أتمضي الى قمر لا يضيء
وتبقي سماك على قمحها؟
وتفتنك امرأة من رماد
وتمشي حثيثا إلي جرحها،
كأنّك لم تشتمل بمدانا
ولم تتهاد إليك الخيول ٠٠٠
كأنّك لم تكتحل بدجانا
ولم يشرئبّ إليك النخيل ٠٠٠
وكانت سماؤك مثل سمانا
وكانت تؤول إليك الوعول٠٠٠
أما كنت منّا؟
أليس فصالك مثل فصالي
وأمّي حبتك بأوصالها؟
وأهداك جدّي بهاء العيون
وغنّت لك الأرض موالها
فكيف تخون؟
وكيف يهون عليك العراق
ومن بالعراق؟
وكيف الفرات ونخل الفرات ورمّانة بسماء الفرات
تئنّ لجرح ولا تفتديها مياه الجفون؟
*******
نسيت هواك ترى كيف تنسى؟
وكيف تراك بغير رباك
تعاقر حبّا وتطلب أنسا؟
وكيف يروق لهاتك خمر
إذا عتّقته دنان غريبه،
وكيف تراك تحنّ لنشر
إذا لم يكن بربوع الحبيبه؟
********
عيون لنا بسماء الرّصافه
ونبض لنا برذاذ دمشقا
وقلب يرفّ بصخر الرّّباط
فيومض آخر في سور عكّا،
وكم طار صقر بسهل ظفار
فناس جريد بأنحاء نفطه.
وإنّك نيلي إذا ما محلت،
وإنّي أنا إذ تشحّ الفرات
وإنّك ليلي وإنّك خيلي
وإنّك كحل بعين المهاة،
وإنّك وشم على هام نخله
وإنّك درّ بقلب الفلاة ٠
وإنّك تبري إذا ما حييت
وإنك قبري أوان الممات٠
********
فكيف تراك نسيت البلادْ
وضاعت معالم ذاك الطّريقْ
وكيف حصى بالوهاد سباك
وما يستفزّك ذاك البريق؟
وكيف أنست بغير خطاك
وفي غيرنا قد وجدت الرفيق؟
********
أفي غير هند يطيب غناءٌ
وفي غير دعْد يكون الغزلْ
وفي غير نجْد يكون حداءٌ
ورعْي يكون بغير اليمن؟
أفي غير دوحي تبيض الحبارى
وفي غير فيئي يكون الهديل
وفي غير شعري جنون الليالي
وفي غير وجهي صباح جميل؟
*******
صباحي صباحك ياكحل عيني
ولو باعدتنا هموم المساء،
وإني أراني ببحّة صوتك
ولو فرّقتنا ضروب الغناء
وإنّي لموقنة أن أراك،
إذا ما عرييت بثقب ردائي
وإنّك أنت لخفقة قلبي
إذا روّعتني مواجع دائي،
فلا تبتهج لسراب تراه
إذا جفّ حلقك قطعان ماء
ولاتنخدع لنواح ظننت
إذاما سئمت حقول حداء،
فلا تعجبنـك أقاح تلوح
فتلك مخضّبة من دمائي
فلا تطربنّ لغير نشيدي
فما في نشيدك غير غنائي
وما في منامك غير نجومي
ومافي صباحك غير ضيائي
وما في مصيرك غير مصيري
ومافي عروقك غير دمائي
الثلاثاء ١٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
