الاثنين ٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٧
بقلم عبد الرحيم حمدان حمدان

عندما يتعرى النهر

تعد رواية (عندما يتعرى النهر) باكورة أعمال الروائية أمل ابو عاصي اليازجي، وهي صادرة عن كل من دار المعرفة بالقاهرة، ودار سمير منصور بغزة لسنة 2016 م، وهي مكونة من( 174) صفحة من القطع الصغير، وقد لاقت قبولاً كبيراً في أوساط الفلسطينيين، ونالت استحسان القراء وإعجابهم بها، وبأعمالها الادبية.

استطاعت الكاتبة أمل أبو عاصي في هذه الرواية تصوير الهم الفلسطيني، وعذابات الإنسان الفلسطيني، على المستوى الذاتي والمستوى الجمعي في آن، بعيداًً عن الصراخ، والتعبير التقريري المباشر.

العتبات النصية في الرواية:

يقصد "بالعتبات النصية" مجموعة العلامات التي تعد بمثابة مداخل تسبق المتن النصي، ولا يكون له دلالة مكتملة إلا بها، ومن هذه العلامات بالإضافة إلي غلاف الرواية العنوانُ الرئيس، والعناوين الفرعية الداخلية للفصول، والمقدمة، وكل ما يتعلق بالمظهر الخارجي للكتاب: كالصورة المصاحبة للغلاف، وكلمة الناشر على ظهر الغلاف، وكلها عناصر توجه قراءة النصوص الأدبية، وتسهم بدور كبير في إثراء تأويل الملتقي لها. وستقف هذه القراءة عند عتبة الغلاف الأمامي والخلفي، بوصفهما من المكونات الجوهرية في النص الروائي.

غلاف الرواية الأمامي والخلفي:

أ - غلاف الرواية الأمامي. ويشتمل على كل من:النوع التجنيسي، والعنوان، واسم الكاتبة، وصورة الغلاف، واسمي دور النشر.

النوع التجنيسي:

النوع التجنيسي هنا " رواية"، وهو يعد علامة مميزة ومؤشراً جنسياً بارزاً ، يحدد جنس العمل الأدبي، وهو يكتسب أهميته من أهمية الكاتب؛ ذلك أن شهرة الأثر الأدبي من شهرة صاحبه.
يثير النوع التجنيسي لهذه الرواية إشكالية نقدية مهمة تتجلى في كون هذا العمل الأدبي ينتمي إلى جنس الراوية أم لا؟

إذ يرى فريق من النقاد أن مؤلف الرواية يتحتم عليه أن يلتزم بالشروط والقواعد والقوانين التي وضعها مؤسسو هذا الجنس الأدبي، ولا ينبغي للكاتب الخروج عنه.

أما الفريق الآخر، فيرى أن الأجناس الأدبية تتداخل فيما بينها، وأن الفوارق بينها قد امحت وذابت، وأن طبيعة العمل الأدبي هي التي تفرض الشكل الذي يرتضيه المؤلف وعليه، فإننا إذا ما عرضنا هذا العمل من وجهة نظر الفريق النقدي الأول، فإنه يذهب إلى أن الرواية لا تنتمي إلى جنس الرواية، إذ تداخلت فيها القصص القصيرة، والسيرة الذاتية، والشعر.

أما الفريق الثاني، فيرى أنها تنتمي إلى جنس الرواية، وأن هذا الجنس الأدبي في تطور مستمر، وأن الرواية تنفتح على سائر الأجناس الأدبية الأخرى، وعليه لا تثريب على الكاتبة إن عدت عملها الأدبي رواية أدبية.

وفي هذه الرواية يدرك القارئ أن أول عتبة نصية تقابله في هذه العمل الأدبي هو النوع التجنيسي، إذ سبق النوعُ التجنيسي عنوانَ الرواية، واسم المؤلفة، وقد جاء عن تعمد وقصدية من جهةِ كلٍ من المؤلف والناشر؛ لما يريدان نسبة النص، ميسرين بذلك على القارئ تلقي الأثر الأدبي وتصنيفه، وتعريفه، وأن ما قرأه هو فعلا رواية وليس شعراً أو جنساً أدبياً آخر.

عنوان الرواية:

يعد العنوان من أهم عناصر العتبات النصية، وملحقاتها الداخلية؛ لكونه مدخلاً أساسياً في قراءة الإبداع الأدبي والتخييلي بعامة، والروائي بخاصة، ومن المعلوم كذلك أن العنوان هو عتبة النص وبدايته، وإشارته الأولى.

فالعنوان هو الذي يوجه قراءة الرواية، وهو "المفتاح الذي به تحل ألغاز الأحداث وإيقاع نسقها الدرامي وتوترها السردي، علاوة على مدى أهميته في استخلاص البنية الدلالية للنص، وتحديد ثيمات الخطاب القصصي، وإضاءة النصوص بها.

ومن وجهة نظر النقد الحديث يشكل العنوان عتبة نصية مهمة، وهو المفتاح الذهبي الذي يلج القارئ بوساطته إلى فضاء النص وعالمه. وتبرز وظيفة العنوان في تحديد أغوار العمل الأدبي وهويته وكشفها.

ويمكن للباحث أن يحلل عنوان رواية "عندما يتعرى النهر" تحليلاً لغوياً، فيدرك أن المعنى اللغوي والاصطلاحي للعنوان هو على النحو الآتي:

عندما: (اسم)، وهو ظرف مركّب من (عند) و(ما) المصدريّة، بمعنى: في الوقت، أي إن العنوان جملة فعلية، ويتعرى، فعل يحتوي على صوت الياء وصوت التاء وهو صوت انفجاري، والعين صوت يحمل سمة العمق الصوتي، والراء من الأصوات المرتعشة ذات الاهتزازات المتنوعة، وكلها أصوات تشي بالقوة المتولدة من الحركة والتموج، وصيغة الفعل "يتفعل" تدل على الحركة والحيوية، وألف المد تشي بحركة التعري وامتدادها في رقعة ممتدة واسعة تشمل كل عناصر النهر ومناحيه.

أما العنوان، فيستدل به المتلقي على المكان والزمان، فـ "عندما" ظرف زمان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة يتعرى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره، والنهر: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، ومن حق المتلقي أن يتساءل: هل منحت الروائية هذا العنوان حقه بقدر ما يقدمه من مرتكزاته الإبداعية والجمالية والخيال؟ الإجابة : نعم؛ لأنه يعمق بناءً سردياً بحمولة لا تنفصل عن خطابها الأسلوبي: لغة وصوراً وتخيلاً تعصره بعصارة الواقع والحدث)عندما يتعرى النهر).

إن عنوان الرواية رائع يجذب القارئ، ويلفت انتباه القارئ؛ لأنه يحمل جزءاً جميلاً من مضمون الرواية، فالروائية تخفي مشاعرها ولواعجها ومأساتها، وتنتظر الوقت الذي تبوح فيه بهذه المشاعر والأحاسيس، ويشعر القارئ أن الفصل لا بد منه هنا، وهو واجب في العنوان: عند/ ما. حينما استخدمت ( الزمان ) وألحقته به، فصار العنوان" جملة فعلية؛ (عندما يتعرى النهر) تبوح النفس بمكنونتها المستكنة في داخلها، وهكذا يفهم المتلقي من العنوان، وعليه يقرأ الرواية، فالنهر ينساب متدفقاً بما يحمله من عواطف واحاسيس مكتنزة في الذات الروائية، ويعتقد الباحث أن الكاتبة ابتلعت اللفظ في العنوان، فلم تكتمل الجملة، وهي مضطرة لذلك، وإلا كانت الجملة مجرد خبر، وبذلك يفقد العنوان قدرته على الإيحاء والبث.

أما على الصعيد البصري، فيحتل العنوان مساحة واسعة في لوحة الغلاف؛ الأمر الذي يوحي بأهميته؛ بوصفه عتبة نصية لها فلسفتها الخاصة.

تموضع العنوان في رواية "عندما يتعرى النهر" في أعلى صفحة الغلاف باللون الذهبي اللامع البراق، وهو يشي بأن تعري النهر وتدفقه يحمل معه سمة الصفاء والبريق واللمعان، لا تشوبه شائبة، ولا يعكر صفوءه معكرٌ. وكذلك على الصفحة التي تلي الغلاف، وعلى الغلاف الخلفي للرواية.

يحمل عنوان الرواية دلالة شعرية وإيحائية في اللغة والتراكيب، وقد اختارت الكاتبة عنوان الرواية بعناية على الصعيد اللغوي، ولم يوضع بطريقة عشوائية، ويظل العنوان في هذه الرواية غامضاًً ومحيراً ومستعصياًً على الإدراك والفهم، ما لم يتم تصفح أوراق الرواية، ويتحتم على المتلقي قراءة النص الروائي قراءة واعية متأنية فاحصة كاشفة لمضامين الرواية؛ حتى يتمكن القارئ من فك شفرات العنوان عبر تأويله.

فإذا أرد المتلقي تأويل دلالات العنوان يتبين له أن المقصود بتعري النهر هنا تعري النفس الإنسانية، نفس البطلة (نور) الشخصية المركزية في الرواية، لأن ثمة دمجاً بين الطبيعة والانسان، وهي طريقة فنية معروفة في الأدب العربي، فالنهر هو النفس الإنسانية، والنفس الإنسانية هي النهر، إنهما يشتركان معاً في التدفق والانسياب والحركة بصدق وعفوية وشفافية، دونما مواربة أو تزويق.

فالعنوان هنا ليس وحيد الدلالة، ولا يتحرك في اتجاه واحد، إنه يخفي وراء مظهره الخارجي تداخلاً شديد المعنى وشديد التأويل، وقد تردد عنوان الرواية بمكونيه غير مرة داخل المتن الحكائي. وقد ترددت صيغٌ ضمن المقاطع السردية تستحضر منطوق العنوان لطرائق مختلفة تؤكد هذه القصدية المعنية.

كشفت الكاتبة عن هذا المضمون بطريقة فنية موحية وتدريجية، إذ ورد العنوان متشظياً في حنايا النص الروائي، في غير موضع من الرواية: تقول بالتلميح دون التصريح: ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في بداية الرواية:

" إني أمامها( الأم) أبدو صفحة بيضاء، تعرت مشاعرها، دون زخرفة لغوية دون مكياج دون تربية".
"هناك أناس أمامهم لا تستطيع إلا ان نعري مشاعرنا تماماً".

وقد أفصحت الكاتبة في الصفحة الأخيرة من روايتها بطريقة ذكية عن المغزى الكامن في العنوان بقولها:

"...لكن المتألم الحقيقي هنا "نور" ... النهر الذي عرت الحياة مياهه، فتركته خالياً من الحب، خالياً من الحياة".

وقد تناسب اللون الذهبي للعنوان وتلاءم مع كتابة اسم مؤلفة الرواية الذي جاء باللون الأبيض (أمل ابو عاصي اليازجي ) الذي يشي بالأمل والحياة والتفاؤل.

صورة الغلاف الامامي:

ثمة مقولة تنص على أن "الرسم كتابة بالألوان"، وهي تؤشر إلى أهمية الصورة في اللوحة الأمامية للرواية بما تحتوي عليه من ألوان وخطوط وظلال.

تتشكل أرضية الغلاف الأمامي للرواية من ألوان متراكبة هي: اللون الرمادي، واللون البني، واللون الأبيض، واللون الأخضر، ويلحظ المتلقي ثراء لونياً وخصـوبة متوهجة بين الإضاءة والتعتيم (الرمادي/ البني والأبيض)، فاللون الرمادي، واللون البني وطغيانهما على الغلاف يوحي بفضاء يخيم عليه الحزن والأسى، ويشي بنفسية مكتئبة محبطة، ويشير إلى المعاناة والألم، وإحساس الإنسان المقهور بالعذاب، ويرمز اللون الأبيض بما فيه من إيحاءات للتفاؤل والأمل الواعد، وكأن مصمم الغلاف يريد أن يقول: إن المعاناة والآلام مآلها إلى التلاشي والزوال، وإنه لا بد من نهار يمحو هذا الحزن والأسى، وهو ما تروم الرواية تأسيسه عبر مكوناتها، ويجد القارئ مساحة اللون الأخضر الذي يحيل على الخصب والخير والأمل والحياة، وهكذا تطغى المعاناة والضياع والآلام والعذاب على ألوان الأمل والنجاة، فالدرامية والتوتر والصراع هي قوام الرواية، فضلاً عن البؤس والحرمان واليتم، والفقد، وتقوم هذه الألوان مجتمعة بإضاءة الغلاف، وإثارة المتلقي واستفزازه، وتجسيد لعبة التناقضات، والصراع الذي يترجم ما بداخل الرواية من صراعات متعارضة في قيمها ورؤاها.

تتوسط لوحة الغلاف صورة واضحة المعالم لفتاة، تتوحد هذه المعالم مع نهر متدفق، وتندغم معه من منبعه إلى مصبه، أما وجه الفتاة، فلا يحمل قسمات واضحة، إنه يحمل اللون الأبيض الذي يدل على الصفاء والنقاء والطهارة، أما شعر الفتاة، فهو يتدلى منساباً ومتهدلاً على جانبي الكتف، يحمل اللون الأسود الغامق الذي يعبر عن مرحلة الشباب والنضارة والحيوية، ويضفي على الوجه جمالاً وروعة بالغتين، وتلف أرضية النهر وحوافه ألوان الخضرة المتنوعة التي تدل على قوة الأمل في تغير الحال والواقع وتبدله، وثمة أشجار سامقة تتواجد بالقرب من مجرى النهر، وقد تعرت هي الأخرى من أوراقها وثمارها، بيد أن لونها الأخضر يوحي ببقاء الأمل في الحياة واستمراره، اما سرب الأطيار الذي يحلق في الفضاء المكاني للوحة، فهي طيور ذات ألوان بيضاء، توحى بالانطلاق ومعانقة الحرية، والانعتاق من أسر القيود التي تكبل تلك الفتاة.

ويرى القارئ أن ثمة صخوراً بنية اللون مستقرة حول ضفتي النهر، بيد أنها لا تعيق مجراه، ولا تحول دون تدفقه وانسيابه.

أما اللوحة المرسومة التي يتشكل منها غلاف الرواية الأمامي، فهي من إبداع الفنان "شريف سرحان"، ويبدو أن كاتبة الرواية قد عهدت إلى ذلك الفنان أن يرسم الغلاف لهذه الرواية، أو أنَّ الفنان قد قرأ الرواية قراءة جيدة، أو أصغى إلى كاتبتها، ورسم إثر ذلك لوحة الغلاف التي استوحى صورتها من أحداث الرواية، ومن فكرة مؤلفتها، وما ترمي إليه من ورائها؛ لأن صورة الغلاف قد تضيف شيئاً إلى النص، وقد تختزل النص كدلالات مكثفة"، وبهذا يتكامل عمل الروائي مع الرسام المبدع واضع العلامات الخارجية للرواية، فالغلاف جزء من دلالة الرواية، إنه قوس دلالي يحتضن نصوص الرواية، ويحدد بؤرتها الدلالية.

وتضع اللوحة المرسومة بين يدي القارئ أصنافاً متنوعة من المشاهد التي تحمل من المعاني والدلالات ما شاء لها الرسام أن تحمل، وهي تفيض بالإشارات والإيماءات الموحية بالرؤى والانفعالات

وفي أسفل الغلاف يتموضع اسم دور النشر، ففي الجهة اليمنى دار المعرفة للنشر والتوزيع بالقاهرة، وفي جهة الشمال يستقر اسم مكتبة سمير منصور للطباعة والنشر والتوزيع بغزة، وهذا العقد الإشهاري بين المؤلف، من جهة ودور النشر من جهة أخرى يسهم في إغواء القارئ وإقباله على اقتناء الرواية وقراءتها، ويبدو أن ثمة توافقاً بين الرسام والمؤلفة، وداري النشر على تصميم لوحة الغلاف على هذا النمط؛ لأن صورة الغلاف هي التي تسهم في فك شفرة المضامين التي تشتمل عليها الرواية، ويبدو أن هناك تلازماً أيضاً بين عناصر لوحة الرواية المتنوعة من: عنوان، واسم المؤلفة، وصورة اللوحة التشكيلية؛ الأمر الذي يكشف دلالات النص، ويوجه مسار القراءة، ويعين القارئ على فهم الأثر الأدبي.

ب - الغلاف الخلفي للرواية:

جاء الخلاف الخلفي مكونا من خلفية سوداء اللون، يتربع على ظهر الغلاف عنوان الرواية الذي جاء باللون الأبيض، هذه المكانة التي أعطاها الناشر للعنوان يبرز أهميته في الكشف عن محتوى الرواية ورؤيتها العامة، ويلي العنوان مقطع من الرواية ورد على لسان الراوي واقع في منتصف الرواية هو كلمة الناشر دونما ذكر أو تحديد لاسم الناشر، ويتمثل في اختيار سبعة أسطر مستوحاة من متن الرواية، يلخص الفكرة المركزية التي تدور الرواية، وهي مكتوبة باللون الأبيض.
إن اجتماع اللونين معا الأبيض والأسود وتمازجهما يكونان ثنائية دلالية عمقت من المضمون الفكري للرواية وفقا للمقولة التي تقول" وبضدها تتميز الاشياء، ويختتم الغلاف الخلفي للرواية باسم دار النشر المكلفة بطباعة الرواية، وهي مكتبة سمير منصور للطباعة والنشر والتوزيع بغزة، وإلى جانب دار النشر يوجد مربع هو الرمز التجاري للمكتبة، وهو الآخر مرسوم باللون الابيض. ووجود هذه العلامة يهدف إلى التعريف بالمكتبة ومنشوراتها. وهكذا أدى الغلاف الأمامي، والغلاف الخلفي دورا مهماً وبارزاً في الكشف عن قيمة هذه الرواية، ومكانتها الأدبية.

والنظرة المتمعنة في طريقة إخراج هذه الرواية إخراجاً فنياً يكتشف أن الإخراج الفني للرواية بهذه الصورة من الألوان المتعددة المتمازجة المتناغمة، وجودة ورق الغلاف الخارجي الناعم والمصقول، ونوعية ورق الرواية الداخلي، وحجم الخط الذي يتناسب مع المتلقين بشرائحهم المتعددة، أدت جميعها دوراً مهماً في اجتذاب القراء؛ لشراء هذه الرواية، وإغواء الجمهور على الإقبال على اقتنائها..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى