الاثنين ٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٢

في ظلال الحلم.. وجدانيات زادها العمر توهجًا

يقدم محمود فضيل التل في ديوانه "في ظلال الحلم" حالات وجدانية متنوعة استُمدت من خبرة حياته الطويلة التي بلغت حتى وقت إصداره الديوان ما يزيد على ثمانين عاما..

وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 120 صفحة من القطع لمتوسط، وأهداه التل إلى محبي الشعر وذواقته "استحقاقاً لِما قدَّموه بسموِّ أذواقهم، وعميق إحساسهم، وفهمهم للشِّعر، وتقديرهم للإحساس بالحياة والتَّجربة الإنسانيَّة" بحسب وصفه.

وتنوعت موضوعات القصائد، فحضر الحب والصداقة والمودة والحنين.. يقول التل في إحدى القصائد التي عبرت عن فيض كبير من مشاعر الحب والاشتياق:

تباعدنا كثيراً ما تلاقينا

ولا قلنا صباح الخيرِ من قُربٍ
ولا بُعْدِ
ولا حتى مَشينا في الطريق معاً
ولو خطوةْ
ولا حتى مَشينا في الطريق معاً
ولو كلمةْ
أأنسى أننا كنا تلاقينا!
أأنسى أننا كنا! معاً ولو جَلْسَةْ؟!
أفكّر فيك كل الوقت لا أنسى
لأنك أجمل الأسماء في الذكرى
وأجمل ما رأتْ عينايَ من صورٍ

وضم الديوان مجموعة من القصائد التي أُلقيت في مناسبات احتفالية خاطب خلالها العمّال والشعراء وفئات أخرى عديدة. وكان من بينها قصيدة ألقيت في الحفل التكريمي لعدد من المبدعين الأردنيين الذي أقيم في قصر الثقافة في عمّان بمبادرة من الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، وجاء فيها:

من سهل حوران هذا الشعر أكتبهُ
أعاتق الشعر مما كان أو كتبوا
الشعر ليس عَروضاً فيه قافيةٌ
الشعر فيما أرى للمجد ينتسبُ
الشعر نصر لفكر فيه فلسفةٌ
هو الحنين لما مرت به الحقبُ
المبدعون لهم رؤيا ومنزلةٌ
ويكتبون اللَّظى والقلب يلتهبُ
الروح تأتي لنا منكم وتلهمنا
منذ القديم ومهما لفّنا التعبُ

وتنوع أسلوب الشاعر خلال الديوان، فالتزم في مجموعة من القصائد بعمود الشعر العربي، بينما تحرر في القصائد الأخرى من العمود لكنه حافظ على التفعيلة، وجاءت لغته سلسة ابتعد فيها عن التعقيد والتراكيب التي تحول بين القصيدة ومتلقيها.

يقول التل في قصيدة تجسد خلاصة تجربته في الحياة بعد الأعوام الطويلة التي مرت عليه بحلوها ومرها:

يا لَعَمْري قد فارقتني الحياةُ
قد كنتُ طفلاً
ونازعتني على ما كنتُ أهوى
وحمّلتني وِزرَ ما كان غيري
قد رأى فيما رأى شيئاً جميلاً
يشهد الله أني ما أتيتُ بذنبٍ
كان قد عانى منه غيري
إنْ كثيراً كان أو حتى قليلاً
شوّهوا كلّ الذي قد كنت أهواه وأرجو
حَمّلُوني كارهاً حملاً ثقيلاً
أوْسَعُوا في لَوْمهُمْ ورموني
بكل صغيرة
بما ليس يُرجى

ومن الجدير ذكره أن محمود فضيل التل شاعر أردني وُلد في مدينة إربد عام 1940، وحصل على شهادة الليسانس في علم الاجتماع من الجامعة الأردنية عام 1966. وهو أمين عام سابق لوزارة الثقافة الأردنية، وله ما يزيد على عشرين مؤلفا منها 14 ديوانا أصدرها خلال الفترة الممتدة بين العام 1982 والعام 2022.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى