الأحد ٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم مصطفى عزت الهبرة

غوانتانامو

المشهد الأول: نهاري / داخلي

ضابط التحقيق يستجوب أحد الموقوفين في زنزانة تبدو فيها بعض وسائل التعذيب، والموقوف صامت لا ينطق بحرفٍ واحد، مما يرفع من حدة عصبية ضابط التحقيق .
الضابط:

أخبرني ما اسمك يا أحمق
... جاوبني .. أو فاحفر قبرك
... هل تفهم .. فأنا من قومك
... أتحدث مثلك بلسانك
... ولسان حثالة أعوانك
... ولدي جميع جرائمكم
..........
أخبرني .. هيا أخبرني
... هل طبخت أمك شاورما من لحم الضاني والعجل؟؟!!
... والتهمت أختك تفاحاً
... وامتنعت عن أكل الفجل ؟؟!!
... وامتدحت خالتك الصغرى القائد «مهدي غويفارا»؟؟!!
.... أخبرني .. أفصحْ وتكلمْ
.... أو فاصمتْ ... والله ستعدمْ
..... فالصمت سَيُدني آخرتكْ
..... وستندم .. والله ستندمْ
...... فجميع رفاقك قد كتبوا ما كنت بنومك تتكلمْ
...... وجميع رفاقي قد عرفوا من ماذا أمك تتألمْ
...... لكني أرغب أن تدلي بلسانك بحقيقة أمركْ
....... ليكون بوسعي أن أبدي معروفاً تذكره عني
...... لا تصمتْ ..
...... هيا أخبرني وتكلم يا ابن " الشرشوحه "
...... فلصبري حدٌّ يحرجني
....... وحكاية صبري مفضوحهْ
...... لن تنطقْ .....
....... حسناً ...
* يا مخبرْ ........

المشهد الثاني: نهاري / داخلي

المخبر يلبي أمر ضابط التحقيق، ويدخل الزنزانة لمتابعة التحقيق مع الموقوف .
المخبر:
- مولانا ... أمرك مولانا.
الضابط:
* دَبِّرهُ بمعروفٍ حتى يخبرنا أسرار حياته .
المخبر:
- هذي صنعتنا يا " سِيْدِي "
.... لن أهدأ حتى يخبرنا عن همس أبيه إلى أمه
.... بالزمن الماضي والحاضر
..... والفعل الشائع والنادرْ
الضابط:
* " شوف شغلك "
المخبر:
- " أمرك يا سيدي "

...............

المشهد الثالث : نهاري / داخلي

الضابط يغادر الزنزانة ، والمخبر يعذب الموقوف بوحشية لإرغامه على الاعتراف .

المشهد الرابع: نهاري / داخلي

الضابط يعود إلى الزنزانة ، ويسأل المخبر جانباً إن كان الموقوف قد اعترف .
الضابط:
* هل أفصح ؟؟!!
المخبر:
- كلا لم يفصح ... بالرغم من الضرب المبرح .
الضابط:
* لكني لم أسمع صوتاً ...
..... لم يصرخ أبداً يا مخبر !!!!!
المخبر:
- جبار هذا يا سيدي
.... والله أنا " انْشَلِّت إيدي "
الضابط:
* سأحاول ثانية معه ...
..... فتعال وهدده أمامي ... لأمثّل دور المتعاطف .
المخبر:
- " سيبُقُّ البحصة يا سيدي ... فجميع رفاقه قد بَقُّوا "
............

المشهد الخامس: نهاري / داخلي

الضابط يمسك الموقوف من كتفه ، ويهزه بعنف ليقع أرضاً دون حراك .
الضابط:
* ما هذا ؟؟؟؟؟!!!!!...
المخبر:
- هذا صاحبنا ...
..... لم ينطق حرفاً " يا سِيْدي "... بالرغم من الموت المحدق .
الضابط:
* يا أبله صاحبنا ميْتٌ !!!!
المخبر:
- حسناً ... سأواري جثمانه في قبر رفاقه ... أعوانه .
الضابط:
* من يصرخ ؟؟!!
المخبر:
- جلاد الموت
الضابط:
* ما خطبه ؟؟!!
المخبر:
- يبحث عن شخص رافقه اليوم إلى السجن .
الضابط:
* حسناً .. فلتدفن صاحبنا هذا بمعونة جلاد الموت
.... جلاد الموت به أولى
..... ساعده على دفن البلوى .

المشهد السادس: نهاري / داخلي

المخبر يغادر الزنزانة، ويقف عند بابها حيث يلتقي الجلاد، وتظهر في الإطار جثة الموقوف الميت ملقاة على الأرض على وجهها.
الجلاد:
= يا مخبر ... أبحث عن عمي
..... رافقني اليوم إلى السجن
..... لأدبر شأن طبابته
.... في المشفى التابع للأمن
المخبر:
- ما شكله ؟؟!!
الجلاد:
= ضخم وسمين ومصاب بالصَّمَم الأبكم.
المخبر:
- سنفتش عنه على الفور
.... ولندفن هذا في القبر .

المشهد السابع: نهاري / داخلي

الجلاد يدخل الزنزانة، ويقلب الجثة لحملها فيشاهد وجه عمه ، ويتعرف إليه .

الجلاد:
= ما هذا .. هذا هو عمي .
المخبر:
- قد مات ولم ينطق حرفاً .
الجلاد
= هل ينطق إنسان أبكم ؟؟!!

المشهد الثامن: نهاري / داخلي

الضابط وهو يغادر الزنزانة ، يصدر أمره للمخبر .
الضابط:
* يا مخبر إذهب كي تحفر للأبكم قبراً في الباحةْ .
المخبر:
- " يا سِيْدِي " قبره محفورٌ
...كجميع قبورك في الساحةْ
....سأواري الأبكم بهدوءٍ
.......كي يلقى المتعة والراحةْ.

المشهد الأخير: نهاري / داخلي
الضابط يغادر الزنزانة، بينما المخبر والجلاد يحملا الجثة إلى مقبرة الساحة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى