الأربعاء ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم زينب خليل عودة

غـربة الــروح

كان يبدو عليها علامات الحزن والحيرة، تجاهد نفسها لإخفائها ولكن دون جدوى، تفصح عيناها ناطقا بحروف وكلمات، رأيتها جالسة عند ركن بعيد أمام ساحة ذكريات بكل حيز حكاية مدونة بذاكرة الروح ونبض القلب..

كانت ترى أحلامها بين يدها وتتراقص أمام عيناي، ترسم خطوط رفيعة فوق الخيال، في فناء العمر تسير في عدة اتجاهات، وعثرات هنا، وبوصلة مفقودة، وطرقات كثير ونوافذ مغلقة، غريب هذا المشهد، وفى مسار ما في لحظة صدفة تعثرت أقدامها عند حافة قدره، وهل كان اللقاء أم ماذا لم تشغل بالها في هذا السؤال وأقنعت نفسها أنه مبكرا.

مضت في طريقها تشعر كأنها فراشة تتنقل هنا وهنالك براشقتها المعتادة بل أحست أنها فوق الاعتياد، كان بداخلها شي ينطق يفوح برائحة الفل والياسمين، يدغدغ مشاعرها يحرك أوتار شفاها.. فقالت نعم قابلته هو، إنه هو، حبيبي لطالما انتظرته وها أنا التقيته، اختلطت مشاعري، تجاوزت حد الوصف لترسو على شاطئ الحب، حتى نبضات قلبي اختلفت لم تعد هي التي كانت قبل ألقاه، بل الحياة تلونت بلون أحمر.

ومضت سفينة الحب بنا، نعم ياحبيبى واجهنا أمواج عاتية لكن تتعانق أرواحنا دف السعادة، نغترف كل جميل، وفى منتصف العمر كنت استشعر أن هنالك من يوجد معي كا الظل.. كنت أنت يا حبيبي، كنت أخاف أن يتخطفك أحدا ما، ظل الهاجس يلاحقني مثل شبحا مزعجا... كان على أن البس نظارة سوداء مع قدوم برد الشتاء لعلى أنسى تساقط اوارق الشجر في خريف الذكريات...

حبيبي...غربة الروح كان عنوان علاقتي وتعلقي به،كان المد والجزر يحيط بى كلما تخيلت حبي لك، أحيانا أشعر أنى صغيرة على حبك وكبيرة على تحمله، كنت أشتاق إليك وأنت أمام عيناي واحن لحضنك صباح مساء، ياعمرا ما كاد يبدأ حتى شارف على سن اليأس، لم يكن خياري بل كان قرارك أنت لقد كان هروبي لك...

حبيبي تذكرت أن على لبس نظارتي السوداء وأنا انظر إليك.. لقد كان الخوف طريقي والحذر يساورنى في كل اتجاهاتي بل فقدت البوصلة من شدة خوفي.. وكان على أن استسلم لقرار بداخل قلبي يحادثني ليل نهار أن أغير مساري فلم يعد للنجاح اى احتمال...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى