الأحد ٦ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم
عندَ التّأَمُّلِ والسّؤَال
لم أذكرِ العسلَ المصفَّى أو شراباً سائِغاأو خمرَ دُنيا بالفؤادِ ولا صُروحاً تُبتغَىلم أجلبِ البارودَ يوماً للوغَىأنهارُكم لا تُرتجَىلكنّني قد أعصرُ العينينِ أنعى نبعَكمْلم أسألِ الليلَ المحيطَ بكاهلي عن طولهِلكنْ هنا، قد يرقبُ الفجرَ اصطباري عندما يتثاقلُلم أنزعِ الورداتِ من أغصانِهاحقٌّ لِيَاعن عطرِها أتساءلُلِمَ فَرَّ من أوراقهِ حين انتفَى فَلّاحُهُ؟لِمَ تكرهونَ سؤاليا؟أو ليسَ بي مِمّا بكم؟لي قلبُ إنسٍ مثلُكملي أنفُ وجهٍ شامخٌوحبيبةٌ زرعتْ على أنفاسِنا ما لم تكونوا تعلمونْملأَتْ جِرارَ قلوبنِا حبّاً بلونِ الياسمينْلِمَ تكرهونَ الأمنياتِ وقد غلتْلا تستكينْ؟أوَليسَ لي عينٌ ترى تتخيّلُ؟في هذهِ الدّنيا التي تتململُبين الجهاتِ وتسلبُ العمرَ الذي يتجرجرُبين الخضوعِ وبين ثغرٍ يسألُأوَ ليسَ لي حقٌ لأنظرَ في سماءِ اللهِ لا أتأوّلُأمْ أَنني خلقٌ بهِ شُؤمُ الهوَىأحببتُ ربي والرسولْلِمَ تكرهونْ؟اليومَ مثلي لم يكنْ حرمَ الندَى ألوانَهُلم يعصرِ القطراتِ من أكمامِهالِمَ صدُّكم يبقى على عيني وظهري يُرتقَىلم أطلبِ الكنزَ الذي لم تصنعوا مفتاحَهُأسعَى إلى خَبَرٍ يعاتبُني لأرسمَ صدْحَهُأهفُو إلى شمعاتِ ليلٍ ما بها نزفُ الجراحْأَمضي على دربي ولا يعلُو على وجهي نُباحْوأنامُ في حقلي ولا أصحُو على صِرِّ الرياحْيأتي دياري ضيفُهاأُقريهِ وُدِّي، خبزَ يومي، غيرَ أرضي والسماءْأعطي حواكيرَ الجدودِ فؤادَ وِلْدي خوفَ هجْرٍ أو تُباحْأصطادُ ما في خاطري دونَ اخْتلاجٍ أو يواريني اجتياحْهلْ في ظنوني أيُّ جُرمٍ أو جُناحْ؟ساومتُموني كيْ أظلَّ قبيحَ قومي أو أُزاحْلِمَ يا تُرى؟صارتْ ضمائرُكم تُوارى أنفَها عندَ ابتلاءٍ أو كفاحْأدمنتُ قبري في لياليكم ولا تدرونَ يوماً ما بِياأوَلم تروا أني أسيرُ وراءَ بُؤسي والبِلَىمرْجُ البلادِ لها عطورٌ لم تُراعوا ريحَهاأرنُو إلى شمسٍ لأغزلَ من ضفائرِها وشاحْهل أتركُ الدارَ التي أثخنتُموا أجفانَها؟أرأيتموني أجرحُ النسماتِ في شطآنَها؟في البالِ أحلامٌ لها نغَمُ الفراشةِ ترسمُ البسماتِ في ألوانِهاطلبي بسيطٌ ما بهِ ظلُّ السلاحْفرَحي غسلتُهُ من مذارفَ صبَّها خدُّ الملاحْجفني تعوّدَ قذفَكمْلَمْ تكتفوا من رميتي فوقَ الجراحْوأُمومتي لم تدعُ لوماً أو عتابْسكَبَتْ ندىً أسقتْهُ جِيداً فوقَهُ وردُ الأقاحْكُتبُ الطفولةِ لم تلاقِ هِلالهَا ليلاً ولا وجهَ الصباحْهذي خواطرُ لم تجدْ درباً لهاجلبتْ لنا صهريجَ نقعٍ من دماءْوالشمسُ تنقضُ غزلَها في حَيِّناأوَقبلَما أحبُو إلى دفءِ الشتاءْجرَّدْتُموني من ثِيابي وانتهتْ فوقَ الرّماحْشُلِّّحْتُ من جِلدي وعظمي يكتسي ثوبَ العراءْلم يبقَ لي غيرُ انْشغالي في الخواءْهل تنتَشُون إذا شربتُم فوقَ ذلكَ من جراحْ؟