السبت ٢٥ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم عمر حمَّش

عندما يرقصُ الشهيق

1
القبر
أينما ولّيتَ وجهك!
الأمنُ مُشهرُ بانتظام
من بوابةِ الصبحِِ
إلى انسدال شاشة الظلام!
من قبضة المِفتاحِ إلى لحافِكَ يعبرون
ويخلعون
لزوجتكَ الثياب
ويتناوبون على شرفةِ الانتظار
أينما ولَّيتَ وجهك!
عسكرٌ ساهرون
من الوريدِ إلى الوريدِ
يعبثون
ويدونون على الهواء
 
2
 
إلى الغرفة السوداء أخذوك!
فصرتَ جثةًً نسيها الزمن
صرتَ عدما
في قبرٍ بلا كفن!
 
3
تحقيق
صكُّوا أنيابَهم
وبالويلِ أنذروك
ثمَّ هاجوا
ولم يمهلوك!
فحلّقت في الفضاء
وصراخُهم
يطحنُ السراب!
 
****
على الأرضِِ لم يسمعوا سوى الشهيق
يرقصُ طريحا كما النشيج!
 
****
تلاطموا كالقطيعِ
ينزعون من حدقتيكَ سرَّ الانبهار!
 
4
إفراج
من بوابة السجن انفلت يجري!
لم يلحظ جموعَ الذاهلين!
توقف على ماكينةٍ لفرمِ اللحمِ!
ألقمها أطرافه!
ثمَّ دحرج كتلته المتبقيةَ؛ ليجدَهم على بابِه واقفين!
 
*****
في قفةٍ إلى مسلخِ السجنِ أعادوه
تساءلوا:
- كيف نعلقه؟
ولمّا كبيرُهم أمرَه أن يخرجَ لسانَه؛ قهقه المفجوعُ
– وهو يغلي –
للسَّهو الذي وقع فيه!
 
5
كَلِمَة
أحضروا فأسَ الحليبِ وأرضعوه!
فما شرب!
وأحضروا فأسَ الربيعِ، وألبسوه!
فاشتعل!
نارا على النارِ
تحتطِب!
حاروا وداخوا في الفؤوس!
فأحضروه
ومددوه
كان صيدا ينكمش
أحضروا فأس الحديد
ورقصوه
أنذروه، وساوموه!
على حروفٍ تحتبس
في الصدرِ ريحا تنصفق!
- اخرجي!
صرخ الجنودُ
وتحتَ الفأسِ كان كبشا ينتظر
ذراعه طارت مثل عصفورٍ طريد
يغادرُ سربَه ويبتعد!
والفأسُ عادت
فطيّرت القدم فوق الرؤوس
كحجرٍ آبقٍ منفلت
ثمّ الرأسُ نطّت، وتدحرجت!
والفمُ انثنى شامتا
يبتسم!
 
6
جنةُ الوالي
ريحٌ سَموم
تلاحقها ريحٌ هَجوم
ريحٌ صَفرت
مثل سيوف!
ريحٌ دمّرت
الواطئَ والعالي!
ريحٌ قلعت جنةَ الوالي
وفي حلوقِِ الخلقِِِ زأرت
مع رقَصَاتٍ ودموع!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى