الثلاثاء ١ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم أشرف بيدس

قانون الطبيعة

نعم أنت حبيبي.. وليس رغما عنك.. إن حبك يضبط قوانين الطبيعة التي تيسر للناس العيش، ولا يمكن الاستغناء عنه، ودونه تتعطل المدارات وتتخبط خطوط الاستواء، وتفشل الريح في اتجاهاتها، وتسطع الشمس بالليل، ويظهر القمر بالنهار، ويتعانق الحر والبرد والرعد والرطوبة، وترتبك حركة الكون. أنت الشيء الوحيد المنضبط في هذا العالم الفوضوي الهمجي، فهل ترغم الطيور علي التحليق بالسماء، وتجبر الورود علي رائحتها، وترغم الأمطار علي السقوط؟.. معك كل الأشياء تسير طواعية، بإرادتها، مبتسمة، فرحة، بشوشة، يملأها الأمل والطموح.

نعم أنت حبيبي.. أنفاسك، عباراتك، الجمل الساحرة التي تصفين بها حالك.. لا تدع لك جدارا تتوارين خلفه، تفضحك وتكشف عن فيضانات حبك وبراكين عشقك، ولا تمنحك فرص للهروب من أقدارك وأقداري، توافقت أرواحنا رغما عنا، دون أن ندري، ووجدت نفسي أسافر داخلك اركض، الهث.. أجري.. أبكي.. أرقص.. أصير كالأطفال، وعندما يحل بي التعب، لا أجد غير عينيك أستريح فيهما.. واستزيد بحنانها. وعندها أجدك تنتظرين قدومي، وكأن هناك موعد تم الاتفاق عليه.

تخيلت أن فصول العشق انتهت وذهبت بعيدة في بلاد نائية لا سبيل للوصول إليها، وأن ما تبقي من زمن يكفي.. أو يكاد يكفي لاجترار لحظاتي الراحلة في صفحات الأيام، واستعادة البعض منها سيكون عوضا عنها وسلوي لوحدتي، كنت أتخيل أنني سوف أعيش علي الذكري، لكن حبك فاجئني بما كان فوق قدراتي وأحلامي وآمالي، وأنعم عليّ ببدايات الحياة من جديد.

وها أنا ذا في انتظار العيد القادم من عينيك.. أتأهب كي القي بفرحتي في أحضانه. إن كل الأعياد لها هلال يؤذن بقدومها، إلا أعيادك أنت فهي دائمة ومستمرة لا تنقطع..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى