الأحد ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم سامي العامري

عُبابُ السراب

نشأتُ كتوأمٍ للحرب ... نحبو
فشبتُ وليس يغزو الحربَ شيبُ
ولو كانت تُدارُ على عدوٍّ
لهانتْ إنما مجدٌ فحسْبُ ! (*)
فيا مجداً وفرساناً وخيلاً
وقائمةً تطول وهل أسبُّ ؟
فروسيّاتُكم مــن كل لونٍ
فها هي ذي محاصصةٌ ونهبُ
ووكرٌ للبــداوة في ذُراها
وهل لسِوى البداوةِ حَنَّ عُرْبُ ؟
وما ضاقت دروبٌ مثلَ فكرٍ
كما نحيا ولم يعشقكَ رُعبُ
شظايا كالشذا انتشرت فذابتْ
بها الأرواحُ , والبستانُ حزبُ !
وكُتّابٌ لشــعرٍ وهو هــذرٌ
وطــوفانُ ادعاءاتٍ ولِعْبُ
ونقـــادٌ كآبــارٍ لمـدحٍ
عدا كشف العيوبِ , فذاك عيبُ
هو التأريخ أسمى من صعودٍ
على كتفٍ ولم يصنعْهُ نَصْبُ
فيا بؤسَ الزمانِ وبؤسَ وعيٍ
تحصَّنَ ضدَّهُ شرقٌ وغربُ
فسيروا ساعةً في الأرض تلقوا
بهاءً حين يلقى المدحَ يخبو !
وفرداً عند نافذةٍ , شراعٌ
سِتارتُها وتخفق حينَ يصبو
وأفئدةً إذا جاعت تسامت
كما لو خلفَ هذا النجمِ خِصبُ
وأوطانٌ وصحبٌ من نبيذٍ
وحُبٌّ قَطُّ لم يعرفْهُ حُبُّ
ستبقى الحربُ ما بقيَ اغترابٌ
لذي فكْرٍ ولم يفهمْهُ شَعبُ

(*) كثيراً ما ردد إعلام النظام السابق إبان حربيْ الخليج الأولى والثانية مفردات مثل مجد وفروسية وغير ذلك .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى