الثلاثاء ١٠ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم عزيز العرباوي

في ولادة الوطن

شنقت نفسي على صدإ الجدران.
تاهت دمائي بين كل الألوان.
صاحت ينابيع الأوردة،
والأعضاء أغرقت في الموت،
فاضت فتحات القلب في الصمت،
هام الملتحون في الكبت،
وعلى الوجه مات الزمان.
والحق مات،
وتاه صياد النعام في ظلام المكان.
لكن الذين صدموا مواطنيهم
على شاشة الحقيقة
مسرورين،
وضاحكين،
جلبوا الهوان.
علقت والشعب ديواني
وقمت أصنع الوقائع والكلمات
أحكي قول من زعموا
فوق خشبة،
وتقمصوا في غفلتنا زعامة،
وقيادة،
على الرعيان.
وأباحوا في وسط النهار عورتنا
وأقاموا للذل مسكنا،
حيث الحمام واليمام والسمان.
تلك أمانيهم
صرخات كل ذاك الوقت غابت،
والمسرح الآن يروي،
شعرا وقصة ومقالا سيان.
جفت لعاباتهم،
بعد قتل الحب فيهم،
ودعوا كل ما يوقظ الروح فيهم،
في هذا الزمن المعولم بالمجان.
علقت والشعب ديواني،
حيث غصت الأقوال
واهتزت في رجة
قصائد، وأغان،وألحان.
احترت والشعب في أمري،
لماذا أدعي الآن الصواب ؟
هل اقتربت الساعة أوانها ؟
وغير الحقير كلامه،
وعاد الطرق المعتاد ذاته،
وبات النفاق بلا عنوان.
لماذا أعيد سيرة المعذبين ؟
أولئك الذين استبيحت أشياؤهم
وبيوتاتهم،
وصاروا في خبر كان.
ألأنني صدقت جلساتهم ؟
وصفقت لجرأتهم أمام وسائل النشر،
حيث الأسود يصافح الألوان.
لماذا لا أستقر على أمر ؟
وأعيش في جسد حرباء
وأقيم صغيرا،
في قشور الرمان.
يا وطني الصغير !
لقد صار الآن في الإمكان.
أن تزيح الستار عن وجه القرافة
الذي تلألأ في ظلمة القبر
قبل عقود من الزمان.
تبت ما فعلت يدهم،
وتب نهارهم حين يرن،
في هدأة الأحزان.
يا وطني الصغير !
تنام وحيدا بين أحضان عطشى،
أظنها فقرك السالف حينا،
وحينا،
أظنها سخرية البلدان.
لا يجمع الحب فيها،
بين بني الإنسان.
تنام وحيدا،
لا حلم يقض مضجعك
لاكتشاف الأزمان.
أعرف أن النهار افتراء،
وأن الليل في صمته اشتهاء،
لدفن الأحزان...
وأدرك ما من انتهاء،
يؤدي إلى ابتداء،
أو يزيل الهوان.
وقد تتداعى ونتداعى،
بعيدا من الحرب
نسقط حمائم وجرحى
قصت أجنحتها
بيد الإخوان...!!!
الجديدة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى