الاثنين ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
في ذكرى رحيل الفنان فريد الأطرش
بقلم محمد محمد علي جنيدي

فريد الألحان والنغم

قرأت قصة غرام الموسيقار فريد الأطرش والفنانة الخالدة شادية حفظها الله في منتدى (موسيقار الأزمان فريد الأطرش) وتفاعلت مع هذه القصة الرائعة والتي اعتبرها بحق من القصص الملهمة والفاصلة في حياة المبدعين إذا ما صادفت وامتلكت قلوبهم كما أسرت قلب الفنان الخالد فريد الأطرش رحمه الله ولقد جاء تعقيبي عليها لأهميتها في تقديري كالآتي:

نعم.. في كل لحظة تنتهي حياة وتخلق حياة جديدة هذه سنة الوجود لا شك..
ولكن- أود التعقيب بأن قصة غرام فريد الأطرش(الشخصية) مع الفنانة القديرة شادية قد انتهت بالفعل بهذه الدراما الحزينة التي نعرفها جميعاً..
ولكنني أرى وعلى الرغم من هذه الدراما أن قصة غرامه الحقيقية والخالدة والتي لن تنتهي أبداً هي معنا نحن جميعاً محبي فنه الخالد وأعماله الشامخة

الحق أقول - أن هذه القصة كانت أيضاً باعث إلهام فريد ومصدر إبداعات خاصة جداً ورائعة في حياته الحزينة وأتصور كذلك لو أن هذه الرائعة قد انتهت النهاية التقليدية التي نعرفها جميعاً مع عشقه الخالد ما انبعث هذا التوهج الذي لامس قلوب أجيال مضت وأجيال ستأتي إلى ما شاء الله
الحقيقة التي يدركها كل فنان- أن الأعمال الخالدة في حياته دائماً ما تُبعث من رحم الجراح وبطن الألم، ولا جدل في هذا الاعتقاد
ولولا هذا الألم في حياة المبدعين لانطفأت شموع إبداعهم للأبد
كذلك أرى كغيري من الباحثين أن الحزن هو النبض الذي يضخ دماء الإلهام في وشاج الفنانين وعروقهم أبد الدهر
ولهذا كان بقدر المعاناة وعمق الألم الذي لازم قلب موسيقارنا الكبير فريد الأطرش جاءت وعاشت لنا أعماله الخالدة فلامست قلوب الصادقين حتى أحالتها إلى أنبل المشاعر وأرق الأحاسيس

نعم لقد عاش هذا الفنان المرهف فناً وإحساساً لحبه حزيناً وهو ينزف به ألماً وجراحاً لنستمتع نحن بعد ذلك بهذه الروائع النادرة إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله

هكذا عاش الفنان فريد الأطرش لفنه في حياته وهو يمتطي جواد إلهامه من ألمٍ إلى ألم ومن جرحٍ إلى جرح
ومع كل ألمٍ وجرحٍ جديد كان يولد معه لحناً خالداً وتنساب (تقسيمة) عوده كماءٍ رقراق

لهذا كله- عاش وسيبقى موسيقار الأزمان الخالد فريد الأطرش بفنه كالشمعة التي تذوب احتراقاً وهي تنير الطريق للآخرين
وأود أن أسجل في نهاية مقالي ونحن نحتفل هذه الأيام بذكرى رحيله كما نعلم أنه قد رحل في يوم السادس والعشرين من شهر (ديسمبر) عام 1974- أن فريد الأطرش كان وسيظل بإلحانه الرائعة وتقاسيمه النادرة هو ذلك النور الساطع الذي أضاء وسيضيء لنا الحب في قلوب أبناء هذا الزمن الجميل وفي كل القلوب الصادقة المتوهجة عشقاً وجمالاً
فلكم أنار عتمة الأفق أمام نبض مشاعرنا ومقلة أحاسيسنا
رحم الله فريد الأطرش.. الفنان الخالد خلود الزمن

وأرق التحية وأجمل الشكر للمبدع الوفي الأخ أشرف الزيات الراوي الجميل الذي بسط يديه وأهدى قصة غرام ملك العود لنا فأنشأ بها جدلاً جميلاً وحراكاً هائلاً في قلوب محبي نهر الإبداع وموسيقار الألحان والنغم فريد الأطرش رحمه الله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى