحذية اللاعبين ثقيلة جداً!

من جراح الفلسطينيين النازفة إلى جراح العراقيين المقاتلة, ألف تحية. سننتصر و تنتصرون.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى