الجمعة ١٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم عاطف عاشور

غـِّرد وحيدًا

على غصنك المستباحِ من الريحِ
غرد كما شئتَ للأمنيات
ورفرف كما شئتَ وارقص إذا شئت
لا ضوء حولك لا مبصرون
فلاشئ إلا سكونَ المواتْ
ولا يخدعنَّك هذا الضجيج
فكم من ملبٍ وما من حجيج
..
أكلُّ الفوارس فوق الخيولِ
تكون الفوارس عند النزال؟
أكلُّ الذين يغنون في حُسنِها مطربون
محالٌ محالْ
..
أكلُّ الدعاء الذي قد سمعت
على غصن هذى الحياة ابتهال؟
أكلُّ هزالٍ يصيبُ الطيورَ بسهمِ الحوادثِ
، داءٌ عضال؟
شتّان بين الذي يقرأون
وبين الحقيقةِ ... لو يعلمون
شتان بين المهرولِ نحو الطواغيتِ
جهراً وسراً
وبين الذين من التيهِ في حبه يسكرون
..
غرد وحيدا
فلن يجدبَ الصوتُ
حتى وإن أقفرتَ بالقلوبِ المسامع.
أحظُّ ابتهالاتنا قد تساوي برخو السكات؟
 
عشها كما رمتها محض لحنٍ
ولا تلتفتْ للطيور الحرس
ومن أنهكتهم قيودُ الخَرَسْ
فناموا كما شاءَ سوطُ الأميـرِ
وصفُّــوا كما شـــاءَ صوتُ الجرسْ
لينفذ فيهم وعيداً
ويُخلفَ وعداً
لمن سارَ خلفَ الركابِ
بعقل ضريرٍ وقلبٍ يَبَسْ
..
غرد وحيداً ،
ويكفي النشاذَ طيورٌ تغازلُ عهرَ الكلام
وتلهث خلف دوى الطبول
جناحًا كسيرًا
وقلباً يسيرُ كما شاءَ طرفُ العسسْ
..
غرد وحيداً
ورفرف بلا أي قيدٍ وطِر
وإن راوتدك عيون الشباك فللجوِّ فِـرّ
 
غرد وقل للعيون التى قد ضناها التربص
كلٌ على عهده مستقر
وقل للرصاصةِ
لن يُرجعَ الصمتُ سهمَ القدرْ
..
غرد سعيداً كما أنت دومًا
ليوم الخلاص
غرد لروحك حتى يكونَ
برغم أنوف الألوفِ القصاص
غرد ...وغرد ..
بطول الحياة وعرض الأمانىِّ
لا تبتئس إن غزتك الشجون
وقل للفؤاد الذي قد حملت ابتهاجا
عدلت، فنم يا رفيقي قريرَ العيون
ولا تستبد بك الموحشات
وطيش الظنون
فكم للذي قد برى الكون في خلقه من شئون
.........

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى