الأحد ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
يوميات مدن وقرى فلسطينية (الجزء الرابع)
بقلم أحمد إبراهيم الحاج

"غزة الشّوْكَة"

مقالٌ وقصيدة

انسحب الصهاينة من غزّه بفعل النضال المشرِّف لشعبنا الفلسطيني كافة، من الطفل إلى الشاب والشابة ومروراً بالمرأة والكهل وانتهاءً بالشيخ الهرم وشهداء في ذمة الله وبفعل تراكمات النضال الفلسطيني منذ بداية المأساة وحتى تاريخنا هذا

اطعن الغُزاةُ بغَــزةٍ في جنبهم
صـاحَ الغـزاةُ تألُّماً وزعيقا
فَزِعَ الغُـزاةُ لشـوكةٍ في حـلقهم
طَـفِـقَ الغـزاةُ تَقَيُّؤاً وشهيقا
حَـبِطَ الغُزاةُ وأجْهَضَتْ أحلامُهُم
فالشَوك أضحى بالحلوق عليقاً
يَئِسَ الغُزاةُ وأُفشِلوا في قصـدِهم
سـتظلُّ سَـكَناً للأُباةِ عـريقـا
صـاح العــدوُّ مُعَبِّراً عن حِقْدِهِ
وتمنى غـزَّةَ في البحار غريقا
صُـعِقَ العدوُّ لصـبْـرها وثباتها
جُـنَّ العـدُوُّ وأمعَـنَ الـتّـدقيقا
لجـأ العـدُوُّ إلى المكـيدةِ مُفْسِداً
ضَـرَبَ البنينَ ببعْضـهم تفريقا
خـابَ العـدُوُّ بقصْـدِهِ ومرادِهِ
زاد البنـونَ مَحَـبَّةً ولصـيقا
حـارَ العَـدُوُّ بأمرِهِ متأمِّلاً
فرأى الهُـروبَ مهانَةً وعقوقا
رامَ انسحاباً للهَـزيمةِ مَخْرَجاً
يحْـوى العُـلوَّ تبجُّـحاً وبريقا
لجَـأَ العدُوُّ إلى الجريمةِ مُفْرِطاً
بالشَّـعبِ قَـتـْـلاً سافِراً وطليقا
هَـدَمَ البيوتَ مكـابراً ومُغالياً
جَـرَفَ الحُقولَ وعاثها تحريقا
بقَـنابلٍ عَـمياءَ حُــرِّمَ بيعُها
جُثَثُ الصِّـغارِ تَمَزَّقَـتْ تمزيقا
وبِمِدْفَـعٍ قَـذَفَ المنازل قاصداً
قَـتَلَ الأجِـنَّةَ في البطونِ عليقا
دكَّ المسـاجدَ والشيوخَ فظـاعةً
جَـعَلَ القـطاعَ مُمَزَّقـاً تمزيقا
ردَّ الحُـماةُ بغزةٍ في صَـدْرِهِ
صـاحَ العَـدُوُّ منيَّةً ونَعيقــا
بُهِـتَ الغزاةُ لغـزةٍ لا ترعَوي
فالقَـتلُ والتدميرُ كـان مُحـيقا
فالجُـرحُ يبني في القلوبِ محَجَّةً
نحـو الفِـداءِ يزيدها تعْميقا
وشـرارةٌ بَدَأت بغـزةَ ما خَبَتْ
سَـتظلُّ غَــزةَ للفِـداءِ رفيقا
تلك الشـرارةُ أوغَـلَتْ وتمدَّدتْ
شـرقاً شـمالاً حـلَّقَت تحْليقا
وبدا العَـدُوُّ مُسَـلِّماً بحَـقيقـةٍ
صَـعُبَ المرام وضلَّ فيه طريقا
لا تُسرفوا فرحاً بنْصرٍ واعدٍ
فالنّور يكفي لا نريدُ بريقا
لا تُسْرعوا بالخطْوِ في مشواركم
فالصّبْرُ للتّحرير كان رفيقا
لا تُزهقوا نصْراً تحقق غالياً
بدماءِ شعبٍ كان فيه خليقا
لا تَنْسبوا نصراً لفعل جماعةٍ
فالنّصرُ كان من الجموع شقيقا
أَفْضتْ لنا الأيام من مكنونها
بدأ العدوُّ إلى النّكوص طريقاً
مقالٌ وقصيدة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى