الجمعة ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم
في مِصْرَ لي قَلْبٌ
القَيْدُ في القَدَمَيْنِ يرْتَعِدُ | فالشّعْبُ في الْمَيْدانِ مُحْتَشِدُ |
في ساحَةِ التّحْريرِ مُعْتصِمٌ | والنّصْرُ في الْعَيْنَيْنِ مُتّقِدُ |
هذي دِماءُ النّيلِ هادِرَةٌ | مِنْ مَوْجِها يَتَقَهْقَرُ الزَّبَدُ |
والْخائِفونَ مِنَ النّدى عَبَثاً | قدْ حاوَلوا الشلّالَ أنْ يَئِدوا |
قَدْ أطْلقوا النيرانَ حاقِدَةً | فَتَعاظَمَ الْبُرْكانُ والْعَدَدُ |
سالَ الظّلامُ لِحَتْفِهِ هَرِماً | وَالضّوْءُ هَلَّ يَزِفُّ مَنْ شَهِدوا |
تتَبَعْثرُ الأوْراقُ طائِرَةً | في ضِفّتَيْهِ النّهْرُ مُتّحِدُ |
وَيَسيرُ نَحْوَ الْمَجْدِ مُنْتفِضاً | لا السّدُ يوقِفُهُ وَلا الزَرَدُ |
قَصْرُ الرّئاسَةِ قِشْرَةٌ سَقَطتْ | يا مِصْرُ أنْتِ الرّوحُ والْجَسَدُ |
أُمُّ الْحَضارَةِ أنْتِ شامِخَةٌ | والْحاضِرُ التاريخُ وَالْأبَدُ |
سَجدَتْ لكِ الأهْرامُ خاشِعَةً | أنْتِ الْبِدايَةُ والْمَدى الْأمَدُ |
مِصْرُ الْمَسَرّةُ سِرُّ قاهِرَةٍ | فَمِنِ اسْمِها الْإصْرارُ وَالْجلَدُ |
الشِّعْرُ مِنْكِ وَفيكِ جَنّتُهُ | فَالنّيلُ في شرْيانِهِ الْمَدَدُ |
وَالْلوْنُ يرْقُصُ في فراشَتِهِ | تعْلو فيَهْوي الزّيفُ وَالصَّفَدُ |
وإليْكِ يَعْدو الْحُلْمُ في لهَفٍ | وَالْليْلُ مِنْ عَيْنيْكِ يَبْتعِدُ |
وُتُرَفْرِفُ الآمالُ مُشْرِقَةً | فَمَتى يَخافُ مِنَ الظّلامِ غَدُ ؟ |
لَوْ كُنْتُ يَوْماً أشْتَهي وَطَناً | لاخْتارَني العُنْوانُ والْبَلَدُ |
شقّوا الْفؤادَ لِيَقْرأوا كُتُبي | لكِنّهُمْ إلّاكَ لمْ يَجِدوا |
في تونسَ الخضْراء لي قَمَرٌ | رِئَةٌ هُنا في الشّامِ لي وَيَدُ |
في الْمَغْربِ العَرَبيِّ لي كَتِفٌ | صَدْري الْعِراقُ جَبينُ مَنْ صَمَدوا |
في مِصْرَ لي قَلْبٌ يَضُخُّ دَماً | وَهُناكَ في لُبْنانَ لي كَبِدُ |
يا أرْضُ إنَّ الرّيحَ ذاكِرَةٌ | والْقُدْسُ لا ينْسى اسْمَها أحَدُ |
الْغَيْمُ يَبْكي الآنَ مُنْفعِلاً | فالْيَوْمَ عُرْسُ النّصْرِ يَنْعَقِدُ |