الثلاثاء ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم سليمان نزال

غزة يا دمي

وأنا أعضُّ على أصابع الأيام
بأسنانِ صرختي..
هل جثة تحتلُّ البقاءَ الحر
في هذا الحصار المر َّ
سوى الأحزان في جثتي؟
وأنا أكسرُ أضلاعَ الموت ِ
بزفيري..حمم النداء المنتشر في جسدي
المستتر عن وجه القبيلة ِ والتاريخ..
المكتفي بذاته عن قناديل الخوف ِ في المدن ِ المعصورة
المرتفع بذاته ونزفه عن كذبة مضاءة بالصمت والتطبيع
سأرتقي إلى درجة المنير من الجموح
ومن شظاياي..ستكبر على ركبة الصباح زهور المصير
أنا عطر هذا الكون من دمي..ومن العراق دمي..
سأسمعك يا غزة سأسمعك
سأعانقُ الصبرَ في أضلعك
كم من توأم تطلقُ في مفازة الأسى قطرةُ أرجوان؟
كم من ثعلب ٍ تطلقُ عيونُ التطبيع من وهم ٍ جبان؟
وأنا أمرّ بغضبتي... على الزمان
بجمر التوحد في ظلمة ٍ تأوي إلى جرح التوهج ِ الكونيِّ
كي تبصرَ أسبابَ التوغل في الهوان...
من شارع إلى شارع..أفتشُ السؤالَ عن عرب وكهرباء..
لنا البقاء..إذ نسعفُ الوريدَ بشمعة...
لنا البقاء..إذ نموت أحرارا...
إذ ما التقينا في جراح ترتقي..فتصير نخلا وبرتقالا
وتنموفي حدائق الفجر..سواعد فرسان...
سأسمعك يا غزة يا دمي سأسمعك
وبكل الردود سنلتقي...
وردودنا النار من رؤاكِ مشعة
ومن الرافدين تصلُ الجموحَ بحباتِ العيون
فتحزمْ بالوغى..إن غابَ الندى
يا غيظ الفتى يا رمح الغمام
وأنت تصلين منارات الألم..بما يحاصر الليل بوثبة التكوين
وأنت تعودين من المخيم...كي تشهدين موتا في الزفاف
وأنت تفسرين الدربَ الطويلَ بفتوحات ِالخطى
فيسير يا غزة..كي يصونَ موقعك
وبكل الردود يرتقي..
وأنت تشدين على أصابع الأيام
فيستجيب الزمان..لوكنا معك.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى