الأربعاء ٢٠ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم سليمان عوض

في الحانة

في الحانة
قد رحتُ أفتش عن أسرار
بين الأفكار السكرانة
ما أسهل أن تبحث عن أسرار
في رأس سكران
وجلست أحدق في الأعين
ولأقرأ فيها
قصة بؤس وخطيئة
أو قصةَ نبلٍ وفضيلة
فالحان كتابٌ مفتوح
يَتَمثَّل فيه الإنسان
أو من يوما كان الإنسان
وستسمع قَصَصاً ومواعظ
أسماءً تتردد عن شاديه عايدة ونبيلة
الأب، الأم، الزوجة
الطفل، اللعنة، البسمة
الضحكة، الثورة
تختلط الألفاظ
الأسماء الألقاب
ينسى السكران الناس
ينسى الآلام الأحزان
ينسى حتى الإحساس
البسمةُ لا يعرفها الحان
حتى قهقهةُ السكران
خمرٌ يجرعها
كي ينسى
يوما كان الإنسان فُلان
وستسمع مخمورا
حينا يصحوا ويصيح
لا تدنو منى
فأنا خنزير
يقطع في الدرب طريقا
كي يطعم فيه
فضلات الناس
وستسمع آخر يهمس
هل تعلم أن الشارع فيه أُناس
مازال الواحد منهم يحمل هم بنيه
لكنى ألمح في الحان
إنسان
قد أخذ مكانا بجواري
ونظرت إلى عينٍ حيرى وشفاه
تفتح حينا بالبسمة
لكن البسمةَ فيها قطرات
من دمعٍ سال
حشرجة الضحكة في فمه
طلقات تهوى في قلبه
في يده كأسٌ فارغة
ويمثل دورَ السكران
ودنوت إليه أسأله
ما بالك لا تشرب خمرا؟
ما بالك تجلس في الحان؟
فأجاب: ربى ينساني!
ربك لا ينسى لكن الله
لا يخلق ربا مكتملا
الله
يخلق فيك الإنسان
فارمي الكأس صديقي
لا يمنع دمع العمر
إلا قطرات دواء
بالأمل الدائم والجهدِ
ينسى الإنسان الآلام
ينسى حتى كأس الخمر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى