الثلاثاء ١٢ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم توفيق الرصافي

غيرتي القاتلة

ثمانون عيدا مضت
و أنا أزور عشنا القديم
علي ألمح طيفك الممشوق
يتمطى في شرفتك المنمقة
أو يعابث الريح
خصلات شعرك السوداء
و أنت تعانقين أزهار البنفسج
أزهارك المفضلة
التي إذا ما وقفت بقربها
احترت و تساءلت كثيرا
أيكما حبيبتي و أيكما البنفسجة ..
ثمانون عيدا مضت
و أنا أسرق أيامي
أسرق لحظات العمر لحظة لحظة..
لأعيد تمثيل الرواية..
ثمانون عيدا انقضت
و أنت وراء السحب
تلعبين بضفائرك
تتلذذين بإطفاء شموعي شمعة شمعة..
و أنا على الجمر بلا ماض
أتسكع في شوارع العذاب
أبحث عنك.. عن حاضري
و أعالج بالبكاء و الأنين وحدتي القاتلة
ثمانون شمعة انطفأت
بعيدا عن عينيك..
و أنا في غربة موحشة.. قاحلة..
تتقاذفني الأرجل الثقيلة
يأكلني الحنين
وتستطيب لحمي الليالي السود
كحجر في الطريق تركله السابلة...
ثمانون عيدا مضت
منذ رحلت...
تلعنين أنانيتي
تلعنين غيرتي..
تلعنين غروري
و تصرخين في وجهي
تصرخين مثل النار متسائلة:
لما تعذبني
ألا تدرك أن غيرتك تقتلني..؟
و رحلت ساعتها تبكين
دون أن تلتفتي إلى النار تحضنني
و دون أن تسمعي جوابي
و قد رددته الأرض و السماء
و رددته الأحجار و الأزهار
و صرخت أوردتي تقول:
لأني أحبك يا جاهلة...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى