الأربعاء ٢٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٣
بقلم
عند أناشيد القطف لا تنامُ الرياح
تحاورني القطيفُ حوارَ غيثٍ | فأحيا ضمنَ منطقِها العجيبِ |
وتنسخني فواصلُها فضاءً | فينبغُ بين عالمِها الرَّحيبِ |
وتبعثني لها تاريخَ عشقٍ | يُصلِّي عند جوهرها الخصيبِ |
وتدخلني مراياها سؤالاً | ولنْ يحيا السؤالُ بلا مجيب |
تذوِّبُني القطيفُ فلا أراها | سواها ذابَ مِن طيبٍ لطيبِ |
أضأتُ بها الحياةَ لكلِّ معنى | يُرتِّلُ صولةَ البطلِ المُهيبِ |
تُسابقني فيغمرُني هواها | مِنَ الأحضانِ والشَّغفِ المُذيبِ |
تلامسُني فينهضُ كلُّ جذرٍ | بقُبلتِها ومبسمِها الرَّطيبِ |
وكيف تعيشُ أصدائي حيارى | وممشاها الوصولُ إلى الحبيبِ |
قطيفُ إليكِ قد أشرعتُ قلبي | وليسَ لهُ بصدرِكِ مِنْ مغيبِ |
ومَنْ يهواكِ لا يلقى صداهُ | بمحورِ ذلكَ القلقِ الرَّهيبِ |
قطفتُكِ وردةً مِنْ كلِّ نبعٍ | وما لكِ في الروائعِ مِنْ نضوب |
وكلُّكِ مِنْ هوى قيسٍ وليلى | عناقٌ للبعيدِ وللقريبِ |
شربتُـكِ فارتوتْ كلُّ القوافي | وإن فاضتْ نقاطي باللَّهيبِ |
وظلُّكِ لم يكنْ إلا صلاةً | تَضيءُ مِنَ الشَّمالِ إلى الجنوبِ |
وأنتِ مِنَ النوابغِ جودُ نخلٍ | وما هو منكَ بالبُعدِ الغريبِ |
وأنتِ مِنَ الخليجِ جمالُ دُرٍّ | تفتَّحَ عنْ صفاتِ فتىً لبيبِ |
قطيفُ تسلسلي في كلِّ نبضٍ | بفكرٍ ناضجٍ حرٍّ رحيبِ |
حملتكِ بين أضلاعي وقلبي | كواكبَ ذلك الألقِ العجيبِ |
ولي منكِ الدَّواءُ لكلِّ شيءٍ | وما لي بعد حضنِكِ مِنْ طبيبِ |