الجمعة ٣ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم مروان نزيه مخّول

عَروسُ الجَليلْ

( "عروس الجليل" لقب لترشيحا ، إحدى القرى الفلسطينيه التي قصِفت عام 48 وتتجسّد في النص بفتاة كانت على درجه من الجمال حين قصفها الإحتلال لتعيش ما تبقى من حياتها عازبةً مقعده ...)

عَروسُ الجليلِ تغنّي على مَوّالها :
"حلاةُ الروحِ في الخَصرِالمُشوّهْ ،
حَنينُ جرحٍ لِتيهِ الشظيّهِ
زَمَنٌ من الإجرامِ صَلّى عَلَيَّ
وسلَّمَ لي طِفلاً على حِضنِ الغيابْ .
أنا الله، كَبّروا لي نادى المُسلّح ،
فعاد صداهُ يحمل منّي
إباءَ سنبلةٍ جَمّلها الحَصاد " .
 
2
عروسُ الجليلِ تحوكُ كَنزَتها
لترتدي مُرورَ الوقتِ في الزّمنِ السَريعْ،
تحكي لِنفسِها حكايا العذارى
أملاً على فِراشِ خيالِها
وجسداً
منَ النارِ أدْمَنَهُ الهَشيمْ ،
كَمْ منَ الوقتِ مرَّ عَلى الصِبى
لِيلقى الشَمْسَ طالعة ً
من بداياتِ الغُروبْ.
 
3
عروسُ الجليلِ أدْلَََتْ بِصَمتِها
لِتوَزّعَ الفحوى على سَطحِ الكَلامْ ،
حَدّقتْ بِشعْرِها جَدّلَ في طيّاتِهِ
هُبوب الريحِ من سَقفِ النَسيم
هيَ من قاسَتْ - جدائلُها -
خَصْرَ الطفولَةِ ، قدّاً
قصيرَالعُمرِ مُنتصِبَ الوُجودْ،
وَكم مِن غَيمَةٍ حُبلى
يَموتُ شِتاؤها في عِزِّ الخَريفْ.
 
4
عروسُ الجَليلِ رَاحَةُ البَحرِ
على كَفِّ التلالْ ،
زورقٌ يَعتري وَلا يَنحني
لموجةِ الإذلال
أبداً لا مصائر أقوى
من بلوغ النظرة الاولى
أوج الوصال
 
5
عروسُ الجَليلِ رقصت
في كرسيها المتحرّك نَجماً
يُضيئُ طَريقَ الخُرافةِ للعَائِدينَ
مِنْ أقاصيِ العَدَمْ ،
وكَم مِنَ الجَميلاتِ
طلُعنَ على البَدرِ بَدراً
يَبيعُ الصَخّرَ لُيونَة الإحْساسِ
مِنْ وَجهٍ حَسَنْ ؟،
لا الصخرُ لانَ " وَلا حَولَ
لِمَنْ تنادي"
 
6
عروسَ الجَليلِ أنتِ انتظاري
على الضِفةِ الأخرى
من عُبورِ القذيفه ،
أنتِ معي وَرْداً شقَني
لِيأتي عَلى الدنيا مُثنّى ،
أمّا أنا
فلي عندي نبيذٌ دفينٌ
في رَغبَةِ ناسكٍ - إذا تابَ -
 
7
عروسُ الجَليلِ حَالتانِ خاصّتان :
ركنٌ نلوذ إليهِ لِنَصنع قاسَماً لنا !
نعلّم نَرجسَةً مِنْ أينَ يَأتي الغُرورْ،
وَعِبرَة لِمَن رَكِبَ سَمَاءَنا لِيقصفَها
فأدركَ في فراغِ ذخْيرَته
كَم فينا منْ تعَاطفٍ
مَع السَاقِطينَ
مِنْ عُلوِّ الجَريمَه.
 
8
عروسُ الجَليلِ مَنطِقُنا :
" تلُّ زعتر" يذكّرنا فنشكرُهُ
وميرميةً نشرَبَهُا لِترتوي منّا .
هِي طَيرٌ هَاجَرَ مَعَ الأسراب
لا ليَقتسِمَ الفِرار ، إنما
ليَدُلهُ السِرّبُ كَيفَ الرُجوعُ
إلى الغُصنِ الشّريدِ،
عروس الجليل فارسها ،
وَلا بُدّ
أنْ يأتي جَواداً أبيَضَ
- إن شَاءَ الرّبيعْ - . مروان مخّول

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى